وأقول: ما ذكره أبوشامة (إسكان الكاف) هو من أبي شامة زيادة بيان إذ هي لازمة من تخفيف الذال لأن الفعل من كذب يكْذب.
سؤال:
وهل يرد على الشاطبي قوله ـ تعالى ـ (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) وقوله ـ تعالى ـ (بل الذين كفروا يكذبون) ونحوه؟
أقول: (نفى أبوشامة الرد على الناظم رحمه الله ـ فقال: ولا خلاف في تخفيف (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون)، كما أنه لا خلاف في تثقيل قوله تعالى (بل الذين كفروا يكذبون)، ونحوه
ولا يرد على الناظم ذلك لأنه لم يقل: جميعا ولا بحيث أتى ولا نحو ذلك وتلك عادته فيما يتعدى الحكم فيه سورته إلا مواضع خرجت عن هذه القاعدة مثل (والتوراة-و-كائن).
وأقول:لفظة: (ونحوه) هذه لمحة ذكية من أبي شامة لم يلتفت إليها ابن القاصح ـ رحمه الله ـ حيث قال: (فإن قلت: (يكذبون) في القرآن في ثلاثة مواضع هنا (البقرة) آية 10 وموضع آخر التوبة (77) والإنشقاق (22).
فيرد عليه أن هناك مواضع أخر في القرآن الكريم وهي:
(قال رب إني أخاف أن يكذبون) سورة الشعراء 12 (بالتثقيل)
(وأخي هارون .. إني أخاف أن يكذبون) سورة القصص 34 (بالتثقيل)
(الذين يكذبون بيوم الدين) سورة المطففين 11 (بالتثقيل.
لذا كان كلام أبي شامة أدق من كلام ابن القاصح عندما قال (ونحوه)
لأن اللفظة في القرآن غير هذه المواضع.
وأشار أبو شامة إلى أن قول الناظم: (ضم) فعل ماض لا أمر لأنه من جنس ما عطف عليه من قوله (وثقلا) والله أعلم. أ. هـ إبراز المعاني شرح الشاطبية
وأضاف ابن القاصح إضافة قيمة لم يلتفت إليها الفاسي فقال: (ولما لم يمكن أخذ قراءة الباقين من الضد نص عليها لأن ضد الفتح الكسر فلو كسرت لكانت تختل ولكن نص عليها بقوله: (وللباقين ضم).
.
وأما ما قاله أبو شامة في عدم الرد على الناظم في مسألة: هل يرد (يكذبون) السابق ذكرها فقاله ابن القاصح ولكن بقوله: (الكلام في الفرش لا يعم إلا بقرينة ولا قرينة فتعين هذا دون غيره)
والخلاصة
القراءتان حينئذ:
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (يكذبون) بفتح الياء مع سكون الكاف وتخفيف الذال المكسورة
والباقون بضم الياء مع فتح الكاف وتشديد الذال المكسورة.
والله أعلم، وصل الله على محمد وسلم
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[03 Aug 2010, 03:39 م]ـ
السلام عليكم
قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
447ـ وقيل وغيض ثم جيئ يشمها لدى كسرها ضما (ر) جال (لـ) تكملا
448ـوحيل بإشمام وسيق (كـ) ـما (ر) سا وسيئ وسيئت (كـ) ـان (ر) اويه (أ) نبلا
بدأ السخاوي ـ رحمه الله ـ شرحه بتوجيه القراءة فقال إن: (الأصل في (قيل) قُوِل، اسثقلت الكسرة في الواو فنقلت إلى القاف فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء.
وكذلك (سيء) و (سيق) و (حيل) أصلها سُوِي، سُوِق، حُوِل.
وأما (غيض) و (جيء) فهما من الياء والأصل: (غُيِض) و (جُيِئ) استثقلت الحركة فيهما على الياء فنقلت إلى ماقبلها وأزالو الضمة التي في أوائلها. أ. هـ شرح السخاوي
قلت: لاحظ أن (غيض) (وجيء) ننقل ولا نبدل والأفعال الأخري (قيل) (سيء)
و (سيق) و (حيل) ننقل ونبدل.
ويظهرمماسبق أن السخاوي ركز ـ في ذكرالإعلال والإبدال ـ على عين الكلمة بينما هناك من ركز على فاءالكلمة كابن زنجلة إذ يقول: (استثقلت الضمة على فاء الفعل وبعدها واو مكسورة (سيء ـ سيق ـ حيل) وياء مكسورة (غيض ـ جيء) فنقلت الكسرة منهما إلى فاء الفعل و قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فقيل في ذلك قيل وحيل وأخواتها).أ.هـ حجة القراءات ابن زنجلة
وأقول: ومن تأمل علم أن الخلاف في النظرة الأولى فقط فهذا نظر إلى استثقال الضمة وبعدها كسر وذاك نظر إلى كسرة الثاني مع أن قبلها ضما وفي النهاية التقوا على وجهة واحدة.
ثم بدأ السخاوي شرحه بعد التوجيه السابق
فقال: (والعلماء يعبرون عن هذا بالإشمام، والروم، والضم، والإمالة)
ثم برر السخاوي اختيارالشاطبي لقوله: (يشمها) فقال: (لأنها عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين وفي العبارة تننبيه على أن أول الفعل لا يكسركسرة خالصة)
قلت: فهم الشيخ الضباع من هذا أن الظاهر من كلام الشاطبي أن جزء الكسرة مقدّم. انظر الإضاءة في أصول القراءة للضباع
¥