تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لأنه لم يكن له ما يقوم به لأن أباه كان حائكاً وكان فقير الحال كثير العيال، فلما رجع ابنه المترجم لم يجد ما يقوم به، ووجد أخاه فقيراً وعليه غرامات سلطانية لا يقوم بدفعها إلا بعد الجهد والنكال، فلم يستلذ المترجم بالإقامة فيها، فَكَرَّ راجعاً على عقبه إلى مكة المشرفة من عامه، وفي سنة إحدى وخمسين توجه من مكة المشرفة إلى البلاد اليمنية فدار في مدنها سبع سنين وفيها قرأ على الشيخ العلامة إسمعيل بازي أحد القراء الذين أخذوا عمن أخذ عن العلامة ابن الجزري، ثم رجع إلى مكة المشرفة ومكث فيها سنتين، ثم رجع إلى اليمن وحظي بها بالإمام وأقاربه، بسبب القراءة؛ لأنه كان يقرأ للأربعة عشر قراءة تحقيق واتقان، واشتهر هناك وذاع صيته للأخذ عنه، وتسرى بجارية حبشية، ورزق منها أولاداً. ثم في سنة ثمان وستين عزم على الرحيل وتوجه من اليمن إلى مكة المكرمة وحج، ورجع إلى وطنه الأصلي غزة فدخلها سنة تسع وستين ومائة وألف، وكان واليها إذ ذاك الوزير حسين باشا ابن مكي فأنزله على الرحب والسعة، وصار يتردد على ابن شيخه السيد مصطفى البكري، وهو شيخنا أبو الفتوح كمال الدين، وقرأ عليه حصة في علم الفرائض قراءة مذاكرة وتمرين واستجازه بالرواية عنه فأجازه. وبقي إلى سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، فمرض بها، ومات رحمه الله تعالى. وكان في حيز نفسه ساكناً وقوراً، عنده من كل علم ما يكفيه، له معرفة برواية الشعر ونقده وتمييزه، وكان من الفقر على جانب عظيم مع قلة الشكوى والصبر على البلوى، وترك أولاداً هم الآن في غزة هاشم.

31 - [1190] (2/ 31 - 33): (حسن البخشي): حسن بن عبد الله بن محمد البخشي الحلبي، كان عالماً فاضلاً ذكياً ذا هيبة ووقار، لطيفاً خلوقاً. ولد في سابع شهر سنة إحدى عشر ومائة وألف، وقرأ على والده العلامة المحدث الحجة الشيخ عبد الله البخشي أخذ عنه الفقه والنحو والحديث والتصوف، وعلى عمه العلامة الشيخ إبراهيم البخشي المدرس بمدرسة المقدمية بحلب وأخذ عنه الكتب الستة والأدب والعلوم العربية، وكذلك عن عمه العالم الشيخ إسحق، وعن عمه العالم السيد عبد الرحمن، وقرأ على مشايخ كثيرين، وأخذ الفرائض والحساب علم الكلام عن بعض الشيوخ، وأخذ القراءات عن شيخه الشيخ عمر البصير والسيد عبد الله المسوتي، واستجاز له والده من المسند المحدث الشيخ حسن العجمي المكي والشيخ أحمد النخلي، وأخذ عن جماعة. وله سياحة في كثير من البلاد ذكر من اجتمع بهم من الأفاضل في رحلته وتردد على قسطنطينية مراراً وقرأ على علمائها، وألف وأجاد ونظم وفضل. وكانت وفاته في حادي عشر رمضان سنة تسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.

32 - [1191] (3/ 228 - 229): (علي الغزي): علي بن عبد الحي بن علي بن سعودي، النجم الغزي الشافعي الدمشقي، الشيخ الفاضل العالم النحرير الأوحد المفنن المؤرخ المتفوق، أبو الحسن علاء الدين. كان له اطلاع تام في علم التاريخ ومحفوظة حسنة مع تحصيل في العلوم وفضل. ولد بدمشق في سنة ست وعشرين ومائة وألف، ونشأ في حجر والده وتربيته إلى أن توفي، ثم في حجر والدته فأكملت تربيته ووفرت حرمته، وقرأ القرآن على الشيخ ذيب المقرئ وختمه عليه مرات تجويداً وحفظاً، وأخذ العلم عن أجلاء من المشايخ منهم ابن عمه أحد صدور العلماء الشيخ أحمد بن عبد الكريم الغزي المفتي الشافعي أخذ عنه الفقه والحديث وغير ذلك وحضر دروسه ولزمه حتى توفي، وأخذ الفقه والفرائض وعلم الكلام عن بعض الشيوخ. وحضر دروس العالم الشيخ محمد بن خليل العجلوني، وأخذ العربية وعلوم القراءات والعقائد عن المحقق الشيخ حسن المصري نزيل دمشق، وأخذ الحديث عن العمدة الشيخ إسمعيل بن محمد العجلوني وقرأ عليه كثيراً، وكذلك عن الشيخ محمد بن عبد الحي الداودي والشيخ موسى بن سعودي المحاسني، وأخذ العلوم عن الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وحضر دروسه بالسليمية في صالحية دمشق في التفسير غير مرة، وقرأ عليه من أول الأربعين النووية وأجازه إجازة حافلة. وأخذ العربية مع علوم البلاغة عن العلامة الشيخ محمد بن محمود الحبال ولازمه وخدمه إلى أن توفي، واستجاز له والده من المعمر العالم الشيخ عبد القادر التغلبي وكذلك من الإمام المحترم الشمس محمد بن علي الكاملي، وكان يستقيم في حجرة داخل التربة الكاملية بحذاء الجامع الأموي، وفي آخر أمره انعزل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير