ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:38 م]ـ
السلام عليكم
قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
445ـ وما يخدعون الفتح من قبل ساكن .. وبعد (ذ) كا والغير كالحرف أولا
هذا البيت يشرح الخلاف بين القراء في قوله ـ تعالى ـ: (وما يخدعون إلا أنفسهم)
يقول السخاوي ـ رحمه الله ـ: قول الناظم: (الفتح من قبل ساكن) يعنى فتح الياء والساكن الخاء (وبعد) يعني فتح الدال) أ. هـ فتح الوصيد
وزاد أبوشامة قائلا: (قوله: (وما) تقييد للحرف المختلف فيه احترازا من الأول وهو قوله (يخادعون الله)، فإنه ليس قبله وما
واعترض أبو شامة ـ رحمه الله ـ على قول الشاطبي ـ رحمه الله ـ: (الفتح من قبل ساكن وبعد)
فقال: وهذا تقييد لم يكن محتاجا إليه لأنه قد لفظ بالقراءة ونبه على القراءة الأخرى بما في آخر البيت لأنه لا يمكن أخذها من أضداد ما ذكر فهو زيادة بيان لم يكن لازما له.
ثم قال: وقراءة الغير كالحرف الواقع أولا.
وأطلق الناظم الحرف على الكلمة وذلك سائغ.
وأضاف الفاسي: (الذال في قوله: (ذكا) وهم الكوفيون وابن عامر
قلت ـ سامح ـ أخذ من قول الشاطبي (وكوف وشام ذالهم ليس مغفلا) وقوله: (وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة،،، ثم عددهم بدءا بعاصم وإنهاء بدوري الكسائي) وقوله (وأما دمشق الشام دارابن عامر)
ثم قال الفاسي: (ولم يف هذا التقييد بالقراءة الأخري فأحال فيها على الحرف الأول الذي لا خلاف فيه للسبعة (لم يأت خلاف إلا في الشواذ) وهو قوله: (يخادعون الله)
وأضاف الفاسي لمحة ذكية حيث قال: (ورسم المصحف يحتمل الجميع لأنهما مرسومان فيه بغير ألف غير أن من قرأ بالألف يعتقد حذفها تخفيفا)
واختصر شعلة فقال: (قرأ (وما يخدعون) بإسكان الخاء بين فتحتين ابن عامر والكوفيون.
وأضاف ابن القاصح على قولهم: (والساكن الخاء والفتح قبله في الياء وبعده في الدال) فقال: (ويلزم من ذلك حذف الألف)
وعلق على زيادة الشاطبي (وما) قبل يخدعون فقال: (وقوله (وما) أي المصاحبة ليخدعون أتى بها للوزن والخلاف في الثاني علم من قوله (كالحرف أولا)
ثم أضاف لمحة ذكية فقال: (وإن شئت قلت: التقييد ليخدعون بمصاحبة ما قبله كما نطق به احترازا من الحرف الأول من البقرة والثاني من النساء (يخادعون الله وهو خادعهم) آية 142 فإنهما ليس فيهما خلاف للسبعة (الخلاف في الشاذ فقط)
وحلل ابن القاصح إحالة الشاطبي على الحرف الأول فقال: (لما كانت قراءة الباقين لا يمكن أخذها من الضد لأن ضد الفتح في الياء وفي الدال الكسر (يؤخذ من كلام الشاطبي رحمه الله: وآخيت بين النون واليا وفتحهم ... وكسر وبين النصب والخفض منزلا)
وضد السكون في الخاء الحركة بالفتح (يؤخذ من قول الشاطبي رحمه الله: وحيث جرى التحريك غير مقيد هو الفتح والإسكان آخاه منزلا)
ولم يقرأ بذلك أحد فاحتاج إلى بيان قراءة الباقين فأحالهما على الحرف الأول.
وأقول ـ سامح ـ: وقد برر علماء التوجيه عدم الخلاف في الموضع الأول فقالوا: (واتفقوا على قراءة الحرف الأول هنا (يخادعون الله) وفي النساء كذلك كراهية التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله تعالى فأخرج المفاعلة لذلك.
وختاما فتكون القراءتان في البيت كالآتي:
قرأ الحرميان (نافع وابن كثير) وأبو عمرو {وما يخادعون} بالألف مع ضم الياء وفتح الخاء وكسر الدال والباقون بغير ألف مع فتح الياء والدال.
والله أعلم وصل الله على محمد وسلم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:00 ص]ـ
أحسنتم يا شيخ سامح على هذا الجهد الرائع الذي استفدنا منه.
ومن خلال تدريسي القراءات لطلاب كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية, أؤكد على ما تفضلتم به من ضرورة ربط المبتدئين من طلاب هذا العلم المبارك بكتب العلماء السابقين وتشجيعهم على الاستفادة من الشروحات القديمة لهذا المتن المبارك.
فبعض الطلاب يدرس في الكلية أربع سنوات ويتخرج منها وهو لا يعرف إلا شرحين أو ثلاثة من الشروح المعاصرة السهلة, ولا يعرف حتى أسماء الشروحات السابقة فضلا عن اطلاعه عليها
وأقول إن من المهم أن يجتهد المتخصصون في دراسة جميع شروح الشاطبية والمقارنة بينها, والخروج بقائمة متدرجة من هذه الشروحة بحيث تسهل على طالب هذا العلم الاطلاع أولا على الشروح السهلة البسيطة ثم المتوسطة ثم المطولة ليكون ملما بدقائق ولطائف هذا المتن.
شكر الله سعيك وكتب أجرك ووفقك وأعانك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:52 ص]ـ
أنا سعيدٌ جداً بهذا العمل لأخي الشيخ المقرئ سامح سالم عبدالحميد، وقد قرأته بتمعنٍ، وأرجو أن يوفقه الله لإكماله على هذا المنوال، وألا يصرفه عنه صارفٌ إن شاء الله، فهو عملٌ مفيدٌ حقاً.
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:30 م]ـ
السلام عليكم
فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا
وأحسن الله إليكم , وتقبل منكم , ورفع قدركم , ونفعنا بعلمكم ... آمين
¥