تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Aug 2010, 05:38 م]ـ

قال الشوكاني رحمه الله في كتابه إرشاد الفحول:

الفصل الثاني اختلف في المنقول آحادا هل هو قرآن أم لا؟

فقيل ليس بقرآن لأن القرآن ما تتوفر الدواعي على نقله لكونه كلام الرب سبحانه وكونه مشتملا على الأحكام الشرعية وكونه معجزا وما كان كذلك فلا بد أن يتواتر فما لم يتواتر فليس بقرآن.

هكذا قرر أهل الأصول التواتر.

وقد ادعى تواتر كل واحدة من القراآت السبع وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر دون غيرها وادعى أيضا تواتر القراآت العشر وهي مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف وليس على ذلك أثارة من علم فإن هذه القراآت كل وحدة منها منقولة نقلا أحاديا كما يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراآتهم.

وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراآت ما هو متواتر وفيها ما هو آحاد ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلا عن العشر وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول وأهل الفن أخبر بفنهم. والحاصل أن ما اشتمل عليه المصحف الشريف واتفق عليه القراء المشهورون فهو قرآن وما اختلفوا فيه فإن احتمل رسم المصحف قراءة كل واحد من المختلفين مع مطابقتها للوجه الإعرابي والمعنى العربي فهي قرآن كلها وإن احتمل بعضها دون بعض فإن صح إسناد ما لم يحتمله وكانت موافقة للوجه الإعرابي والمعنى العربي فهي الشاذة ولها حكم أخبار الآحاد في الدلالة على مدلولها وسواء كانت من القراآت السبع أو من غيرها وأما ما لم يصح إسناده مما لم يحتمله الرسم فليس بقرآن ولا منزل منزلة أخبار الآحاد أما انتفاء كونه قرآنا فظاهر وأما انتفاء تنزيله منزلة أخبار الآحاد فلعدم صحة إسناده وإن وافق المعنى العربي والوجه الإعرابي فلا اعتبار بمجرد الموافقة مع عدم صحة الإسناد وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى أقرأني على سبعة أحرف " والمراد بالأحرف السبعة لغات العرب فإنها بلغت إلى سبع لغات اختلفت في قليل من الألفاظ واتفقت في غالبها فما وافق لغة من تلك اللغات فقد وافق المعنى العربي والإعرابي.

ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:14 م]ـ

وإذا كان الصحابة سمعوا القراءات الشاذة من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا كيف جاز لهم أن يتركوها؟؟؟

بالنسبة لمسألة سماع الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم القراءات فإثباتها لا يكفي لقبول القراءة، لأن المسلمين تركوا تلك القراءات الثابتة سنداً لمخالفتها الرسم العثماني، إذ يحتمل أن كانت ثابتة من حيث السند ولكنها نسخت في العرضة الأخيرة.

قال الإمام ابن الجزري في منجد المقرئين ص (82) تحقيق العمران: (والقسم الثاني من القراءة الصحيحة: ما وافق العربية، وصح سنده، وخالف الرسم كما ورد في الصحيح من زيادة لا نقص، وإبدال كلمة بأخرى ونحو ذلك كما جاء عن أبي الدرداء وعمر وابن مسعود وغيرهم، فهذه القراءات تسمى اليوم: شاذة لكونها شذت عن رسم المصحف المجمع عليه وإن كان إسنادها صحيحاً، فلا تجوز القراءة بها لا في الصلاة ولا في غيرها).

فظهر لنا من هذه العبارة: أن القراءات التي تعرف بأنها شاذة قد تكون صحيحة السند، أي صح أن الصحابة الذين رووها سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ثبوت السماع لم يقرأ بها الصحابة لمخالفتها الرسم العثماني.

وعلة اكتفاء الصحابة بقراءة ما وافق الرسم العثماني هي التي تفهم من كلام ابن الجزري في نفس المصدر ص (95): (أجمع الصحابة كتابة القرآن العظيم على العرضة الأخيرة التي قرأها النبي صلى الله عليه وسلم عام قُبض، وعلى ما أنزله الله تعالى دون ما أذن فيه، وعلى ما صح مستفاضاً عن النبي صلى الله عليه دون غيره).

ولم نسميها شاذة والصحابة أخذوها من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا؟؟؟

كما تقدم: أنه لا تلازم بين سماع الصحابة القراءة من النبي وبين الحكم عليها بالشذوذ؛ لأنه يمكن أن يحكم عليها بالشذوذ لسبب آخر وهو عدم تواتر القراءة أو استفاضتها أو عدم موافقتها الرسم العثماني.

فما خالف التواتر نجزم بعدم قرآنيته، وأنه لم ينزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وهذا ليس مقبولاً.

لأن المنسوخ من القرآن قد يكون غير متواتر، ومع ذلك لا يمكننا أن نجزم أنه لم يكن قرآنا يتلى، أو أن نجزم بأنه لم ينزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

أما ما يسمى بالقراءات التفسيرية فحقيقتها أنها بعيدة كل البعد عن القراءات القرآنية، ومن وجهة نظري لا يجوز أن نصفها بأنها قراءات لا تفسيرية ولا غيرها.

نعم هي بعيدة عن القراءات القرآنية المتواترة، ولكن مع ذلك تسميتها بقراءة تفسيرية لا إشكال فيها، كما أننا نقول عن القول المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه حديث موضوع، ثم إن العلماء نجد في ثنايا كلامهم ما يؤيد هذا الإطلاق، فيقول الإمام أبو حيان في تفسير البحر المحيط: (وقرأ ابن الزبير "من الشيطان تأملوا" وفي مصحف أبي: "إذا طاف من الشيطان طائف تأملوا فإذا هم مبصرون" وينبغي أن يحمل هذا وقراءة ابن الزبير على أن ذلك من باب التفسير لا على أنه قرآن لمخالفته سواد ما أجمع المسلمون عليه من ألفاظ القرآن).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير