تخريج حديث: إذا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ، فَأَمْسِكُوا عَنِ الصَّوْمِ
ـ[مبارك]ــــــــ[05 - 08 - 10, 10:08 م]ـ
قالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فهذا بحث حول حديث العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أبي هُريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ، فَأَمْسِكُوا عَنِ الصَّوْمِ حتى يكونَ رَمَضانُ ".
أرجوا من المولى جل وعلا أن يرزقني السداد في القول والعمل وأن يجعل عقيدتي وأعمالي وأقوالي موافقة للقرآن الكريم، ولما ثبت من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرج أبو داود (2337)، والترمذي (738)، وابن ماجة (1651)، والنسائي في " الكبرى " (2/ 172) رقم (2911)،وعبدالرزاق (4/ 161) رقم (7325)، وابن أبي شيبة في " المصنف " (2/ 285) رقم (9026)، وأحمد (15/ 441) رقم (9707)، والدارمي (2/ 1087 ـ 1090) برقم (1781، 1782)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/ 82)، وابن حبان في " صحيحة " (8/ 358) رقم (3591)، وأبو عوانه (2/ 171 ـ 172) برقم (2709، 2710، 2711، 2712، 2713)، وابن عدي في " الكامل " (2/ 476 و4/ 1617)، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 283)، والبيهقي (4/ 209)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (8/ 48)، وابن حزم في " المحلى " (7/ 25 ـ 26) جميعهم من طريق العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أبي هُريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ، فَأَمْسِكُوا عَنِ الصَّوْمِ حتى يكونَ رَمَضانُ ".
رواه بعضهم بلفظ: " لا صوم بعد النصفِ من شعبان حتى يجِيءَ رمضان ".
وعند بعضهم بلفظ: " إذا كان النصف من شعبان فأفطروا ".
ورواه بعضهم بلفظ: " إذا انتصف شعبان فكفوا عن الصوم ".
قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم.
* العَلاء بن عبدالرحمن، هو يعقوب الحُرَقِيُّ، أبو شِبِل المَدَنِيُّ، مولى الحرُرقة من جُهَيْنة ,
أخرج له الجماعة إلا البخاري.
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ثقةٌ لم أسمع أحداً ذكره بسوء. قال: وسألت أبي عن العلاء، وسُهَيْل (1): فقال: العلاء فوق سُهَيْل.
وقال حرب بن إسماعيل، عن أحمد بن حنبل: العلاء بن عبدالرحمن عندي فوق سُهيل، وفوق محمد بن عمرو (2).
وقال أبو بكر بن أبي خَيْثَمة، عن يحيى بن معين: ليسَ بذاك، لم يزل الناس يَتَوَّقون حديثه.
قلت: قوله: (ليس بذاك) تليينٌ هيْنٌ، يغني أن غيره اتقنُ منه.
وقوله: (لم يزل الناس يَتَوَّقون حديثه) يعني ليس بالمتقن كغيره من الأثبات، ولا شك أن الثقات متفاوتون.
وقال عباس الدُّوري، عن يحيى بن معين: ليس حديثه بِحُجة، وهو وسُهَيْل قريب من السَّواء.
قوله: (ليس حديثه بِحُجة) إن كان يعني جملة حديثه كما هو ظاهر عبارته، فهو جرح فيه نظر؛ لأنه مما لم يسبق إليه من أحد من الأئمة المتقدمين، ولأنه جرح مبهم غير مفسر، وما كان كذلك فلا يأخذ به، وإن كان يعني بذلك بعض أحاديثه، فهو كما قال، فإن العلاء في نفسه ثقة، والأصل في مثله أن يحتج بحديثه، إلا ما ثبت وهمه فيه فيرد، وبالله تعالى التوفيق.
وقال الدارمي: وسألته (يعني يحيى بن معين) عن العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، كيف حديثهما؟ فقال: ليس به بأس. قلت: هو أحب إليك أو سعيد المقبري (3)؟ فقال: سعيد أوثق، والعلاء ضعيف.
قال ابن حجر شارحاً وموضحاً: يعني بالنسبة إليه، يعني كأنه لما قال أوثق خشي أنه يظن أنه يشاركه في هذه الصفة وقال أنه ضعيف.ذكره (4).
وقال ابن طهمان عن يحيى: صالح الحديث.
وقال عبدالله بن أحمد: سمعت يحيى بن معين وسئل عن العلاء بن عبدالرحمن، فقال: مضطرب الحديث ليس حديثه بحجة.
قوله: (مضطرب الحديث ليس حديثه بحجة) محمول على بعض أحاديثه لا كلها، والعلاء ثقة في نفسة والأصل في مثله أن يحتج بحديثه، إلا ما ثبت وهمه فيه فيرد.
وقال أبو زُرعة: ليسَ هو بأقوى ما يكون.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا تضعيف نسبي أي بالقياس إلى غيره.
¥