فالجواب: نعم لو صح السند إلى متابعة الليث أو عمرو لقلنا به على الرحب والسعة. لكن في الطريق إليهما: أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب. متكلم فيه. وما وثقه إلا من لم يَخْبُر حاله جيدًا. وقد حكى ابن عدي فقال: ((رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه)) ولا ريب أن أهل مصر أعلم بالرجل من غيره من الغرباء الذين ورد عنهم تمشية حاله. وبهذا أعله ابن التركماني. وفي الحديث بحث أكثر من هذا، وفي ما ذكرناه كفاية. اهـ من تخريج الحديث رقم [360 - 361] من السنن الكبرى.
فإذا علمنا بضعف الحديث، علمنا أن المراد بقول الإمام مالك: هذا حديث حسن. غير متوافق مع اصطلاح الترمذي.
فإن قيل: إن الترمذي نفسه قال بعد ذكر هذا الحديث [40] هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ.اهـ
فالجواب والعلم عند الله، أنَّ هذا مما يؤكد ما قلناه لا ينقضه، وذلك أن قول الترمذي على طريق ابن لهيعة، وقول مالك على متابعات لابن لهيعة.
فإن قيل: فما معنى قول مالك: إن هذا الحديث حسن؟
فالجواب -والعلم عند الله-من عدة أوجه:
منها:أنه حسن بمعى أنه لم يسمعه قبل ذلك فأعجبه، ويدل عليه قوله بعده: وما سمعت به قط إلا الساعة ..
ومنها: أن قوله حسن بمعنى صحيح، كما قال المباركفوري: تعليقا على قول الترمذي حسن غريب. قال: غَرَابَةُ هَذَا الْحَدِيثِ .... تَرْجِعُ إِلَى الْإِسْنَادِ فَلَا يُنَافِي الْحَسَنَ , قَالَهُ اِبْنُ سَيِّدِ النَّاسِ: وَقَدْ شَارَكَ اِبْنَ لَهِيعَةَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو اللَّيْثُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ فَالْحَدِيثُ إِذَنْ صَحِيحٌ سَالِمٌ عَنْ الْغَرَابَةِ. كَذَا فِي النَّيْلِ.اهـ
وإذا كان هذا المعنى هو المراد من قول مالك فهو يتفق مع قول المتقدمين من كونهم لا يفرقون بين الصحيح، والحسن، وهذا يخالف طبعا مصطلح الترمذي.
فإن قيل: فلماذا لا نقول بأن المراد من قول مالك هو المراد بمصطلح الترمذي؟
والجواب: أن مالك لم يبين مراده، ولكن الترمذي بين مراده، فنلحق مراد الترمذي بما بينه، ونلحق مراد مالك بمن هو مثله كما تقدم. والعلم عند الله .... يتبع
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 - 01 - 08, 08:36 م]ـ
.
(2) الإمام علي بن المديني.
ومما جاء عنه في ذلك في حديث عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان ذا وجهين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة "، قال ابن المديني: " إسناده حسن , ولا نحفظه عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الطريق " (، والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير فهو حسن " (نقله المزي في تهذيب الكمال (29/ 482).
أولاً: هل صح كلام ابن المديني إليه؟ فأين السند لابن المديني بما ذكرت.
ثانياً: كيف يحسن إسناد هذا الحديث ابنُ المديني ومداره على شريك المدلس المختلط الضعيف؟!
ثالثاً: لو صح كلام ابن المديني إليه وهو لا يصح إلى الآن، فلا يعني به الحسن عند الترمذي، وراجع مصطلح الحسن في لسان المحدثين أو معجم المحدثين للشيخ محمد بن خليفة.
وكل مات نقل عن الشيخ بعد ذلك أسهل مما تقدم أو مثله.
ولعل الشيخ محمد بن خليفة يدلي بدلوه. والعلم عند الله
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 03:13 ص]ـ
عنوانك مقزز ..
ولكن المضمون ممتاز ..
وجل من لا يخطأ ..
أخي الفاضل: قولك " عنوانك ..... "
كان الأولى لك أن ترسل لي بنصيحة على الخاص وتنصحني لا أن تكتب مثل هذه العبارات التي ينبغي أن يترفع عنها طلاب العلم في مناقشاتهم وردودهم على إخوانهم، وماذ الله ثم معاذ الله أن أكون قصدت من العنوان تنقصا للشيخ، أو إساءة إلى اجتهاده ... كيف وهو من أعيان هذا الفن والمبرزين في هذا الشأن من الذين استفدنا منهم ومازلنا نتابع له كل جديد، ومع ذلك أقول لو فهم الإخوة المشرفون العنوان كما فهمت أنت، فألتمس منهم أن يغيروا العنوان إلى مايرونه، أو يحذفون الموضوع برمته إذا يرون هذا.
بارك الله فيك ونفع بعلمك وعلم الشيخ المبارك حاتم العوني ..
بارك الله في الشيخ المحدث حاتم العوني ونفعنا بعلمه أما أنا فلست عالما وإنما ناقل.
.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 03:24 ص]ـ
أولاً: كلامك يوهم بأن الشيخ حاتم العوني قد انفرد بهذا القول ولم يسبقه إليه أحد، وهذا الإيهام يؤكده تخصيصك له بالذكر دون المحدثين، واقول لك: قد سبق الشيخ حاتم من هو أجل منه من المعاصرين الأحياء والأموات، ومن المتأخرين ... بل أقول لك إتني بمن أنكر ذلك غير الشيخ الجديع. ...... يتبع.
"كلامك يوهم ....... "اترك يوهم هذه بارك الله فيك
وخذ بظاهر قولي فأنا لم أقل أنه انفرد، أما تخصيصي له بذكر فلان الشيخ صاحب عمق، واستقراء متين في كثير من المسائل الحديثية، ووجدت من خالفه في هذه المسألة بكلام من وجهة نظري أنه مقنع علميا.
ثانياً: كل النقولات التي نقلتها عن الشيخ الجديع لا تدل على المراد ... كما سيأتي تفصيل ذلك،
ولكن على الإجمال، إن الأمثلة المذكورة ليس فيها استعمال الأئمة لمصطلح الحسن كما استعمله الترمذي، وجل ما فيه هو استعمال لفظة الحسن فقط، وهنك فرق واضح بين الأمرين، فاستعمال اللفظة غير استعمال المصطلح. وعلى هذا فلا يكون الإمام مالك هو أول من استعمل هذه اللفظة ..... يتبع
أتمنى أن تقرأ المقال مرة ثانية وثالثة لتدرك هذين الأمرين، فستجد أن النقولات تدل على المراد، وأن المراد منها هو الحسن بمعناه الاصطلاحي لا مجرد اللفظ فقط
¥