والحق في ذلك أن يقال: إن من زعم أن أصل الراء التفخيم إن كان يريد إثبات هذا الوصف للراء مطلقاً من حيث إنها راء فلا دليل عليه لما مر وإن كان يريد بذلك الراء المتحركة بالفتح أو الضم وأنها لم عرض لها التحريك بإحدى الحركتين قويت بذلك على التفخيم فلا يجوز ترقيقها إذ ذاك إلا إن وجد سبب وحينئذٍ يتصور فيها رعى السبب فترفق ورفضه فتبقى على ما استحقه من التفخيم بسبب حركتها فهذا كلام جيد والله أعلم. أ. هـ كلام ابن الجزري في النشر بتصرف وزيادة وهو نقله عن المالقي في الدر النثير شرح كتاب التيسير
(ص) 1 ــ يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
1 ـ إذا كسرت نحو: (رضا) و (رجال (
(ش) اعلم أن الراء المكسورة مرققة لجميع القراء من غير خلف عن أحد منهم.
وخرج بقولنا: (إذا كسرت) الراء المفتوحة والمضمومة فتفخما حينئذ.
موجبات ترقيق الراء
ترقيق الراء إنما يكون لموجب: وهو أن تكون كسرتها لازمة الكسرة أو ناقصة بسبب رَوم أو اختلاس أو إمالة. أ. هـ الطرازات المعلمة لعبد الدائم الأزهري ت 870 هـ
توجيه ترقيق الراء:
قال السخاوي: (لا خلاف في ترقيق الراء المكسورة في الوصل سواء كانت الكسرة عارضة أو أصلية لغلبة الكسر عليها ولما يقدر فيه من التكرير المقدر في الراء ولأن التفخيم ضرب من إشباع الفتح فلو فخمت المكسورة لصار فيها ضرب من الفتح فيؤدي ذلك إلي كون الحرف مفتوحا مكسورا في حال واحدة وذلك محال. أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
يقول أبو شامة:) والغرض من الترقيق مطلقا اعتدال اللفظ وتقريب بعضه من بعض بأسباب-مخصوصة).
وقيل: وجه ترقيق المكسورة قوة الشبه بين الإمالة والترقيق ولما كان من أسباب الإمالة الكسر فكذلك الكسر هنا سببا للترقيق. الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
والترقيق من الرقة وهو ضد السمن. فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله. والتفخيم من الفخامة وهي العظمة والكثرة فهي عبارة عن ربو الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترقيق هو التفخيم وفي اللام التغليظ.
هل الترقيق هو الإمالة
وقد عبر قوم عن الترقيق في الراء بالإمالة بين اللفظين كما فعل الداني وبعض المغاربة وهو تجوز إذ الإمالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم. والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح في الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الإمالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن ولكانت الراء المكسورة ممالة وذلك خلاف إجماعهم. ومن الدليل أيضاً على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت (ذكرى) التي هي فعلى بين بين كان لفظك بها غير لفظك بذكراً المذكر وقفاً إذا رققت ولو كانت الراء في المذكر بين اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ في المؤنث غير اللفظ في المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ بالمذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالاً بالتبعية كما أملنا الراء قبله في المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا في الوضوح والله أعلم. وقال الداني في كتابه التجريد: الترقيق في الحرف دون الحركة إذا كان صيغته والإمالة في الحركة دون الحرف إذ كانت لعلة أوجبتها وهي تخفيف كالإدغام سواء انتهى. وهذا حسن جداً. أ. هـ ابن الجزري في النشر
(ص) 2ــ إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها (متصل) نحو: مرية
(ش) كلمة (مِرْية) الراء ساكنة وقبلها كسر أصلى (ليس حركة عارضة) متصل بها (ليس في الكلمة التي قبلها) وليس بعدها حرف استعلاء (خص ضغط قظ) في كلمتها فترقق من أجل هذا.
التوجيه
وجه أبو شامة ترقيق الراء الساكنة قائلاَ:
رققت لجميع القراء نحو (مرية-و-شرذمة وفرعون)، قالوا لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف وكأن الراء هنا مكسورة ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها ومن ثم امتنع ترقيق نحو (مرجع)، لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها وتقرب منها إذا كانت قبلها بهذا الاعتبار. أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
¥