[الفعل لا يثنى]
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 03:34 ص]ـ
[الفعل لا يثنى]
هذه قاعدة نقلها السيوطي في الأشباه والنظائر (1/ 563) عن أبي جعفر بن الزبير عن تعليقته على كتاب سيبويه وحاصلها ما سنبينه بعد.
يظن بعض الناس أن الفعل قد يثنى ويجمع مثل ما تقول في (ضرب، يضرب): (ضربا، يضربان- يضربان، يضربون).
وهذا غلط فإن المثنى في قولك (ضربا، يضربان) هو الفاعل وليس الفعل!
فإن قلت: ولم ذلك؟!
قيل لك: حينما تقول: يضربان زيدًا هل تقصد أنه ضُرِبَ مرتين أو ضُرِبَ ضربتين؟
الجواب: لا يلزم.
وهذا دليل على أن الفعل لا يثنى إنما يثنى الفاعل وهو الضارب فتقول: يضربان زيدًا فيصير ضاربو زيد اثنين لا أن زيدًا ضرب مرتين أو ضربتين.
فإن قيل: ولم لا يثنى الفعل؟
أجيب: لأن الفعل يقع على القليل والكثير ويدل على القليل والكثير فتقول: ضرب عمرو زيدًا وقد تعني أنه ضربه ضربة واحدة، أو ضربه مرارًا! أو ضربه ضربتين.
الفعل إذًا يدل على الإفراد والتثنية والجمع لمضمونه فلا حاجة لتثنيته، وعندما تقول العمران ضربا زيدًا أو يضربان زيدًا تكون قد ثنيت الفاعل لا الفعل.
والله أعلم.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[10 - 02 - 10, 04:07 ص]ـ
ما شاء الله
فائدة جميلة بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 04:26 ص]ـ
آمين، وإياكم.
ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 10:48 م]ـ
الفعل إذًا يدل على الإفراد والتثنية والجمع لمضمونه فلا حاجة لتثنيته، وعندما تقول العمران ضربا زيدًا أو يضربان زيدًا تكون قد ثنيت الفاعل لا الفعل. والله أعلم.
أخي بارك الله فيك، هل أردت أن الفعل لا يثنى تثنية معنوية أم لفضية، فإن أردت المعنوية فآخر كلامك لا ينطبق على هذا حيث قلت:
الفعل إذًا يدل على الإفراد والتثنية والجمع لمضمونه فلا حاجة لتثنيته،
هل تقصد: فلا حاجة لتثنيته اللفظية، فبماذا نجيب عن قول الله تعالى: (إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم ... ) إلخ الآية، فقد ثنى الفعلين: فعل يريد وفعل يخرج.
أم أنك تقصد التثنية المعنوية؟ فهذا محط نظر، ولا أظن المنطق يفي بغرضنا لإثبات اجتهادنا بالنحو، فإن غالب ما نعانيه حقيقة في تعلم النحو هو دخول المنطق فيه، وانظر غير مأمور لما كتبه الطنطاوي في ذلك في كتابه الماتع (صور وخواطر) تجد فيه بحثاً جيداً يدلنا على أهمية العزوف عن أمثال هذه الفوائد.
ولك جزيل الشكر على هذه المشاركة.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 08:22 ص]ـ
الفعل لا يثنى تثنية لفظية وهو يدل على التثنية والجمع وغيره أي يدل دالة مطلقة على مضمونه فتصدق على الواحد والكثير، أما يريدان ويخرجان فليس بمثنى إنما المثنى الفاعل وهما موسى وهارون في الآية وفعل الإخراج غير مثنى وهو هنا دال على إخراج واحد ليس بمثنى ولا جمع. والمعنى: موسى وهارون (مثنى) يفعلان الإخراج (مرة واحدة) بكم.
ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 05:02 م]ـ
أخي الفاضل:
لا تؤاخذني على تأخري في الرد لكثرة مشاغلي، أما عن موضوع بحثنا فأقول:
هذه اللغة معروفة عند النحويين ومشتهرة لا تكاد تخفى على طالب للنحو مبتدئ، وقد سماها النحويون لغة (أكلوني البراغيث)، وسماها ابن مالك لغة (يتعاقبون فيكم ملائكة)، اقتباساً من الحديث النبوي الشريف، وإن شئت أن تراجع المسألة فهي طافحة في كتب أهل العلم، وقد نص على ما نص عليه ابن هشام (قبله) الأنباري في أسرار العربية، وابن السراج في الأصول، وغيرهما كثير، إلا أنني سألتك سؤالاً لم تجبني عليه، وأخطأت في الجواب على السؤال الثاني!!
أما السؤال الذي لم تجبني عليه هو: ماذا نستفيد من مثل هذه الفوائد، هل تغير في حقيقة الفعل أو الفاعل، أم أنها من البطر النحوي الذي اعتدنا عليه؟
والذي أخطأت في الإجابة عليه هو: أنك قلت:
الفعل لا يثنى تثنية لفظية وهو يدل على التثنية والجمع وغيره
كيف يكون هذا والله ورسوله ثنوه تثنية لفظية، أم أننا بتنا لا نفرق بين التثنية اللفظية والمعنوية؟!
ثم شرعت تشرح الآية وكأني لا أعيها، وهي واضحة التثنية اللفظية، ولا يختلف عيها عاقلان!
إنني أقصد في الرد عليك الرد على أولئك النحويين الذين أدخلو المنطق في النحو فعقدوه وعقدونا معهم، وانظر إن شئت في معجم الأدباء في قصة أبي علي الفارسي مع عضد الدولة (2/ 813) قال ياقوت الحموي:
وكان (أي أبا علي الفارسي) مع عضد الدولة يوماً في الميدان فسأله: بماذا ينتصب الاسم المستثنى، في نحو قام القوم إلا زيداً؟ فقال أبو علي: ينتصب بتقدير أستثني زيداً. فقال له عضد الدولة: لم قدرت أستثني زيداً فنصبت؟ هلا قدرت امتنع زيدٌ. فرفعت، فقال أبو علي: هذا الذي ذكرته جواب ميداني، فإذا رجعت قلت لك الجواب الصحيح.
وقد ذكر أبو علي في كتاب الإيضاح: أنه انتصب بالفعل المتقدم بتقوية إلا. قالوا: ولما صنف أبو علي كتاب الإيضاح، وحمله إلى عضد الدولة، استقصره عضد الدولة، وقال له: ما زدت على ما أعرف شيئاً، وإنما يصلح هذا للصبيان. فمضى أبو علي، وصنف التكملة، وحملها إليه. فلما وقف عليها عضد الدولة قال: غضب الشيخ، وجاء بما لا نفهمه نحن ولا هو.
وهناك قصة أذكر أن الشيخ الطنطاوي ذكرها عن رجل منطقي - ولا أستطيع أن أذكر نصها لبعد الكتاب عن يدي - أنه ألف كتابا في النحو أدخل المنطق فيه، فأفسد النحو والمنطق.
وقال ياقوت أيضاً (3/ 1031):
وروي أن رجلاً جاء إلى ابن خالويه فقال له: أريد أن أتعلم من العربية ما أقيم به لساني، فقال: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو، فما تعلمت ما أقيم به لساني.
يا ليت شعري، وهل النحو بهذا التعقيد الشديد، وهناك كثير من الأمثلة على كلامي، ولكنني أقتصر على هذه لبعد مكتبتي عن يدي، ولغربتي عن وطني، وأرجو أن أكون قد وفيت الجواب.
¥