2 - الجواب على سؤال " هل تعدد أنواع الضعف في الإسناد ينزل به إلى مرتبة الضعيف جدا؟
- الجواب: ليس على اطلاقه، لأنه قد يكون أكثر من ضعيف في السند وسبب الضعف ليس الجرح في العدالة وإنما قد يكون أحدهما بسبب سوء الحفظ وقد كان معتمداً على كتبه التي احتقرت كابن لهيعة مثلاً فهذا يضعَّف بعد حرق كتبه، والاخر مدلس مثلا تدليس الاسناد والمشهور بهذا التدليس ابن اسحاق وهنا قد عنعنه فيضعف أيضاً، ولكن إذا توبع فوجدنا شواهد للحديث من طريق آخر أو أكثر وإن كان فيه ضعف و سبب الضعف ليس التهمة بالكذب أيضاً فهذا يرقى إلى الحسن لغيره، الشاهد أن درجة الحديث الأول لم تصل إلى الضعيف جدا وإن كان فيه راويان ضعيفان لأنهما لم يجرحا في عدالتهما.
3 - الجواب على سؤال: لدي عدة أسانيد في كل منها ما يلي – (مع العلم بأن بقية الرواة يحتج بهم):
1 - ضعيف + مجهول
*- سبق وذكرنا حكم الضعيف أن سبب ضعفه ليس في عدالته وإنما في حفظه أو أنه مدلس ولم يصل بتدليسه إلى الكذب، فهذا إذا توبع ووجد له شاهد يحسن حديثه فيصبح حسن لغيره
*- أما المجهول، فالمجهول نوعان، مجهول عين ومجهول حال،، مجهول العين فحديثه ضعيف إلا في بعض الحالات منها، قال الخطيب: المجهول عند أهل الحديث من لم يعرفه العلماء، ولا يعرف حديثه إلا من جهة واحدة، وأقل ما يرفع الجهالة رواية اثنين مشهورين، انتهى كلامه.
*- والصحيح أنه أذا وثقه غير من روى عنه وكان من أهل الجرح والتعديل أو وثقه من روى وعنه وكان أيضاً من أهل الجرح والتعديل، فهذا يقبل حديثه
*- أما إذا لم يوثقه أحد فما العمل، فهل يصلح في الشواهد والمتابعات؟ هذا السؤال وُجِّه للألباني رحمه الله، فأجاب قائلاً:
إذا كان مجهول العين في العصر الأول بعد الصحابة فهذا يصلح لأن الكذب كان لا يجرب عليهم بخلاف من كان في الطبقات الدون فإنه لا يصلح لأنه ربما أن يكون مجهول العين كذاب، انتهى كلامه
أقول وفي هذه الحالة يكون الحديث ضعيف جدا
- أما مجهول الحال فإنه يقوى بكثرة الطرق، بالطبع إذا لم يجرب عليه الكذب ولم يتهم به، قال الألباني بنحوه الخلاصة إذا توبع المجهول من الصدر الأول أو وثق من قبل راويه إن كان من أهل الجرح أو غير راويه أذا كانوا مشهورين وأنهما من أهل العلم وكذلك توبع مجهول الحال فعثر له على شواهد عدة فهنا يقوى على حسب كثرة الطرق، والله اعلم
2 - لين الحديث + واه منكر الحديث
- هذا فيه تفصيل وهو:
*- تعريف " لين الحديث ". قال ابن أبي حاتم: إذا أجابوا في الرجل بلين الحديث، فهو ممن يكتب حديثه، وينظر فيه اعتبارا.
قال ابن الصلاح -: قال الدارقطني: إذا قلت لين لم يكن ساقطاً، ولكن مجروحاً بشيء لا يسقط عن العدالة،
وقيل لَيِّنُ الْحَدِيثِ فِيهِ لِينٌ تَكَلَّمُوا فِيهِ
- وقيل لَيِّنُ الْحَدِيثِ كَثِيرُ الْخَطَأِ وقد يقلب الأسانيد.
- الخلاصة إذا توبع لين الحديث فعثرنا على شواهد له من طرق أخرى فإنه يعضد به،
...
*- معنى واه الحديث: هو ما كان فوق الضعيف وما دون الضعيف جدا فهو قريب إلى الكذب ويختلف الأمر بين علماء الحديث في هذه المسألة، المعنى لو أن البخاري قال في شخص واه الحديث فحديثه ضعيف جداً ولا يصلح شاهد لغيره بخلاف غيره
*- وكذلك إذا قال البخاري في شخص فلان منكر الحديث: فهو في منتهى درجات الضعف عنده فحديثه ضعيف جداً، ولو قال عالم من علماء الحديث أن فلانا منكر الحديث فهذا يصلح كشاهد لغيره، بخلاف من لو حكم عليه البخاري
*- قال الألباني جماهير علماء الجرح والتعديل فهم يعتبرون من قيل فيه أنه منكر الحديث أنه جرح يعتبر مجروح ضعيفاً لكن ذلك لا يمنع من تسليكه مسالك الضعفاء الذين يستشهد بهم. بخلاف البخاري
*- الخلاصة إذا قال البخاري في راو أنه واه أو منكر أو كلاهما فهذا حديثه ضعيف جدا لا يستشهد به، بخلاف من لو قال به غير البخاري
*- - ضعيف + راو مرسل
¥