ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 08:06 م]ـ
شكراً لكل الإخوة، وأخص الشيخ الفاضل أبا عمر عبدالرحمن الفقيه، وجميع الإخوة الذين مروا وكتبوا تعليقاتهم، ولا عيب في مخالفة الرأي، مادام الرد علمياً، والراد يلتزم بلأدب والموضوعية مع مخالفيه، فمازال الناس يخالف بعضهم بعضاً.
-في رأيي أن هناك إتفاقاً بين الشيخين الجديع والشيخ المليباري، وهو المهم في القضية كلها، والذي يحسن أن نبرزه نحن، والذي لاحظت أن أكثر من كتبوا تعليقات على الموضوع أغفلوه، وهو أنه يوجد خللٌ عند المتأخرين.
لكن وجهة نظرشيخنا الشيخ عبدالله الجديع التي خالف فيها أخاه الشيخَ حمزة َالمليباري، هو أنه لم يكن للمتأخرين منهجٌ جديد، يعني منهجاً واضحاً استقلوا به عن منهج المتقدمين، فالذي -فهمته- أن الشيخ الجديع يفهم أن القول لهم منهجٌ جديدٌ يعني هذا لهم طريقٌ مباينٌ واضحٌ في التباين للمتقدمين.
وهذا هو معنى المنهج لغوياً، كماقال الجوهري في الصحاح في اللغة" النَهْجُ: الطريق الواضح. وكذلك المَنْهَجُ والمِنْهاجُ. وأَنْهَجَ الطريقُ، أي استبانَ وصار نَهْجاً واضحاً بَيِّناً"
قد يقول معترضٌ –بلى- وجد من المتأخرين من أضاف بعضاً من القواعد التي لم تكن معروفة كقواعد عند المتقدمين، وحتى على هذا لعل الشيخ الجديع يرى أنها تبقى محاولة لتقريب قواعدهم، ولا يصلح أن يُبرز هذا الجانب في هذا الأمر فيقال أنهم بهذا استقلوا بمنهجٍ جديدٍ غير منهج المتقدين.
مع أن الشيخ الجديع كما -قلت -يرى أنه يوجد خللٌ عند المتأخرين وقد تفضل شيخنا أبو عمر الفقيه بنقل جملةٍ من تقريراته حول هذا الموضوع كمافي كتابه " تحرير علوم الحديث" ويوجد فيه غير مانقل كثير من المواضع التي ينبه الشيخ فيها على ضعف مسلك المتأخرين، وقد سمعت منه في دروسه التنبيه على مثل هذا، لكنه يرى أن هذا الضعف عند المتأخرين يعود إلى أنهم لم يستعملوا القواعد والقوانيين كما استعملها الأئمة النقاد من المتقدمين، فالخلل الذي ظهر عندهم هو في –رأيه - خلل في التطبيق أكثر منه خلل في الجانب النظري المنهجي، لذا هو المعنى الذي يستحق أن يبرز عند الشيخ الجديع، في هذه المفارقات الموجودة بين المتقدمين والمتأخرين، فمثلاً قال في تعليقه على كتابي الشيخ الفاضل الدكتور المليباري: " وقد عرض الدكتور لقضية المفارقات بين المتقدمين ومنهج المتأخرين ممن يعتني بنقد الحديث والحكم عليه، وأحسب أن جملة ما اعتنى بإبرازه في هذا المسلك صحيح، لكن التقصير لدى من نعتهم بالمتأخرين يكمن في القصور في تطبيق القوانيين" الحديثية.
وقال أيضاً" ولو أنه ركز فقط على إبراز الخلل في الجانب التطبيقي عند المتأخرين لكان أجود وأبعد عن المعارك الكلامية"
الخلاصة: أن الشيخين حمزة المليباري والشيخ الجديع متفقان على أنه يوجد خللٌ عند المتأخرين، فهذا عامل مشترك مهم في القضية كلها، لكن الشيخ حمزة المليباري يرى أن هذا الخلل هو عبارة عن خلل في المنهج النظري والتطبيقي، والشيخ عبدالله الجديع يرى أن هذا الخلل الموجود عند المتأخرين ناتجٌ عن عدم استعمالهم لقواعد المتقدمين وتطبيقها على وجهها الصحيح، فهو خلل في التطبيق.
ـ[أبو عائشة الشعري]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:04 م]ـ
يا شيخ جزاك الله خير أكرمك الله، وإن كانت لا تعتبر مشاركة - أقصد مشاركتي أنا - ولكن وجدت أدبًا، وإنصافًا واحترامًا وحبًا، فجزاك الله خيرًا.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 03 - 08, 09:54 ص]ـ
الخلاصة: أن الشيخين حمزة المليباري والشيخ الجديع متفقان على أنه يوجد خللٌ عند المتأخرين، فهذا عامل مشترك مهم في القضية كلها، لكن الشيخ حمزة المليباري يرى أن هذا الخلل هو عبارة عن خلل في المنهج النظري والتطبيقي، والشيخ عبدالله الجديع يرى أن هذا الخلل الموجود عند المتأخرين ناتجٌ عن عدم استعمالهم لقواعد المتقدمين وتطبيقها على وجهها الصحيح، فهو خلل في التطبيق.
جزاك الله خيراً.
ولكن ما هو السبب في عدم استعمالهم لقواعد المتقدمين وتطبيقها على وجهها الصحيح؟
إن قيل: السبب هو التساهل والتهاون والاسترواح والعجلة وقلة التثبت وقلة المبالاة وقلة العلم ونقص الاستقراء والبحث، فهذا عيب كبير في العالم والباحث وهو عند التحقيق خلل منهجي أيضاً، أو هو لا يقل في خطره وسوء أثره عن الخلل في المنهج التأصيلي النظري.
وإن قيل: السبب هو الاستناد إلى بعض القواعد العامة والأصول الجامعة مع قلة الالتفات إلى ما يقيدها أو يستثني منها أو يعارضها من بعض الوجوه أو يبنيها ونحو ذلك من القواعد أو الأصول الفرعية والضوابط، فهذا شيء راجع إلى الجانب النظري قبل رجوعه إلى الجانب التطبيقي.
فإن سأل سائل فقال: فأي الأمرين وقع فيه جمهور المتأخرين في حقيقة الأمر؟
فالجواب أنه قد وقع لهما الأمران معاً: خلل في التأصيل وخلل في التطبيق.
ولقد أحسن أخونا الفاضل أبو أيوب إذ قال:
أنه لا يتصور أن يكون هناك اتفاق في المنهج النظري، ثم يكون هناك بون شاسع في المنهج التطبيقي، بل الأخير نتيجة مترتبة على الأول
نعم: قد يتفق بعض الناس في المنهج نظريا، ويختلفون في بعض التطبيقات، ولكن هذا الاختلاف لا يكاد يكن كبيرا واضحا حتى ننشأ خلافا بينهم
وعليه:
فهناك تلازم كبير بين المنهج النظري والتطبيقي، بل أجد من الصعوبة جدا التفريق بينهما.
¥