" فمن أشم أوائلها الضم أراد أن يبين أن أصل أوائلها الضم ... فلما كانت ضمة أوائل الأفعال الستة محذوفة أتي بالإشارة لتدل على الحركة المحذوفة من الكلام .... فإن قيل هل تسمع هذه الإشارة أو لا تسمع وهل ترى أو لا ترى وهل تحكم على الحرف الأول الذي معه الإشارة بالضم أو بالكسر؟ فالجواب: أن الإشارة إلى الضم في هذه الأفعال تسمع وترى في نفس الحرف الأول، والحرف الأول مكسور، ومع ذلك الكسر إشارةٌ إلى الضم تخالطه، كما أن الحرف المتحرك الممال الإمالة فيه تسمع وترى في نفس الحرف الممال والممال مفتوح ومع ذلك الفتح إشارة إلى الكسر تخالطه ...... ألا ترى أن أوائل هذه الأفعال لو كانت مضمومة أو الضم أغلب عليها لانقلبت الياءات واوات إذ ليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة ... اهـ الكشف عن وجوه القراءات السبع
وعلق الشيخ وليد ـ حفظه الله:0 (والذي يظهر لي أن كلامهما يعضد طريقة المصريين في الإشمام)
قلت سامح: يحتمل هذا وإن كان الثاني سيتأثر بالتبعية وبالطبع تلقي الشيخ وليد على مشايخه هذا يعد دليلا على صحة هذا الرأي خصوصا وهناك نصوص تؤيد هذا.
وقد علق أخونا الفاضل الشيخ د/ أنمار بسؤال ذكي ـ حقا ـ
حيث وجه سؤالا لفضيلة الشيخ الأستاذ وليد المنيسي سلمه الله.
قائلا:
هل جميع من ذكرت ينطقون الجزء الأول بحركة مركبة أم أنها فقط ضمة خالصة قصيرة ثم يتلوها الياء الخالصة؟
لأنه هذا ظاهر كلام العلامة الصفاقسي رحمه الله في غيث النفع:
قيل:
معا (يقصد الآيتين أول البقرة)
قرأ هشام وعلي (أي الكسائي)
بإشمام كسرة القاف الضم
وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم ويليه جزء الكسرة ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز أو قال بما لا تحل القراءة به.
اهـ بلفظه من غيث النفع ص 83 على هامش سراج القارئ طبعة البابي الحلبي
فتفسيره للتركيب هو تقسيم الحركة إلى جزئين وكأنه ليس ككلام الإمام الضباع رحمه الله تعالى في الإضاءة.
فقد قال:
وكيفية التلفظ به:
أن تلفظ بأول الفعل (أي فائه) بحركة تامة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، إفرازا لا شيوعا، جزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر، ومن ثم تمحضت الياء.
كذا ذكره الجعبري وغيره.
اهـ
فهل ترى خلافا بين العبارتين؟، ثم ما هو الذي عليه العمل عند مشايخنا من قراء مصر؟
ولا يزال الكلام للدكتور أنمار ووجدت عبارة ابن القاصح صريحة فيما عليه قراء الشام
قال:
وكيفية الإشمام في هذه الأفعال أن تنحو بكسر أوائلها نحو الضمة والياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم، لأن هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة لأنها أفعال ما لم يسم فاعله فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما تستحقه وهي لغة فاشية للعرب وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه من الإعلال ولهذا قال الناظم لتكملا أي لتكمل الدلالة على الأمرين. أ. هـ ص 149 من سراج القارئ طبعة البابي الحلبي
فأجاب فضيلة الشيخ وليد المنيسي ـ حفظه الله ـ:
الذي تلقيته وسمعته ممن سمعته منهم موافق لما نقلتموه عن الصفاقسي في غيث النفع
البداءة بجزء ضمة ثم بعد ذلك جزء كسرة بعده ياء مدية لا يظهر فيها أثر للواو.
وأقول سامح: كلام الصفاقسي السابق يشير إلى تأثر الياء نحو الواو. لا كما يقول فضيلة الشيخ وليد منيسي حفظه الله
ختاما
هكذا انتهت ـــ حسب ما عندي في جهاز الحاسوب وإن كان هناك نقص فليراجع وليضف ــ هذه المناقشة الهادفة الهادئة وقد تميز كلا المحاورين بأدب جم زادهم الله رفعة وأدبا ـ ـ آمين
وبهذا يتبين أن هناك طريقتين في الأداء
فليقرأ كل بما أخذ ولكل وجهة وإن كنا نؤيد أن هناك تأثرا في حرف الياء.
وهناك بحث في الروم والإشمام لأخينا وشيخنا الشيخ عبد الحكيم عبدالرازق ـ حفظه الله ـ ولكن للأسف لم أجده عندي الآن نأمل من الشيخ الكريم وضع ما هو متعلق بالمسألة التي هي محل بحثنا هنا لتتم الفائدة.
والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[04 Aug 2010, 01:48 ص]ـ
رفع الله قدركم
ونفع بكم وبمواضيعكم القيمة
جزاكم الله خيرًا على ما تقدموا لنا من درر
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Aug 2010, 12:53 ص]ـ
وهناك بحث في الروم والإشمام لأخينا وشيخنا الشيخ عبد الحكيم عبدالرازق ـ حفظه الله ـ ولكن للأسف لم أجده عندي الآن نأمل من الشيخ الكريم وضع ما هو متعلق بالمسألة التي هي محل بحثنا هنا لتتم الفائدة. والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم.
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب علي حسن ظنكم بأخيكم.
وهذه المسألة من المسائل العجيبة وأغلب ظني الآن فيها أن الخلاف لفظي.
سألني أحد الإخوة يوما عن هذه المسألة، فأجبته ونطقت له بتأثر الياء. المهم أنه ذهب وسأل فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ حفظه الله ـ فأجابه بأن تأثر الياء لا يصح، وهي ياء محضة خالصة، فأخبرني الأخ بذلك.
فقلت له: الشيخ عبد الحكيم ينطقها كما نطقتها لك، ولعل الخلاف عنده في التعبير اللفظي للمسألة وفقط.
ثم يسر الله وهاتفت الشيخ عبد الحكيم ـ وهو نادرا ما يجيب علي الهاتف ـ.
قلتُ: يا شيخنا .. ألا تتأثر الياء في " قيل " وأخواتها وتكون حرفا بين الياء والواو.
قال: هي ياء محضة.
قلتُ: أريد سماع نطقها.
قال: انطقها أنت أولا.
ففعلت ما طلب وأقره، ثم قام فضيلته بنطقها.
فقلتُ: يا شيخ: الياء ليست محضة.
قال: فيها رائحة الضم.
قلتُ: هذه الرائحة يا شيخ كنتُ أتحدث عنها. ثم قمتُ بشكره وانتهي الحوار.
فكثير من القراء علي هذه الحالة النطق سليم ولكن تحليل المسألة له قول آخر.
ولعلي شيخنا الكريم أنزل لك ما كتبته غدا أو بعد غد ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
¥