تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 09:38 م]ـ

كيف يمكن التوفيق بين هذين الحديثين الصحيحين المتناقضين؟

الحديث الأول:

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:"إن لكل نبي حواريا، وإن حواري الزبير بن العوام "

الحديث الثاني المعارض:

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:"والنبي ليس معه أحد "

وجه التناقض بينهما أن في الحديث الأول أن لكل نبي حواري، أما في الثاني فيتبث أن هناك أنبياء ليس لهم حواري لأنه لم يؤمن بهم أحد قط.

أخي الحبيب – حفظه الله -:

كان الأولى أن يكون السؤال كالتالي:

كيف يمكن التوفيق بين هذين الحديثين الصحيحين الذي ظاهرهما التعارض؟

وذلك لأن كلام الله، وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم - لا يعارض بعضه بعضاً، ولا يناقض بعضه بعضاً، قال تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء82]، والسنة الصحيحة وحي (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) [النجم] فمن باب الأدب مع الله ورسوله أن نقول ذلك.

أخي الفاضل كاوا محمد ابو عبد البر.

الجواب عن ما سألت عنه:

قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – في شرح العقيدة السفارينية:

«المراد بذلك إما أنهم ذوو العزم، أو يُستثنى من ذلك ما دل عليه الحديث الأول».

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:19 ص]ـ

[ QUOTE

الدليل (والنبي وليس معه أحد) دل على أنه هناك أنبياء لم يؤمن بهم أحد

جيد

لكن ما هو الفرق بين النبي والرسول؟

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

" ثم قال: (فالرسل ثم الانبيا) الرسل: جمع رسول، والرسول هو من أرسل. تقول: أرسلت فلاناً إلى فلان، أي أمرته أن يبلغ فلاناً عني شيئاً، أما النبي: فإنه من النبأ، وهو الذي أتاه الخبر لكن لم يكلف بالتبليغ، وهذا الذي قررنا هو مذهب جمهور العلماء رحمهم الله، أن الرسول من أُوحي إليه بشرع وأمر أن يبلغه، وأما النبي فهو من أوحي إليه بشرع دون أن يكلف بالتبليغ، ولكنه لم يمنع من التبليغ، يعني نبئ إليه بشرع ولم يقل له: لا تبلغه، فإذا بلغه كان متطوعاً.

فالفرق بين النبي والرسول: أن الرسول ملزم بالتبليغ والنبي غير ملزم، لكن غير ممنوع من التبليغ، بل يعمل هو بنفسه ويجدد الشرع ولكنه لا يلزم بالتبليغ، وهذا هو وجه كون الرسول أفضل من النبي؛ لأن الرسول ألزم بالتبليغ، وبزيادة تكليف، والتكليف ليس بالأمر الهين؛ لأن فيه معاناة الناس والتعب معهم.

ولا يخفى علينا جميعاً ما حصل للرسل من الأذية، بل من الضرر أحياناً، لكن النبي يتعبد بما أوحى إليه ولا يكلف أن يبلغ به، فمن اقتدى به واخذ بما هو عليه فله ذلك، ومن لا فلا؛ ولهذا كان الأنبياء في بني إسرائيل كثيرين جداً؛ لأن بني إسرائيل قوم عتاة يحتاجون إلى تجديد الوحي دائما. إذاً مرتبة الرسل فوق مرتبة الأنبياء وهذا صحيح." أهـ

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 12:01 م]ـ

وقدروى البخاري في صحيحه بإسناده عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ:

" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ... "

وهذا هو الحديث الثاني الذي ظاهره أنه يعارض الحديث الأول، ومن خلال نص الحديث نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن أمثاله من الرسل ودليل ذلك، كما يظهر والله أعلم وأحكم، قوله:

" مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي "

" يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ "

ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان رسولا نبيا.

فإذا تقرر ذلك فإن الحديث محصور في فئة معينة من الأنبياء عليهم السلام.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:25 م]ـ

وأخرج البخاري بإسناده عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:

" خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي فَقِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ لِي انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ ... "

وقد حاولت فيما سبق أن أجد مثالا للنبي الذي يأتي وحده فتوصلت إلى أنه هارون عليه السلام.

قال تعالى في سورة مريم:

[وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)]

قال الطبري في تفسيره:

وقوله (وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ) يقول: ووهبنا لموسى رحمة منا أخاه هارون (نَبِيًّا) يقول أيَّدناه بنبوّته، وأعنَّاه بها.

كما حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: قوله (وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) قال: كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد وهب له نبوّته." أهـ

فلم أجد فيما بحثت أن أحدا من أهل التفسير أشار إلى أن هارون عليه السلام كان رسولا.

والحديث السابق يشير إلى أن أمة موسى تأتي معه فقط، هذا والله أعلم وأحكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير