6 – مجيدَة, حفظت القرآن الكريم على والدها وهي ابنة تسع سنين, ودرست عليه العلوم الشرعية, وهي من النساء المعروفات بالعبادة, والصلاح, والورع, والتدريس, وهي لم تتزوج, فبيتها في حلب الملاصق لجامع الكلتاوية لايكاد يخلو من الدروس لمريداتها من طالبات العلم, وتحفظ الكثير من كلام الصوفية، ومنها حكم الإمام ابن عطاء الله السكندري, وكانت لها صلة وثيقة بالشيخ العارف محمد النبهان الذي كان يثق بها, وكانت قد فتحت على حسابها الخاص عدَّة مدارس تُعلِّم فيها القرآن الكريم, والعلوم الدينية, منها أول مدرسة ابتدائية إسلامية بحلب, وهي مدرسة رقيَّة الهاشمية الواقعة في حي الجبيلة, وقد كان طلاب المدرسة يرددون في الطابور الصباحي أسماء الله الحسنى, وقد أغلقت هذه المدرسة سنة 1412 ه, و أيضاً روضة سعد الدينية الواقعة في حي الجبيلة, و روضة الزهراء.
7 – عائشة, امرأة صالحة ربَّة بيت, وهي زوجة السيد عبد الله بازرباشي, من إحدى الأسر الكريمة الحلبية.
وظائفه وأعماله:
بدأ جدي بوظيفة مؤذن في جامع (الكلتاويه) -كما تقدَّم - ثم استلم إمامة جامع (بنقوسا) لصلاتي الظهر والعصر.
ثم استلم بعد ذلك إمامة جامع (الكلتاوية) وكالةً عن إمام الجامع الشيخ محمد قلعجي، ثم صار إماماً رسمياً بعد وفاة الشيخ القلعجي, فسكن في غرفة جامع الكلتاوية مع عائلته إلى أن رزقه الله داراً فخرج من سكن الجامع, وعُيِّن أيضاً خطيبا لجامع الكلتاوية, ثم خطيباً في جامع الفردوس, ثم في جامع المدرسة الشعبانية, ثم في جامع الترمذي الواقع في حي جب القبة.
تدريسه في الكتّاب:
افتح عدَّة مكاتب المعروفة بالكتّاب, أو الكتاتيب لتدريس القرآن, والحساب, والإملاء في عدة أماكن، فكان أولها في منزله الكائن في طلعة ثكنة هنانو، حيث توجد فيه قاعة كبيرة كان يُدرّس فيها, ثم في جامع الحدادين في الأروقة, ثم في مكتب الأستاذ أبي موفق العلبي، مشاركة معه (حيث كان والأستاذ أبو موفق العلبي، والشيخ الكفيف كامل كزة، والشيخ بشير منصور هم أول من نشروا الطريقة البغدادية والطريقة المصرية في تعليم الكتابة والقراءة في حلب) , ثم فتح مكتباً استقلَّ فيه في جامع الحدادين, ثم انتقل بعد ذلك إلى مكتب جديد على حدة في قسطل أول طلعة ثكنة هنانو, ثم في جامع السليمانية, ثم انتقل إلى مكتب آخر في قسطل في أقيول, ثم ترك مهنة الكتّاب بعدما علَّم أولاده الأربعة القرآن الكريم تجويداً, وحفظاً.
صلته بالشيخ محمد النبهان:
وحينما عَلِم الدكتور معروف الدواليبي (وهو من أبناء حي الكلتاوية) بفراغ غرفة المسجد – كما تقدم-, جاء إلى الشيخ محمد بشير, شافعاً للشيخ محمد النبهان في أن يُسكنه في الغرفة الملحقة بالمسجد, ومن هنا كانت بداية اتصاله بالشيخ النبهان, فاعتكف الشيخ محمد النبهان رحمه الله في هذا الجامع لعدة سنوات, حيث كان طيلة هذه المدة ملتزماً الأذكار والمجاهدات ومدارسة القرآن الكريم, وكتب التصوف, والعلوم الشرعية، مثل: شرح البخاري لابن حجر , ومطالعة كتب الغزالي والشعراني، وشرح السيد ابن عجيبة لحكم ابن عطاء الله السكندري, وكتب يوسف النبهاني، والرسالة القشيرية, وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي, وغيرها من الكتب, ثم سطع نجم الشيخ محمد النبهان, فقام بتكبير جامع الكلتاوية, وبناء عدة غرف, لتكون نواة لمدرسة شرعية (دار نهضة العلوم الشرعية) , واتخذ الشيخ النبهان بيت جدي لتدريس النساء فيه. تلقيه المذهب الحنفي على مفتي حلب العلامة الكردي:
أثناء دراسة جدي بالحلويَّة، تُوفي القاضي الشرعي الشيخ عبد الرحمن فحَّام , فاشترى جدي مكتبة الشيخ الفحام الخاصة كاملة، فكان منها كتاب «حاشية ابن عابدين» , وغيرها من الكتب العلمية المهمة , ومن هنا كانت بداية تلقِّيه المذهب الحنفي على مفتي حلب العلامة الشيخ أحمد بن محمد عَسَّاف الكردي الحلبي الحنفي (1299 - 1373) , فدرس عليه «حاشية ابن عابدين» في المدرسة الرضائيَّة المعروفة بالعثمانية (التي تُعتبر أرفع معهد شرعي) , مرتين ونصف قراءةً وفهماً على مدى ثمانية وعشرين سنة كاملة دون انقطاع, وكان بينهما صلة وثيقة.
شيوخه:
¥