تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[22 Aug 2010, 11:38 ص]ـ

إنّ مسألة تقديم الأوجه تحتاج إلى تأصيل وذلك على ضوء ما انتهجه المتقدّمون من المغاربة والمشارقة دون متأخريهم بمختلف اجتهاداتهم، إلا أنّ الشهرة تبقى العنصر الأساسي في تقديم الوجه مع وقوع الخلاف في كيفيّة إعمال هذه الشهرة.

لو أخذنا مثالاً بسيطاً وهو أوجه البدل لورش. نلاحظ أنّ تمكينه لم يرد إلاّ عن الأزرق وهو المشهور من طريقه عن ورش بينما نجد سائر الرواة عن ورش وغيره من القراء لا يمكنونه. فهل يقدّم تمكين البدل لشهرته عن الأزرق أم يقدّم قصره لاتفاق باقي الرواة عليه؟

المغاربة يقدّمون تمكينه لاشتهاره عندهم وعن الداني حثث روى تمكينه عن ابن الخاقان وفارس ابن أحمد بينما لم يرو القصر إلاّ من قراءته على أبي الحسن فقط. بينما نجد الإمام الشاطبيّ يُقدّم القصر لثبوته عن غير الأزرق ويظهر ذلك في قوله: فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاًووسّطه قوم. فظهر خلاف بين الداني والشاطبي في تقديم وجه من أوجه البدل مع أنّهما من المغاربة.

وقد ذكر الإمام المارغني قاعدة أخرى وهو تقديم ما اشتهر عند أهل الحجاز ثمّ أهل البصرة ثم أهل الشام ثمّ أهل الكوفة على حسب ترتيب القراء والرواة فقدّمت رواية قالون عن نافع لأنّها من رواية المدني عن المدني، وجُعلت رواية ورش هي الثانية في الترتيب لأنّها من رواية غير المدني عن المدني وهكذا. وهو السبب الذي حمله على تقديم التسهيل على التحقيق في نحو {ءأنذرتهم} لهشام لأنّ التسهيل هو مذهب أهل سما أي نافع والمكي والبصري والتي تقدّم قراءتهم في الترتيب على غيرهم. وقد وقع الخلاف حتّى في الترتيب إذ جعل مكّي القيسي قراءة عاصم مكان قراءة البصري أي بعد قراءة المدني والمكي.

وإن كان ما ذكره العلامة المارغني عليه رحمة الله وجيهاً إلاّ أنّ هذه المنهجيّة تجتاج إلى دعم من نصوص المتقدّمين ومنهجهم في تقديم الأوجه. فالإمام المارغني لا يمثّل مذهب المغاربة لأنّه من المتأخرين من جهة وتأصيله يحتاج إلى دعم من أقوال متقدّميه من المغاربة وهذا يقال في الأزميري بالنسبة للمشارقة.

فالحلّ هو دراسة منهجيّة المتقدّمين كالداني ومكي القيسي ومن المتأخرين ابن الجزري عليه رحمة الله ثمّ نستخرج على ضوء ذلك الفوائد والقواعد مع محاولة تأصيلها وتقعيدها تقعيداً علميّاً بحيث لا تخرج عن طريقة المتقدّمين. والعلم عند الله تعالى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير