ويبدو للناظر في الكتاب أن المؤلف صاحبه التوفيق في الترتيب مع حسن الانتقاء والتناسق و الاختصار التام؛ إذ إنه حشد كل هذا من خلال (42) حديثًا ليس فيها حديث إلا ومتنه ثابت صحيح، عدا حديث " ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثًا .. " الحديث، والذي نقل النووي ـ رحمه الله ـ في أربعينه (ص: 6) اتفاق أهل الحديث على ضعفه وعدم ثبوته.
ـ[الخبوبي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 08:32 م]ـ
الأربعون للفسوي
المؤلف:
أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني الخراساني النسوي (213 - 303 هـ).
اسم الكتاب الذي طبع به، ووصف أشهر طبعاته:
طبع باسم:
الأربعين
بتحقيق محمد بن ناصر العجمي، وصدر عن دار البشائر الإسلامية ببيروت، سنة 1414 هـ.
توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:
ثبتت نسبة هذا الكتاب إلى الإمام الحسن بن سفيان رحمه الله، ويدل على ذلك ما يلي:
1 - رواية الكتاب بالسند الصحيح المتصل إلى المؤلف.
2 - نسبه إليه الذهبي في السير (1460، 22، 105) وتذكرة الحفاظ (2703، 705) وميزان الاعتدال (192) وسزگين في تاريخ التراث العربي (17).
3 - رواية العلماء لمرويات الكتاب من طريق المؤلف في الكتاب؛ منهم الدارقطني في السنن (180)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (469)، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (4)، والذهبي في السير (1460، 161).
4 - اهتمام العلماء برواية الكتاب وإسماعه، كما في التحبير في المعجم الكبير (194)،
(2) ووقع الكتاب في سماعات الذهبي، كما في السير (1460)، وابن حجر كما في المعجم المفهرس برقم (402)، فضلًا عن السماعات الكثيرة الموثقة المثبتة على طرة الكتاب وفي آخره، والتي تدل على الاهتمام البالغ بهذا السفر الجليل.
وصف الكتاب ومنهجه:
يعد الجزء الذي بين أيدينا من الأجزاء التي تعرف عند أهل العلم بـ " الأربعينات "، وهي أجزاء يعمد فيها المصنفون إلى جمع أربعين حديثًا من أحاديث النبي صلى الله علي وسلم، وإما أن تكون هذه الأحاديث في موضوع واحد، وإما أن تكون في موضوعات متنوعة.
والذي دفعهم إلى ذلك ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من السنة جاء يوم القيامة في زمرة العلماء " وهذا الحديث لا يثبت من أي وجه، وطرقه كلها ضعيفة لا يصلح شيء منها للتقوية البتة، والله أعلم.
وممن صنف في هذه البابة الإمام الحسن بن سفيان رحمه الله في كتابه الأربعين، ويلاحظ على منهجه في هذا الكتاب أنه تناول الأحاديث المتعلقة بأركان الإيمان، والنهي عن مخالفة السنة، ثم ذكر أحاديث في الطهارة والوضوء والمسح على الخفين والغسل من الجنابة، ثم ذكر أحاديث تتعلق بأركان الإسلام المختلفة، من صلاة وزكاة وصيام وحج، ثم تناول بعض المسائل الأخرى المتفرقة كصلة الأرحام والنفقة على العيال والبيوع والطلاق وغيرها، ثم ختم بالحديث الضعيف الذي قدمناه قبل قليل.
بلغ مجموع الأحاديث الواردة بالجزء (45) حديثًا، لم يلتزم فيها المصنف الصحة، والله أعلم.
ـ[الخبوبي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 08:33 م]ـ
الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي
المؤلف:
أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل الخليلي القزويني (446 هـ).
اسم الكتاب الذي طبع به ووصف أشهر طبعاته:
طبع باسم:
الإرشاد في معرفة علماء الحديث
بتحقيق الدكتور محمد سعيد بن عمر إدريس، وقد صدر عن مكتبة الرشد-الرياض، 1409 هـ.
توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:
وكتاب الإرشاد للإمام الخليلي كتاب عظيم القدر جدا بين أهل العلم، ولسنا في حاجة إلى أن ندلل على صحة نسبته إلى المؤلف رحمه الله فهو كتاب مشهور بين العلماء في القديم والحديث، وشهرته هذه تغني عن توثيقه، إلا أننا نذكر شيئًا من هذا التوثيق على وجه الاختصار فنقول:
1 - روي هذا الكتاب بالسند الصحيح المتصل إلى أبي يعلى.
2 - استفاد منه ونقل عنه كثير من العلماء والأئمة؛ نذكر بعضهم على سبيل المثال: ابن نقطة في التقييد (162)، والرافعي في التدوين (2)، وابن القيم في المنار المنيف (ص: 116) والذهبي في السير (17)، وتذكرة الحفاظ (3)، وابن حجر في أكثر من كتاب من كتبه؛ منها: هدي الساري (ص: 11، 492)، وفتح الباري (460)، (1197)، وتهذيب التهذيب في مواضع كثيرة منها (19، 27، 86)، (26)، (3)، ولسان الميزان (6).
3 - اهتمام أهل العلم بالكتاب سماعًا وإسماعًا، ورواية ونقلًا، وانظر طرفًا من ذلك في: التدوين (2)، (46، 182) ودق ذكره ابن حجر ضمن مسموعاته في المعجم المفهرس برقم (693) فضلًا عن السماعات الكثيرة المثبتة على الأصل والتي منها سماعات لكبار الأئمة والحفاظ.
وصف الكتاب ومنهجه:
أفصح الإمام الخليلي رحمه الله عن الغرض الذي من أجله وضع الكتاب، وعن المنهج الذي اتبعه فيه، ونستطيع أن نلخص ذلك فيما يلي:
1 - ذكر في الكتاب أسماء المشهورين بالرواية من أهل العلم مع ذكر أقوال أئمة الجرح والتعديل فيهم، ثم ذكر من حدَّث بعدهم إلى وقته الذي كان يعيش فيه.
2 - رتَّب من ترجمه من العلماء على ترتيب البلاد؛ فكان يبدأ بذكر البلد، ثم يذكر تحتها كل من عرف بها منشأً، أو مولدًا، أو انتقل إليها من غيرها ومات بها.
3 - بدأ المصنف بذكر علماء المدينة المنورة؛ لأنها دار هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبها قبره، ولأن الفقهاء الذين صارت إليهم الفتيا بعد الصحابة كانوا من أهل المدينة.
4 - بدأ المصنف الكتاب بالكلام على أقسام الحديث، ثم بيَّن معنى العلة والشذوذ في اصطلاح المحدثين وساق الأمثلة على ذلك.
5 - اشتمل الكتاب على عدد كبير من التراجم بلغ (914) ترجمة وبلغ عدد النصوص الواردة بالكتاب (249) نصًّا مسندًا، وهي تتنوع بين أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.
6 - اشتمل الكتاب على أقوال الأئمة في الجرح والتعديل، سواء أكانت هذه الأقوال للأئمة المتقدمين على عصر الخليلي كمالك وأحمد وابن معين، وغيرهم، أو المعاصرين له كالدارقطني والحاكم وغيرهما.
¥