تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عن المخالطة بالناس واستقام بدار زوجته بمحلة الشاغور الجواني، يقرئ ويفيد، إلى أن توفي. وكان أحياناً يخرج إلى المسجد الذي بقرب داره المعروف بالياغوشية، ودرس وانتفعت به الطلبة، وعلمه وحافظته لا مطعن فيهما، ولم يزل على حالته إلى أن مات، وكانت وفاته في يوم السبت الرابع والعشرين من رمضان سنة احدى وتسعين ومائة وألف ودفن بتربة الشيخ أرسلان رضي الله عنه عند أسلافه بني الغزي رحمهم الله تعالى وأموات المسلمين أجمعين.

33 - [1192] (2/ 348 - 353): (عبد الرحمن البعلي): عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي نزيل حلب، الشيخ العالم الفاضل الصالح، كان فقيهاً بارعاً بالعلوم خصوصاً في القراءات، وغيرها. ولد في ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من جمادي الأولى سنة عشرة ومائة وألف، ثم لما بلغ سن التمييز قرأ القرآن حتى ختمه على والده في مدة يسيرة، ثم شرع في الاشتغال بطلب العلم في سنة عشرين فقرأ على الشيخ عواد الحنبلي النابلسي في بعض مقدمات النحو والفقه، واشتغل عليه بالقراءة بعد ذلك نحواً من عشرين سنة، وهو أول من أخذ عنه العلم، ولما توفي والده في سنة اثنين وعشرين، وكان فاضلاً ناسكاً عالماً، لازم دروس علماء عصره وأخذ الفرائض والحساب عن الشيخ مصطفى النابلسي، وحفظ القرآن على الحافظ المقرئ المتقن الشيخ إبراهيم الدمشقي. ثم بعد أن ارتحل إلى الروم ودخل حلب وذلك في سنة أربع وأربعين أخذ عن جماعة من أجلاّئها وممن ورد اليها، وأشياخه كثيرون لا يحصون عدة. وقد أجازني بسائر مروياته عن مشايخه باجازة حافلة وأرسلها إلي من حلب. وكان بحلب مستقيماً ساكناً فاضلاً، وله أناس يبرونه قائمين بمعاشه وما يحتاج إليه، واستقام بها إلى أن مات. وكان ينظم الشعر وله ديوان فائق محتو على رقائق. وكانت وفاته بحلب سنة اثنين وتسعين ومائة وألف رحمه الله.

34 - [1198] (1/ 54): (أبو بكر الجزري): أبو بكر بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن عثمان، الجزري الأصل، الدمشقي المولد، الحنفي، الشيخ حافظ الدين، الأديب الكامل المقرئ الحافظ، كان حسن الصوت صحيح التلاوة والقراءة، لطيف الصحبة. ولد بدمشق ونشأ بها في حجر والده، وكان من المشايخ الصلحاء قدم هو وأخوه الشيخ محمود الجزري إلى دمشق واستوطناها. قرأ القرآن على شيخنا البرهان إبراهيم بن عباس الدمشقي وغيره، وتلاه مجوداً. وأخذ بعض العلوم وقرأ مقدماتها، وحضر دروس الأجلاء، ونظم الشعر، وأمَّ وخطب في جامع الصوفا الكائن بالقرب من محلة سوق صاروجا، وولي كتابة بعض الأوقاف. وحضر دروس والدي في السليمانية، وكان يقرأ لديه العشر من القرآن العظيم، اجتمعت به كثيراً وكان يزورني وصحبته وسمعت من أشعاره وسمع مني. توفي يوم السبت خامس عشر شعبان سنة ثمان وتسعين ومائة وألف وصُلي عليه بالجامع الأموي ودفن بمقبرة مرج الدحداح خارج باب الفراديس.

35 - [1198] (3/ 73): (عبد الكريم الداغستاني): عبد الكريم بن عبد الرحيم بن إسمعيل بن محمد بن محمود الطاغستاني المولد والشهرة، نزيل دمشق، الشافعي، الشيخ الفاضل العالم العامل الصالح، ولد في أواخر سنة خمس وعشرين ومائة وألف، وتلا القرآن العظيم، وأخذ في طلب العلم، وقرأ في بلادهم النحو والصرف وقرأ حصة من المنطق، ثم في سنة سبع وأربعين ومائة وألف خرج من بلده مع أهله، بسبب فتنة طهماز الشهيرة، وجاء إلى ديار بكر، وقرأ بها تصورات المنطق، ثم في أواخر سنة ثمان وأربعين بعد المائة والألف قدم دمشق وتوطنها وقرأ بها، جملة من العلوم كالمعاني والبيان والأصلين والمنطق وقرأ الإلهيات من شرح المواقف، وأخذ غير ذلك، وجمع للسبعة من طريق الشاطبية على الفقيه علي بن أحمد الكزبري، وحج مرتين. ودرّس بالجامع الأموي وبجامع الورد بسويقة صاروجا. وكانت وفاته ليلة نصف شعبان سنة ثمان وتسعين ومائة وألف ودفن بسفح قاسيون قرب مدفن البلخي رحمه الله تعالى.

36 - [1199] (4/ 143): (محمد المنير): محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد السمنودي الشافعي الأحمدي ثم الخلوتي المصري الشهير بالمنير، الشيخ الإمام المحدث المقرئ الصوفي العارف بالله. ولد بسمنود سنة تسع وتسعين وألف، وقدم الأزهر وعمره نحو عشرين سنة، بعد أن حفظ القرآن العظيم وجمع للسبع والعشر ونظم المنظومة في قراءة ورش، وجاور بالأزهر وأخذ عن جملة من العلماء، منهم الشمس محمد السجيني وعلي أبو الصفا الشنواني والشمس محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي وأجازه أبو حامد محمد البديري الدمياطي والقطب السيد مصطفى البكري الدمشقي والشمس محمد بن أحمد عقيلة المكي والنجم محمد بن سالم الحفني وعليه انتفع وبه اشتهر، وأخذ الناس عنه الحديث والقراءات والفقه، طبقة بعد طبقة، وألف مؤلفات نافعة منها: شرح الطيبة -وهو من أجل تآليفه-، وشرح الدرة، ومنظومة في طريقة ورش، وشرحها، ورسالة في رواية حفص، ورسالة في أصول القرآن. ورسالة في تصريف اسمه تعالى اللطيف، وله شرحان على البسملة، سمى الأول إلهام العزيز الكريم فيما في خبايا معان بسم الله الرحمن الرحيم، تكلم فيها على الاسرار الواقعة في البسملة، والثاني تكلم فيه على البسملة من حيث ما يتعلق بألفاظها، وله شعر رائق يتعلق غالبه بالحقائق، وصار شيخ الأزهر، وهو أول من انتزع مشيخة الأزهر من المالكية، وكانت وفاته عقب صلاة الجمعة حادي عشر رجب سنة تسع وتسعين ومائة وألف ودفن بتربة المجاورين رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورحم من مات من أموات المسلمين أجمعين آمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير