تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أهمية اللغة العربية وعلاقتها بالعلوم الشرعية]

ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[02 - 03 - 10, 01:12 م]ـ

جاء في مجلة الإصلاح السلفية الجزائرية العدد الخامس رمضان/شوال 1428 الموافق ل سبتمبر / أكتوبر 2007 م هذا المقال المهم للأستاذ الفاضل عمارة قسوم حول موضوع أهمية اللغة العربية وفضلها فلتتفضلوه مشكورين:

[أهمية اللغة العربية وعلاقتها بالعلوم الشرعية]

إني كنت قد قد كتبت مقالا في سالف الأيام، وقد نشر في مجلة من المجلات حوى في ثناياه موضوعا مهمّا يتعلق بالغة العربية وفنونها، وكان هذا المقال تحت عنوان: (اللغة العربية غاية شرعية ونبذة وجيزة عن علم النحو واللغة والأدب والبيان) ,

ومن ضمن ما ورد فيه أنني قد وقفت على كلام نفيس لعلامة المغرب وقاضيها الشهير عبد الرحمن بن خلدون – رحمه الله تعالى – في كتابه (المقدمة) ° يتعلق بالعربية وفنونها، وأنها ضرورة شرعية لا يستغني عنها طالب العلوم الشرعية، وقد وطّأت بمقدمة واضحة المغزى، جليلة المعنى، ونقلت نبذة وجيزة عن علم النحو وكيف مرّ بأطوار عبر القرون والأزمان، وذكرت أنني سأواصل الكلام على بقية فنون اللغة العربية في حلقات على ما يتاح لنا، ناقلا الكلام العلامة ابن خلدون، متصرفا في بعض عباراته فتارة بالتصريح وتارة بالإشارات.

فجاءت مجلة (الإصلاح) الفتاة – بحمد الله تعالى – فاسحة لنا المجال لبث هذه المهمات، ونشر ما علق بالخاطر من موضوعات، ونقل بقية السلسلة الموعودة في مقالات.

سائلا المولى تبارك وتعالى أن ينفع بها القارئين والقارئات.

وإن غايتنا من ذكر هذا الموضوع هو تذكير الناس بهذه اللغة العظيمة التي هي شرف أمة الإسلام وهويتها والتي اصطفاها الله تعالى على غيرها من اللغات، وشرفها على سواها من اللغات، وقد تكلم سبحانه وتعالى بهذا القرآن الكريم الذي تحدّى به الثقلين الجن والإنس على أن يأتوا بسورة مثله فلم ولن يستطيعوا أن يأتوا بآية مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

وإن هدفنا أيضا هو الحث على التشبث بها والعض عليها بالنواجذ؛ لأنها أساس الدين المتين، وسراجه المنير، وهي التي تقول عن نفسها كما وصفها شاعر النيل حافظ إبراهيم:

وسعت كتاب الله لفظا وغاية

وما ضقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة

وتنسيق أسماء لمخترعات

أنا البحر في أحشائه الدّرّ كامن

فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي

ومما يجدر التذكير به في هذا المقام أن اللغة العربية ما عني بها العلماء قديما وحديثا لمجرد ذكر قواعدها وبيانها وإعجازها، ولم تكن تلك العناية والرعاية سدى وهملا، وإنما هي امتثال لأمر إلهي وجب تطبيقه وبيانه للناس أجمعين.

ومن هنا نعلم – أيها القاريء – الكريم أن الله تعالى قد أوجب على كل مسلم تعلم جزء من العربية بقدر ما يقيم به ألفاظ سورة الفاتحة، وبقدر ما يقيم به التكبير والتسميع والسلام في الصلاة، ولا يسع مسلما جهله، قال تعالى: (فاقرءوا ما تيسّر منه) [المزمل: 20].

وقد اختلف العلماء في تحديد القدر الذي هو أقل ما يخاطب به الإنسان من تعلم اللغة العربية، فقال قوم: لابد أن يصل إلى مستوى يفهم به ألفاظ الفاتحة، وألفاظ الدعاء المأمور به على سبيل الوجوب، وألفاظ الأذكار التي تجب مرّة في العمر كالتهليل والاستغفار والتسبيح والتحميد وغير ذلك، فهذه المذكورات يجب على المسلم أن يتعلم معانيها بالعربية عند الإمام مالك وسفيان الثوري و الأوزاعي وغيرهم من كبار علماء السلف – رحمهم الله تعالى – معللين ذلك بأمور، منها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) مثلا يمكن أن تلقن لأي إنسان ولا يلتزم بمقتضياتها وشروطها، فالجاهل بمعنى (لا إله إلا الله) لم يلتزم شروطها ولو نطق بها ولذلك أوجب العلماء على العباد هذا القدر من اللغة العربية لئلا يقعوا في المحظور، وهذا من الفروض العينية.

ثم إن بعض المتكلمين المتأخرين قد توسعوا في هذا الباب فقالوا: إن من لم يفهم ما تتناوله كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) من العقائد وما تتضمنه من معان فإنه أخل بمقتضياتها ولم يؤد شروطها، وهذا القول – كما يقول أشياخنا وعنهم نقلنا هذا الكلام – حرفا ومعنى، في غاية التشدد والمبالغة يدلنا على أهمية فهم شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير