ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 03:52 ص]ـ
الذي أعرفه أن لفظ (هذان) الألف فيه أصلية وليست ألف التثنية، والنون عنوان التثنية. بل اللفظ في حد ذاته غير ملحق بالتثنية الذي يرفع بالألف وينصب ويخفض بالياء. فشأن (هذان) شأن (الذين) وهو باق على هيئته في الرفع والنصب والجر، لكون الياء فيه أصلية - مفرده: (الذي) كما أن مفرد (هذان): (هذا) -. وقريش لم تكن تعرف (هذين) في النصب ولا الجر، وإن قد يوجد ذلك في لغة غيرهم من العرب. وإنما افترض بعض النحويين نصب (هذان) بالياء قياسًا لا سماعًا. وصريح القرآن يرده.
والله أعلم. أرجو التصحيح إن وقع في كلام بعض أخطاء. ودمتم.
وفقك الله
هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وأرى أنه لم يحالفه التوفيق في هذا الكلام، ولا أعلم أحدًا وافقه على هذه الدعوى العريضة، ولو كان ما قاله صحيحا لكان ورود (هذان) نصبا وجرا كثيرا جدًا في كلام العرب وفي كلام الصحابة والتابعين وأتباعهم، فما بالهم عدلوا عن لغة القرآن؟!
ثم إن ما ذكره شيخ الإسلام لا يُعرف ولم ينقله أحد من النحويين ولا رواه أحد من علماء العربية عن العرب، فكيف عرفنا هذه اللغة من غير أن يروها أحد؟
فإن كان عند أحد الإخوة علم بمن نقل هذه اللغة عن العرب فليخبرنا.
وأما ورود (هذين) منصوبة ومجرورة بالياء في كلام العرب فهو أكثر من أن يحصى، وأمثلته أكبر من أن يتعرض لها بجمع وإحصاء، فهو من المتواتر في اللغة.
ومع ذلك فهذه بعضها:
- حديث (الوقت بين هذين)
- حديث (أنظروا هذين حتى يصطلحا)
- حديث (أما له ثوبان غير هذين)
- قول أبي بكر (قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ... )
- قول عمر (إن هذين يومان .... )
- قول ابن عمر (ما تركت استلام هذين الركنين ... )
- قول عائشة (إن رسول الله قبض في هذين الثوبين ... )
- قول معاوية: (استعرض لي هذين الفرسين ... )
.... إلخ إلخ
لا يقال: إن الحديث لا يحتج به في النحو؛ لأن هذا إنما يقال فيما نقل على وجه الندور لا الكثرة، وكذلك فإنه يقال فيما خالف المهيع المعروف، ولا أعرف حديثًا واحدًا فيه (هذان) نصبا أو جرا، فيا ليت من يعرف يتحفنا.
وقال سويد بن كراع:
مخافة هذين الأميرين سهدت ................. رقادي وغشتني بياضا تفرغا
وقال كثير عزة:
فهذا على بنيان هذين يبتنى ................. بناه وكل منجب ونجيب
وقال أبو تمام:
بناه جود وبأس صادق ومتى ................. تبن العلى بسوى هذين تنهدم
وقال أبو نواس:
أخذت بهذين الأمان من الأذى ................. ولا خير في عيش بغير أمان
وقال عبد الله بن يحيى كاتب المتوكل:
عليل من مكانين ................. من الإفلاس والدين
ففي هذين لي شغل ................. وحسبي شغل هذين
وقال مروان بن محمد:
وأعظم من هذين والله أنني ................. أخاف بأن لا نلتقي آخر الدهر
وقال ابن المعتز:
الموت مر والعيش هم ................. وأي هذين لا أذم
وقال ابن الرومي:
واتر ظالم وناقض وتر ................. أي هذين يستحق الندامة
وقال أسامة بن منقذ:
إما السلو أو الحمام وما سوى ................. هذين قسم ثالث تختاره
لا يقال بأن بعض هؤلاء من غير عصور الاحتجاج؛ لأن الكلام هو في النقل المتواتر عن العرب، وليس عندنا نقل مخالف لذلك أصلا عن العرب، فضلا عن أن يكون مخالفا لصريح القرآن.
وقال النعمان بن المنذر: ليلبس هذين البردين أكرم العرب وأشرفهم
وقال خالد بن صفوان (الذي كان ينعت بأنه من أفصح العرب): الله أعظم وأجل من أن يذكر في نكاح هذين الكلبين.
ومن تتبع كتب الأخبار وقصص العرب وأحاديث الرواة وجد هذا الاستعمال مستفيضا شائعا لا يحتاج لنقل من كثرته، وليس في ذلك شبهة الاتهام بالكذب والوضع.
والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - 12 - 07, 06:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا على هذا التنبيه. ولعنى أجعل هذه الفرصة لنستفيد منكم الفوائد واللطائف شيئا فشيئا.
نعم، هو قول شيخ الإسلام رحمه الله. ولكنني حتى الآن لا أظنه بذاك الضعف الذي في حكمكم، لأمور:
¥