تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وصنفت هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم، وسائر ما يتعلّق به من العلوم، وسلكت مسلكاً نافعاً، إذ جعلته وجيزاً جامعاً، قصدت به أربعة مقاصد، تتضمن أربع فوائد: (الفائدة الأولى) جمع كثير من العلم، في كتاب صغير الحجم؛ تسهيلاً على الطالبين، وتقريباً على الراغبين؛ فلقد احتوى هذا الكتاب على ما تضمنته الدواوين الطويلة من العلم، ولكن بعد تلخيصها وتمحيصها) [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn9) ا. هـ، ولكن ما خلا كتابه من ذلك، ففي مواضع يكثر من ذكره –عند الحاجة-، وفي مواضع أخر يؤثر الاختصار، فالتفسير الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلّم، إذا ثبت عند المؤلف، التزمه ولم يتعداه إلى غيره. فأسباب النزول مثلاً، يؤثر الاختصار فيها غالباً، ونذكر أمثلة عليها ليُتبيّن:

1. مثال على ما ثبت عنده من التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن جزي في قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحقّ) (الأنعام: 151): (فسره قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحلّ دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: زنى بعد إحصان، أو كفر بعد إيمان، أو قتل نفس بغير نفس" [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn10) )[11] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn11) .[12] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn12)

2. مثال على ذكر ابن جزيّ لأسباب النزول، قوله في سورة التغابن عند آية (يا أيها الذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ الله غفور رحيم) (التغابن: 14): (سببها أن قوماً أسلموا وأرادوا الهجرة، فثبطهم أزواجهم وأولادهم عن الهجرة، فحذرهم الله من طاعتهم في ذلك، وقيل نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، وذلك أنه أراد الجهاد، فاجتمع أهله وأولاده، فشكوا منه فراقه، فرقّ لهم ورجع، ثم إنه ندم وهمّ بمعاقبتهم فنزلت الآية) [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn13) . [14] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn14)

الفصل الرابع: تفسير الصحابة:

وقد نصّ ابن جزي –رحمه الله- على هذا النوع، وذكره من أوجه الترجيح، وقيّده بمن يقتدى به من الصحابة، فقال: (الرابع: أن يكون القول قول من يقتدى به من الصحابة؛ كالخلفاء الأربعة وعبد الله ابن عبّاس) [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn15) ، وقال أيضاً: (واعلم أنّ المفسرين على طبقات؛ فالطبقة الأولى: الصحابة –رضي الله عنهم-، وأكثرهم كلاماً في التفسير ابن عباس، وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عبّاس، ويقول: كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق، وقال ابن عباس: ما عندي من تفسير القرآن فهو عن عليّ بن أبي طالب، ويتلوهما عبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وزيد ابن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وكل ما جاء من التفسير عن الصحابة حسن) [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn16). ونلمس من كلام ابن جزيّ السابق، حرصه على آراء ابن عبّاس، وتعظيمه لها، وهذا واضح جليّ في تفسيره، فيذكر رأي ابن عباس كثيراً، ودون عزو ذلك إلى أحد كتب التفاسير المصنفة. وقد يعبّر المؤلف عن الصحابة بقول السلف دون التصريح بأنهم الصحابة، ويتضح مراده بالسلف من السياق؛ كقوله في آية (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) (الأنفال: 33): (قال بعض السلف: كان لنا أمانان من العذاب، وهما وجود النبي صلى الله عليه وسلّم، والاستغفار، فلمّا مات النبي صلى الله عليه وسلّم، ذهب الأمان الأوّل وبقي الآخر) [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn17). ونذكر مثالاً لتفسير ابن جزيّ لآية، ذكر فيها تفسير أبي بكر، وتفسير عمر، ورجّح بينهما بما اقتضاه الحديث المرفوع، وهذا فيه دلالة على منهجه في تفسير القرآن بالسنّة، وتفسير القرآن بقول الصحابي، وبيان الأولى منهما عنده، فقال عند قوله تعالى (إن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير