تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تضعيف حديث: «سبع يجري للعبد أجرهن .... »]

ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:24 م]ـ

بِسْمِ اللَّهِ،

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ،

وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ.

تَضْعِيفُ حَدِيثِ: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ .... »

? أَخْرَجَ الْبَزَّارُ فِي "مُسْنَدِهِ" (ح7289)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي "الْحِلْيَةِ" (1/ 366)، والْبَيْهَقِيُّ فِي "الشُّعَبِ" (5/ 122/3175) ...

مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَانِئٍ النَّخْعِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ».

•ـتُ: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدًّا، لَا يَنْهَضُ لِلْقِيامِ بِمَتْنِهِ.

مُعَلٌّ بِعِلَّتَيْنِ ظَاهِرَتَيْنِ قَادِحَتَيْنِ، كَفِيلَتَيْنِ بِطَرْحِهِ:

? أ: إِسْنَادُهُ فِيهِ رَاوِيَانِ مَتْرُوكَانِ: أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخْعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ = ضَعِيفَانِ، أَنْكَرُوا أَحَادِيثَهُمَا.

? ب: تَفَرُّدُ الْعَرْزَمِيِّ هَذَا عَنْ قَتَادَةَ، وَقَتَادَةُ مُحَدِّثٌ إِمَامٌ مُكْثِرٌ، أَصْحَابُهُ كَثِيرُونَ، وَأَحَادِيثُهُ تَمْلَأُ الدَّوَاوِينَ!

وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الْمَجْرُوحِينَ" (2/ 247) هَذَا الْحَدِيثَ وَعَدَّهُ مِنْ مَنَاكِيرِهِ –أَيْ الْعَرْزَمِيِّ-!

فَلِمَاذَا لَا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا رَاوٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِشَيْءٍ، لَا يُتَابَعُ ولَا يُتَابِعُ؟! وَأَيْنَ أَصْحَابُ قَتَادَةَ الثِّقَاتُ؟!

ثُمَّ إِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ اسْتَغْرَبَ هَذَا الْحَدِيثَ لَمَّا رَوَاهُ فِي "الْحِلْيَةِ" فَقَالَ بَعْدَمَا سَاقَ الْحَدِيثَ: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ؛ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الْعَرْزَمِيِّ".

• فَبِهَذَا يَتَبَيْنَ أَنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ مُنْكَرٌ، لَا يَثْبُتُ إِلَى قَتَادَةَ.

ثُمَّ إِنَّكَ إِذَا أَرَدْتَ الْعَجَبَ = رَأَيْتَ مَنْ يَبْحَثُ لَهُ عَنْ شَاهِدٍ يُقَوِّيهِ! أَمِثْلُ هَذَا يُقَوَّى؟

وَالْمُنْكَرُ أَبَدًا مُنْكَرٌ!!

هَذَا الشَّاهِدُ الْمَزْعُومُ –أَوْ قُلِ الْوَهْمِيُّ- كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ، مَا رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ مَاجَهْ قَالَا:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ».

•ـتُ: وَهَذَا الْإِسْنَادُ لَا يَصِحُّ عَنِ الزُهْرِيِّ وَلَا يَثْبُتُ.

آَفَتُهُ مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، فَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الْإِمَامِ الزُّهْرِيِّ.

وَمَرْزُوقٌ هَذَا إِذَا رَوَى حَدِيثًا مَشْهُورًا مَعْرُوفًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، خَالَفَ أَصْحَابَهُ الثِّقَاتِ، فَكَيْفَ إِذَا تَفَرَّدَ؟!

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الْمَجْرُوحِينَ" (3/ 38):

" مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، يَنْفَرِدُ عَنِ الزُّهْرِي بِالْمَنَاكِيرِ الَّتِي لَا أُصُولَ لَهَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، كَانَ الْغَالِبَ عَلَيْهِ سُوءُ الْحِفْظِ فَكَثُرَ وَهْمُهُ، فَهُوَ فِيمَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ الْأَخْبَارِ سَاقِطُ الِاحْتِجَاجِ بِهِ، وَفِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتَ حُجَّةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ".

•ـتُ: وَبِذَلِكَ فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْكَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَالْمُنْكَرُ لَا يُقَوَّى بِمُنْكَرٍ.

الْمُنْكَرُ أَبَدًا مُنْكَرٌ!!

مَلْحُوظَةٌ:

مَعْنَى الْحَدِيثِ صَحِيحٌ،

وَلَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ صِحَّةِ الْمَعْنَى وَصِحَةِ الْإِسْنَادِ،

فَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ حَسُنَ مَعْنَاهُ، وَإِسْنَادُهُ تَالِفٌ!!

وَاللَّهُ أَحْكَمُ، وَبِالصَّوَابِ أَعْلَمُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير