ـ[أبو عماد السخاوي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 11:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام جزاكم الله خيراً هذه أولى مشاركاتي معكم في هذا الموضوع جزى الله خيراً صاحبه ومشاركيه.
إن الكلام على معاني القرآن يستلزم التوثيق حتى لا يقع المتكلم في محظور القول على الله بغير علم أو بغير حق فإن الله عز وجل أرسل رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بكتابه حروفه ومعانيه حتى يتدبروه ويعوه كما يريد سبحانه فمن يتكلم في المعاني وخاصة ممن ليس له قدماً راسخة أمثالي عرضة للوقوع في ذاك المحظور ولهذا كان أفاضل الصحابة رضوان الله عليهم يقفون إذا جر بهم التفكر إلى التكلف كما ورد عن عمر رضي الله عنه أو القول على الله كما ظن أبو بكر رضي الله عنه وثابت عنه.
قال أخونا أبو لقمان حفظه الله: لا شك أننا لا نريد أن نقول في القران برأينا، لكن تقييد التدبر وكشف الأوجه اللغوية بما كان مسندا تضييق يجعل الفهم اللغوي للقران ينعدم، حيث لا يسمح بأي قول في هذه الأوجه إلا بسند، وعليه سنفقد إحدى الأغراض الأساسية من تنزيل الوحي، وهو التدبر والتفكر في الآيات،
فهو يثبت ثم ينقض ما أثبته بـ (لكن) ويقرر بقوله (وعليه) لذا نأمل أن نقف عند قول السلف في معاني القرآن ويسعنا ما وسعهم.
لذا يلزم كما نوهت التوثيق لكل نقل وأبدأ بنفسي.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره للآية رقم 3 من سورة الأنعام:
وهي: {وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}:
فذكر القول الثالث: أن قوله {وهو الله في السموات} وقف تام، ثم استأنف الخبر فقال: {وفي الأرض يعلم سركم وجهركم}، وهذا اختيار ابن جرير.
أقول: وهذا إقرار لعقيدة السلف رضوان الله عليهم في إثبات صفة العلو وصفة الفوقية لله عز وجل فما أجمله من وقف.
وأذكر هنا باقي كلامه رحمه الله تعالى:
اختلف مفسرو هذه الآية على أقوال، بعد اتفاقهم على إنكار قولا لجهمية الأول، القائلين بأنه ـ تعالى عن قولهم علواً كبيراً ـ في كل مكان، حيث حملوا الآية على ذلك، فالأصح من الأقول أنه المدعو الله في السموات وفي الأرض، أي: يعبده ويوحده ويقر له بالإلهية مَنْ في السموات ومن في الأرض، ويسمونه الله، ويدعونه رغباً ورهباً، إلا من كفر من الجن والإنس، وهذه الآية على هذا القول، كقوله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}. أي: هو إله مَن في السماء وإله مَن في الأرض، وعلى هذا فيكون قوله: {يعلم سركم وجهركم} خبراً أو حالاً.
والقول الثاني: أنه المراد أن الله الذي يعلم ما في السموات وما في الأرض، من سر وجهر. فيكون قوله: {يعلم} متعلقاً بقوله: {في السموات وفي الأرض} تقديره: وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض ويعلم ما تكسبون.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وبارك الله فيكم أجمعين.
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:04 م]ـ
لا شك أننا لا نريد أن نقول في القران برأينا، لكن تقييد التدبر وكشف الأوجه اللغوية بما كان مسندا تضييق يجعل الفهم اللغوي للقران ينعدم، حيث لا يسمح بأي قول في هذه الأوجه إلا بسند، وعليه سنفقد إحدى الأغراض الأساسية من تنزيل الوحي، وهو التدبر والتفكر في الآيات،
أما مخالفة هذا الوقف لقواعد اللغة، فلم تبين ذلك، و‘نما أطلقت القول بمخالفته، فالواقف على (لا تشرك) إذا بدأ بـ (بالله ... ) يعتبر فيه أن النهي عن الشرك مفهوم والابتداء بالباء على أن قسم، أما من لم يقف فإنه لا يعتبره من القسم بل جارة.
فالباء ليس جارة وللقسم في نفس الوقت، بل بحسب الوقف، ولعل أحد المشايخ يبين لنا القاعدة التي ذكرتها والكيفية الصحيحة لتطبيقها ويراجع ما كتبته لمعرفة صوابه من خطئه.
وللاستئناسأنقل ما وجدته في فتح القدير، مما هو شبيه بما نحن فيه:
جزاك الله خيراً أخي فقد استفدت من جميع مشاركاتك هنا
علّمنا الله وإيّاكم
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:05 م]ـ
وهنا أيضاً قول بلقيس (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان ...... ) فهنا لابد من الوقف على نفسي ثم بعد ذلك يبدأ من وأسلمت لانه إذا وصلت يكون المعنى موهم بأن بلقيس ظلمت نفسها بأن أسلمت مع سليمان
والله أعلى وأعلم
أصبت أخي ... جزاك الله خيراً
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:08 م]ـ
الأخ الفاضل الأستاذ أنس
الوقف الذي تفضلت بذكره في (أينما) أيضا يا أخي خطأ مخالف لقواعد العربية، وقد أنكر نحوه بعض علماء القراءات كعلم الدين السخاوي وابن الجزري.
فإن قولك (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا) فيه استعمال (أينما) وهي من أدوات الشرط، وتقتضي فعلين، فأنت في هذا الوقف جعلت جواب الشرط مقدما وهو (فاستبقوا الخيرات) وعند ابتدائك (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) جعلت جواب الشرط هو (يأت)، فكيف يكون لأداة واحدة من أدوات الشرط جوابين أحدهما مقدم والآخر مؤخر؟!!
هذا وجه، ووجه آخر أن تكون جعلت (أينما) ظرف مكان في الوقف الأول، وفي الثاني جعلتها أداة شرط.
وعلى كلا الوجهين فقد اختلف الاستعمال، وأنت منعت من اختلاف الاستعمال في الباء.
فإن كان هذا جائزا في (أينما) فينبغي أن تجيزه أيضا في الباء.
وإن كان ممنوعا في الباء فينبغي أن يكون ممنوعا في (أينما)، فالباب واحد.
نعم أخي
أنت مصيب في هذا
و آديني باتعلّم من حضراتكم
علّمنا الله ماينفعنا و نفعنا بما علّمنا
¥