فإن قال قائل لم حذفوا الألف في الرسم فقط؟
يقول الصفاقسى: إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا: «الله» في الخط تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف. أ. هـ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين تصنيف أبى الحسن الصفاقسي
ويقول الرازي: إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا: «الله» في الخط لكراهتهم اجتماع الحروف المتشابهة بالصورة عند الكتابة، وهو مثل كراهتهم اجتماع الحروف المتماثلة في اللفظ عند القراءة.
ويقول أبو حيان: وحذفت الألف الأخيرة من الله لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لها يلهو، وقيل طرحت تخفيفاً، وقيل هي لغة فاستعملت في الخط.أ.هـ
سؤال وإجابته:
فإن قال قائل: لم كتبوا لفظة الله بلامين، وكتبوا لفظة الذي بلام واحدة؟
يقول الرازي: كتبوا لفظة الله بلامين، وكتبوا لفظة الذي بلام واحدة، مع استوائهما في اللفظ وفي كثرة الدوران على الألسنة، وفي لزوم التعريف، والفرق من وجوه:
الأول: أن قولنا: «الله» اسم معرب متصرف تصرف الأسماء، فأبقوا كتابته على الأصل، أما قولنا «الذي» فهو مبني لأجل أنه ناقص؛ لأنه لا يفيد إلا مع صلته فهو كبعض الكلمة، ومعلوم أن بعض الكلمة يكون مبنياً، فأدخلوا فيه النقصان لهذا السبب، ألا ترى أنهم كتبوا قولهم: «اللذان» بلامين، لأن التثنية أخرجته عن مشابهة الحروف، فإن الحرف لا يثنى.
الثاني: أن قولنا: «الله» لو كتب بلام واحدة لالتبس بقوله إله، وهذا الالتباس غير حاصل في قولنا الذي.
الثالث: أن تفخيم ذكر الله في اللفظ واجب، فكذا في الخط، والحذف ينافي التفخيم وأما قولنا: «الذي» فلا تفخيم له في المعنى فتركوا أيضاً تفخيمه في الخط. أ. هـ تفسير الرازى
ثانيا:لفظ الجلالة عند عند علماء الرسم:
قال أبو عمر واجمع كتاب المصاحف الألف من الرسم وكذلك حذفوا الالف بعد الالم في قوله "الملئكة" و"و ملئكة" و"ملئكته" و"السلم" وسلم" و"اله" و"الهكم" و"الهنا" و"الهه" وشبهه من لفظه المقنع في رسم مصاحف الأمصار
أبو عمرو الداني
ويقول الشاطبي في عقيلة أتراب القصائد في رسم القرآن:
باب الحذف في كلمات تحمل عليها أشباهها
131 مساجدٌ وإلهٌ معْ ملائكةٍ ... واذكرْ تباركَ والرحمنَ مُغْتَفَرا
يقول الشارح ابن القاصح
: واتفقت المصاحف على حذف ألف لام إله كيف تصرف حتى العلم
وألف ميم الرحمن. أهـ بتصرف شرح ابن القاصح
قلت ــ سامح ــ: قوله (لام إله كيف تصرف حتى العلم) يندرج تحتها لفظ " الله".
ويقول الضباع في كتاب مرسوم الخطحذف الألف بعد اللام) الله. واللهم وإله
وفي كتاب إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين للدكتور محمد سالم محيسن يقول:
(تنبيه: اتفق العلماء على عدم إلحاق الألف المحذوفة من لفظ الجلالة (الله) وذلك فرقا بينها وبين اللات وإلى ذلك أشار (الخراز) في مورد الظمآن في رسم القرآن
لكن من اسم الله رسما حُطَّا ********** و اللات بالإلحاق فرقا خطا) أ. هـ
قلت ـ سامح ـ: كلمة (رسما) تدل على وجودها لفظا بلا شك.
لفظ الجلالة عند علماء التجويد
في كتاب (تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين لما يحدث لهم من خطأ حال تلاوتهم لكتاب رب العلمين
تصنيف أبى الحسن الصفاقسي)
يقول: في اسم الجلالة ـ الألف ـ محذوفة في الخط تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف. أ. هـ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين تصنيف أبى الحسن الصفاقسي
قلت ـــ سامح ـــ: لاحظ جملة (محذوفة في الخط) إذن هي ثابتة في اللفظ بالطبع.
حكم لفظ الجلالة حالة الوقف عند علماء التجويد:
أقول ـــ سامح ـــ: لفظ الجلالة حالة الوقف يجوز فيه الثلاثة أوجه للمد العارض للسكون إذ إن اللفظ في النطق هكذا (اللاه) فتصير الألف قبل الهاء الساكنة في الوقف.
والذي يقول بأن اللفظ لا يجوز أن يقرأ بالثلاثة أوجه نقول له: لم؟ فإن قال: لأن الألف غير مرسومة نقول له: كيف تقرأها حالة الوصل سيقول بألف ــ بالطبع ــ نقول له: وأين الألف التي تقرأها وهى ليست مرسومة؟!!!
¥