تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

روى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وهو صوم داود عليه السلام.

واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال: إنما فعلت ذلك لأروض به نفسي على عبادة الله تعالى.

وروى عنه أنه كان يصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل، ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه، وقرأ بقراءته قبله وبعده.

وقال سليمان بن مسلم شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم.

فقال شيبة وكان ختنه على ابنة أبي جعفر: ألا أريكم عجباً؟ قالوا بلى.

فكشف عن صدره فإذا دوّارة بيضاء مثل اللبن.

فقال أبو حازم وأصحابه: هذا والله نور القرآن.

وقال نافع: لما غُسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن.

ورآه سليمان العمري في المنام على الكعبة فقال له: أقرئ إخواني السلام، وأخبرهم أن الله عزَّ وجلَّ جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين.

ورآه بعضهم في المنام على صورة حسنة فقال له: بشر أصحابي وكل من قرأ بقراءتي أن الله قد غفر لهم، وأجاب فيهم دعوتي، ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا.

أشهر من روى قراءته

أشهر رواته اثنان عيسى بن وردان، وسليمان بن جماز.

ابن وردان

اسمه: هو عيسى بن وردان المدني.

كنيته: أبو الحارث.

لقبه: الحذاء.

وفاته: توفي في حدود الستين ومائة.

من قدماء أصحاب نافع، ومن أصحابه في القراءة على أبي جعفر.

عرض القرآن على أبي جعفر وشيبة، ثم عرض على نافع.

قال الداني: هو من جُلة أصحاب نافع وقدمائهم، وقد شاركه في الإسناد، وهو إمام مقرئ وحاذق، وراوٍ محقق ضابط.

ابن جماز

اسمه: هو سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز.

كنيته: أبو الربيع.

وفاته: مات بعد السبعين ومائة.

روى القراءة عرضاً على أبي جعفر وشيبة، ثم عرض على نافع، وأقرأ بحرف أبي جعفر ونافع وهو مقرئ جليل، ضابط نبيل، مقصود في قراءة نافع وأبي جعفر.

منهج أبي جعفر في القراءة

1 - يقرأ بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله الأوجه الثلاثة المعروفة.

2 - يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل بقدر أربع حركات.

3 - يسهل الهمزة الثانية مع الهمزتين المتلاقيتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما سواء أكانت الهمزة مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة.

4 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المتلاقيتين في كلمتين المتفقتين في الحركة.

أما المختلفتان فيها فيتغير ثانيتهما كما يغيرها نافع وابن كثير وأبو عمرو.

5 - يبدل الهمز الساكن مطلقاً سواء كان فاءً للكلمة أو عيناً أو لاماً لها.

6 - يقرأ بإسكان الهاء في يؤده (يُؤَدِّهِ – نُوَلِّهِ – وَنُصْلِهِ – نُؤْتِهِ - فَأَلْقِهِ).

7 - يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها حرف متحرك همزاً كان أم غيره.

8 - يدغم الذال في التاء في (أَخَذْتُمْ)، ويدغم الثاء في التاء في (لَبِثْتُمْ – وَلَبِثْتَ) والذال في التاء في (عُذْتُ).

9 - يقرأ بإخفاء النون الساكنة والتنوين عند الخاء والغين مع الغنة نحو (مِنْ خَيْرٍ)، (مِنْ غِلٍّ)، (عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، (عَزِيزٌ غَفُورٌ).

ينبّه هنا على أن أبا جعفر استثنى ثلاث كلمات فقرأها بالإظهار قولاً واحداً من طريق " الدرة " وهي: " فسينغضون " و " إن يكن غنياً " و " المنخنقة " ن أم من طريق " النشر " فله فيها الخلاف: الإظهار والإخفاء.

والله أعلم.

يراجع: شروح الدرة، النشر في القراءات العشر لابن الجزري.

10 - يقف على كلمة «ابت» بالهاء حيث وردت.

11 - يفتح ما يفتحه قالون من ياءات الإضافة ويسكن ما يسكنه منها إلا ما استثني.

12 - يوافق قالون في إثبات بعض الياءات الزائدة – وصلاً، ويوافق ورشاً في إثبات بعضها، وينفرد بإثباتها البعض الآخر كما هو مفصل في الكتب.

13 - يقرأ بضم تاء (لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا) في جميع المواضيع.

14 - يسكت على كل حرف من حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور مثل «الم» «كهيعص» سكتة لطيفة من غير تنفس.

15 - يقرأ (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا) بالإسراء بالياء المضمومة في مكان النون المفتوحة – وبفتح الراء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير