[ما الفرق بين الجحيم والحميم؟]
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 09:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأفاضل:
يقول تعالى:
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (**********: Open_Menu()) } * { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ?لْجَحِيمِ (**********: Open_Menu()) } الصافات
ما الفرق بين الحميموالجحيم؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[03 - 03 - 10, 11:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فهذه مشاركة مني في جواب ما سئل عنه علها تكون نواة في مشاركات واجابات شافية فأقول وبالله التوفيق:
الحميم_ كما هو معلوم_هو الماء الحار وبعضهم يجعله من الاضداد كما في كتاب الاضداد لمحمد بن القاسم الانباري صفحة 138 رقم 82 وينظر تهذيب اللغة 3\ 14 - 15
واما الجحيم فقال ابو هلال العسكري في الفروق الفرق رقم 929 صفحة 384: والجحيم نار على نار وجمر على جمر , وجاحمه شدة تلهبه وجاحم الحرب أشد موضع فيها ويقال لعين الاسد جحمة لشدة توقدها. وينظر تهذيب اللغة 4\ 169 وما بعدها للأهمية
وقال ابن عادل الحنبلي في اللباب عند تفسير الآيتين
قوله: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} قرأ العامة بفتح الشين وهو مصدر على أصله.
(13/ 303)
وقيل: يُراد به اسم المفعول ويدل لَه قراءة شَيْبَانَ النَّحْوي لَشُوباً - بالضم - قال الزجاج: المفتوح مصدر، والمضموم اسم بمعنى المشوب كالنقض بمعنى المنقوض وعطف «بثُمَّ» لأحد معينين إما لأنه يؤخر ما يظنونه يُرْوِيهمْ من عطشهم زيادة في عذابهم فلذلك أتى «بِثُمَّ» المقتضية للتراخي، وإما لأن العادة تقضي بتَرَاخِي الشرب عن الأكل فعمل على ذلك المِنْوال وأما ملء البطن فيعقب الأكل فلذلك عطف على ما قبله بالفاء.
قال الزجاج: الشوب اسم عام في كل ما خلط بغيره، والشًّوْب الخلْط والمزج، ومنه شَابَ اللبنَ يَشوبُهُ أي خَلَطَهُ وَمَزَجَهُ والحميم: الماء الحار والمتناهي في الحرارة. و «مِنْ حَميم» صفة «لشوباً» واعلم أن الله تعالى وصف شرابهم في القرآن بأشياء منها: {وَغَسَّاقاً} [النبأ: 25] ومنها: {وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ} [محمد: 15] ومنها المذكور في هذه الآية ولما ذكر الطعام بتلك الشناعة والكراهة وصف الشراب بما هو أشنع منه وسماه شِوْباً أي خَلْطاً ومَزْجاً من حميم من ماءٍ حار، فإذا أكلوا الزَّقُّومَ وشَرِبُوا عليه الحَمِيمَ فيشرب الحميم في بطونهم فيصير شوباً له.
قوله: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أَصْلِ الجحيم} قال مقاتل: أي بعد أكل الزقوم وشرب الحميم. وهذا يدل على أنهم عند شرب الحميم لم يكونوا في الجحيم وذلك بأن يكون الحميم في موضع خارج عن الجحيم فهم يُورَدُونَ الحميم لأجل الشرب كما تُوردَ الإبلُ إلى الماء ثم يَرِدُونَ إلى الجحيم؛ ويدل عليه قوله: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44] وقرأ ابن مسعود: «ثُمَّ إنَّ مَقِيلَهُمْ لإلَى الجَحِيم» «إنَّهُمْ أَلْفَوْا» وجدوا {فَهُمْ على آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} قال الفراء: الإهراء الإسراع يقال: هَرَعَ وأَهْرَعَ إذا استحث والمعنى أنهم يتبعون آباءهم اتباعاً في سرعة كأنهم يزعجون إلى اتباع آبائهم. وقال الكلبي: يعملون مثل عملهم، ثم إنه تعالى ذكر لرسوله ما يسليه في كفرهم وتكذيبهم فقال: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأولين} من الأمم الخالية.
(13/ 3 ووينظر ايطا زاد المسير لابن الجوزي وفتح القدير للشوكاني وغيرهما من كتب التفسير
والسلام