تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأشرف على مجلة الرسالة لشهور أثناء وجوده في مصر عندما غاب الزيات لمرضه. كما ترشح لانتخابات الشام في تلك السنة، لكنه ندم على ذلك.

وأثناء إشرافه على الرسالة خاض معركة فكرية وأدبية كبيرة بدأت في الجامعة ثم شغلت الناس وعمت البلد وانتهت في المحكمة. بدأت المعركة بخبر في الرسالة عن رسالة دكتوراه أعدها مُعيد في الجامعة وأشرف عليها أستاذ فيها، وكانت الرسالة عن قصص القرآن وجمعت بين الكُفر والجهل، وأصرَّ عليها صاحبها وأصرَّ الأستاذ المشرف عليه على مساندته، وكتب رحمه الله عن هذا الأمر الجلل بكلمات من نارٍ واشتعلت الدنيا حرباً بينهم، سانده فيها جماعة الأزهر وكثير من العلماء والدُّعاة في مصر.

عاد بعد ذلك إلى محكمة دمشق. وانتُدِب عام 1949م للعمل قاضياً في وادي العجم بالإضافة إلى عمله قاضياً في دمشق، فجعل له يوماً في الأسبوع، وكان يصطحب معه أهله في ذلك اليوم، فيذهبون يتنزهون بين الينابيع على سفح جبل الشيخ بعد أن ينتهي من عمله في المحكمة. وبقي على ذلك حتى عُيِّن للمنطقة قاضٍ ثابت.

وفي نفس السنة حلّ محلّ رفيقه أنور العطار في تدريس الأدب لطالبات الثانوية الأولى للبنات ودار المعلمات، بسبب نقله إلى وزارة المعارف في وظيفة كان يسعى لها، وكان يدرّس معه في المدرسة شيخه الشيخ بهجة البيطار، وكانت البنات مستورات فلم يريا ما يكرها، حتى كان يوم شاهدا فيه مجموعة من البنات المتكشفات في درس الرياضة فتركا التدريس في المدرسة، وكان قد بقي على نهاية العام عشرة أيام ..

وفي عام 1952م كانت له جولة أخرى في إنكار المُنكر ومحاربته، عندما أُقيمت حفلة رقصة السَّماح لطالباتٍ دوحة الأدب، وحضر الحفلة حاكم البلد وقائد الجيش العقيد أديب الشيشكلي ورئيس الوزراء، فكتب وتحدَّث في إنكار ما حدث ثمَّ تحدث في خطبة الجمعة في مسجد الجامعة، ولم يكن يعتزم العودة للحديث في الأمر يومها، لكن غضبه لله أطلق لسانه بخطبة ناريَّة هاجم فيها من أعدَّ الحفلة ومن حضرها ومن رضي بها، وكانت الخطبة تُنقل من الإذاعة على الهواء، فتحدَّثت بها البلد وغضبت عليه الحكومة، وحملت عليه أكثر الجرائد حملة شديدة، بينما أيَّده أكثر الناس وتضامنت معه الجمعيات الإسلامية فنشرت بياناً طبعوا منه أكثر من مئة ألف نسخة ووزع في كل أنحاء الشام. أعقب ذلك استجواب الحكومة في مجلس النُوَّاب، وانتهت القصة بمحاكمته رحمه الله أمام مجلس القضاء الأعلى والحكم عليه بخصم عُشر راتبه لشهرين.

وفي نهاية السنة شارك في حلقة الدراسات الاجتماعية الثالثة لجامعة الدول العربية.

في عام 1953م انتهت سنواته العشرة في المحكمة الشرعيَّة في دمشق بقرار نقله مستشاراً في محكمة النَّقض.

المؤتمر الإسلامي ورحلة الشرق وأيام في الدعوة إلى الله:

في تلك السنة 1953م شارك في المؤتمر الإسلامي في القدس، وكان هذا هو المؤتمر الإسلامي الوحيد الذي شارك فيه، واختير رئيساً لإحدى اللجان الثلاث التي انتخبها المؤتمر، وهي لجنة الدعاية لفلسطين، وكُلِّف برحلة إلى الشرق من أجل ذلك سافر فيها في العام التالي 1954م. كان معه في اللجنة الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ الصواف من العراق، والشيخ الإبراهيمي والأستاذ الفضيل الورتاني من الجزائر فاعتذر كلاهما، واضطرّ الشيخ الصواف للرجوع من كراتشي لأمر هام، وبقي في الرحلة علي الطنطاوي والشيخ الزهاوي بركة العصر، فزاروا باكستان والهند وسنغافورة والملايا وأندونيسيا. وحديث هذه الرحلة حديث طويل.

وفي نفس السنة ذهب رحمه الله في رحلة الحج بصحبة وفد المؤتمر الإسلامي في القدس. وفيها رأى الموت عندما غرق في البحر في بيروت وكتب عن هذه الحادثة.

في عام 1955م عاد يتحدث في إذاعة دمشق، وبدأ التدريس في كلية الشريعة في دمشق؛ وكان أول من درَّس الثَّقافة الإسلامية وفقه السِّيرة، لكنه لم يبقَ فيها طويلاً فقد رفض الاستمرار بالتدريس وتركها بعد أن بدأ نظام الاختلاط بين الطُلاب والطالبات.

وكانت له زيارة للكويت في العام التالي 1956م بدعوة من جمعية الإصلاح، ألقى فيها مجموعة محاضرات على مدى أسبوع.

ومرض في عام 1957م مرضاً طويلاً أُدخل فيه إلى مستشفى المجتهد ثم في مستشفى كلِّية الطِّب بجامعة دمشق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير