تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - 06 - 08, 01:01 ص]ـ

رابط مفيد عن لفظة (مسيد):

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6500

ـ[أم هالة]ــــــــ[18 - 06 - 08, 01:23 ص]ـ

و لا شك أن السجع من محاسن الكلام و قد ذكروه في علم البديع قال العلامة عبد الرحمن الأخضري الجزائري:

و السجعُ في فواصل في النثر .... مُشبهَة قافية في الشعر

ضُروبه ثلاثة في الفن ... مُطرَّف مع اختلاف الوزن

مُرصَّعٌ إن كان ما في الثانية ... أو جُلُّه على وِفاق الماضِيَه

و ما سواه المُتوازِ فادْرِ ... كسُررٍ مرفوعة في الذكر

و لكنه لا يكون من محاسن الكلام إلا إذا خلا من التكلف الظاهر و كان مما تدعو إليه المعاني لا الألفاظ فإن من السجع ما يزين الكلام و منه ما يشينه و ذلك شيء تستعذبه الأذواق أو تمجّه و ما أحلى السجع في قول الحكيم (لسانك احسانك) و قد مثّلنا به في كتاب المباني و ما أعذبه في قول الآخر (جا يسعى و دّر تسعا).

و لإمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني في مقدمة كتابه أسرار البلاغة كلام جليل في هذا المعنى يحسن بالمتأدب أن يطلع عليه.

و قد طال ما استطردنا به، و هذا رجع إلى ما كنا فيه و منه أن كلمة لبة من غريب اللغة فإن المشهور فيها اللبؤة و فيها لغات ذكرتها القواميس و هذا من بقايا غريب لغة العرب في كلامنا، و لنا من هذا النوع في كلامنا عجب، و منه قول أهل أقاصي شرق الجزائر " الكلَّة" أي الستار الرقيق و هذا شيء تعرفه العرب قال لبيد:

من كل مَحفوفٍ يُظِلُّ عِصيَّهُ ..... زوْجّ عليه كِلَّةٌ و قِرامُها

و هذا باب كبير.

و ذكر اللبؤة في كلامنا القديم يدل على أن أهل الجزائر يعرفون هذا السبع و أن الأسود كانت موجودة في شما إفريقية و هذا الذي فهمناه من الحكمة على طريقة الاستنباط قد صرّحت به كتب التاريخ و لقد زأر الأسد إلى عهد قريب بجبال الجزائر و صحاريها و كان غرب البلاد مأسدة لا تؤمن فيها غوائل الأسد، و أحسب أنّ وهران لكمة أمازيغية معناها الأسود، و أما تيهرت فهي اللبؤة في اللسان الأمازيغي و تنطق بالمثلثة تقول ثيهرت، و كانت جبال القبائل مملكة للأسد و قد حدثني الثقة منهم أنه ولد في العام الذي رؤي فيه آخر أسد في جبال القبال، و قد مضى من عمر الرجل خمسون سنة، قال: و هو آخر أسد قتله أهل الدشرة، و لقد حدثني بعض أهل البليدة أن جده قتل أسدا بجبال المدية، و لقد كان الأسد يحوم حول العاصمة فإنه قد أخبرتني عجوز لا أحسبها تكذب أن أباها أو جدها و الشك مني كان فيمن قتلوا أسدا أفزع أهل باب الجديد و الله أعلم بحقائق الأمور.

و المظنون بحكيمنا أنه مالكي المذهب و ذلك لأنه من أهل المغرب، و في الحكمة ما يشير إلى مذهبه، و مأخذه في تجويز لبن اللبؤة و هي سبع، و لازمه أنه يجيز لحمها فإن تجويزه لبنها فرع عن تجويز لحمها، و مشهور المذهب في لحوم السباع عدم تحريمها على كراهة و عليه حملوا قول مالك في المدونة و عليه اقتصر العلامة خليل في المختصر و قد شهره غير واحد، و قد رأيت قوما من أهل المغرب يأكلون الذئب لا يرون في ذلك بأسا، و مذهب الموطأ التحريم و عليه جماعة من أصحاب مالك و هو قول جماعة من مشايخ المذهب في هذا العصر، و في الحديث " كل ذي ناب من السباع فأكله حرام" و الاستدلال بقوله تعالى (قل لا أجد فيما أوحي إلي) الآية، على الإباحة ضعيف و هذا من مطالب الفقه و لولا الحكمة أومأت إلى ما ذكرنا ما كنت لأدخله في المقالة.

هذا ما اقتنصته الخواطر و قيّدته المساطر في شرح قول الحكيم اللسان لحلو يرضع اللبة، و قد جعلته كتابين كتابا للمباني و كتابا للمعاني، فإذا ضممت الأول إلى الثاني جعلت منهما كتابا واحدا تجد فيه ضروبا من الأدب و اللغة، و قد بدا لي أن أسميه " إتحاف الأحبة بشرح قول الحكيم اللسان لحلو يرضع اللبة" و قد جمعت لك فيه بين الحقيقة و الخيال و ضربت لك الأمثال، و مزجت لك بين الجد و الهزل، و جعلت ذلك من وشي الغزل، و ذكرت لك أشياء على طريقة التعليم وقد أومأت إلى أشياء حقها أن تفرد بكتاب، و أوجزت ما هو قمين بالإسهاب، و في كل أدب، و لعلي قد جانبت الصواب في مواطن لاسيما في مسارح الظنون، على أنني أعترف بأنه قد بقي في الحكمة أشياء لم أذكرها، و لولا شغل الحال و البال لحبّرتها لك تحبيرا و لله الحمد من قبل و من بعد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير