تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقبلوا بغير قليل من التفاخر والتعالي والدعاوى العريضة وهم شديدو الاعتزاز بشيوخهم من الغرب كثيرو الرزاية على أسلافهم من قدامى العرب سواء أكانوا من القراء أم من علماء العربية، المهم عندهم أنهم قدامى يجب تركهم.

وقد درستُ علم الأصوات الحديث عند بعض هؤلاء التلاميذ الأوفياء لشيوخهم الأدعياء، فلم أجد عندهم من جديد مفيد أو قديم سليم، فكل ما هنالك مصطلحات جديدة بعضها معربة وأكثرها مترجمة ترجمة من لا يحسن العربية إحسانه الأعجمية،ثم نظريات طويلة الذيل قليلة النيل، ثم آراء وأقوال قيلت في لغات أخرى ممن جهل الفصحى، في جملة دعاوى سفسطائية لا صلة لها بالواقع مع الجهل بالقرآن، فقلما تجد مدرسا لعلم الأصوات الحديثة في الجامعات الإسلامية والعربية-بله غيرها- يحسن قراءة الفاتحة بما يغني عن إعادة صلاة من صلى خلفه.

أما علم التجويد فلا خلاف في أنه من العلوم الإسلامية العربية العريقة عراقة العربية أصيلة أصالة الكتاب الكريم.

لأنه به الإله أنزلا * وهكذا منه إلينا وصلا

ونحن جميعا نؤمن إيمانا لا يتطرق إليه الشك أن النبي-عليه الصلاة والسلام -تلقى القرآن من لدن حكيم حميد وتلقى منه أصحابه-رضوان الله عليهم- وهكذا إلى اليوم، دون أي إخلال بشيء من لفظه، فقراء القرآن هم الذين حفظ الله بهم كتابه الكريم وذكره العظيم، فلا ناقص عندهم ليكمل ولا خلل ليصلح ولا ناقص ليتم بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرنا على نزوله، فعلم الأصوات لأهل القرآن علم يضر والجهل به ينفع؛ لأن كثرة المصطلحات وتداخلها في أي علم مما يؤدي إلى الخلط والاضطراب، فما عندنا في علم التجويد يكفي لحفظ هذا الكتاب وأدائه كما أنزل،إلى يوم القيامة وما بعد يوم القيامة كذلك، إن شاء الله عز وجل

.وقد بذل علماء التجويد والقراءات والعربية من الجهد في خدمته ما تفنى فيه الأعمار ولا يفنى، فما أكثر ما ألفوا ودونوا ودرسوا وبينوا، فكان علم التجويد وأصوات العربية،كما أنزلت في القرآن علما كافيا شافيا غنيا مغنيا إلى أبد الآبدين. والعلم عند الله رب العالمين ومنزل الكتاب المبين القائل:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

والانشال بهذا العلم المزعوم-في نظري- مضيعة للوقت الذي نسأل عنه يوم القيامة، فالمهمات كثيرة والأوقات قليلة والعمر قصير، فما داعي لإنفاقه في وهم كبير عندنا مكانه العلم الغزير والفضل الكبير، فلنتجه إلى القرآن تلاوة وحفظا وعلم التجويد نظرا وتطبيقا والعربية دراسة وعملا،وفي ذلك غنى أي غنى وكفاية أي كفاية. والله تعالى أعلم.

هذا مع كثير شكري واحترامي للشيخ العلامة الأستاذ الدكتور غانم الذي لا أعرف أحدا جهد جهده في بيان علم الأصوات العربية كما في كتب التجويد والعربية، والتعريف به ونشره في البحوث والدراسات والجامعات، وما يزال هذا المجال في حاجة إلى مزيد من جهد أمثاله من أهل القرآن والعربية؛ للكشف عن الحقائق ورد الأباطيل المنكرة والدعاوى الكاذبة. جزى الله الشيخ خير الجزاء. والله الموفق.

وأخلص إلى أن علم الأصوات الحديثة الذي وضعه المستشرقون وتلقاه عنهم وعربه تلاميذهم المخلصون ممن إلى الإسلام والعربية ينتمون، ميدان كثرت فيه ألاعيب السحرة وغابت عنه عصا موسى؛ فترى فيه للباطل طنينا لا ينقضي وللحق أنينا لا ينتهي، فلا يغلو من عده شرا يجب اجتنابه، أو رجسا من عمل شياطين الإنس يجب الحذر منه، ودراسته-إن كان لا بد من دراسته- بغير قليل من الحيطة.

........................

وهذه مجرد آراء شخصية لا تخلو من حماسة الشباب، فلينظر إليها بحكمة الشيوخ. ولي عودة-إن شاء ربي- بعد الإجابة عن أسئلتي تلك ممن يملك الجواب، والله الهادي إلى الصواب.) انتهي كلامه ـ حفظه الله ـ

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11801

والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير