تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يضيف الدكتور اللحيدان: ويمتاز الرجل- وهذه شهادة للتاريخ- بسعة المعارف، وهذا واضح عن طريق أمور سبعة هي: أنه يميل إلى السمت، ويميل إلى التأمل وبعد النظر، ويميل إلى الاستيعاب النصي، ويحمل هم الأمة من خلال تفعيل النص وربط الحاضر بالماضي، وأنه يكتب بعاطفة متقدة مسؤولة، ويمتاز بحسن الأخلاق، وأخيرا عاش الغزوات نظريا كأنه عاشها عمليا.

ويعقب الشيخ اللحيدان: ومن خلال الأمر السابع والأمر الأول السمت، نجد أنه تأثر بكثير من سير الصحابة الذين امتازوا بفقه الحياة ورأي الواقع، والحرص الشديد على تطيبق النص على أرض الواقع العملي.

هذا الرجل قابلته على هامش إحدى المؤتمرات، وتكلمت معه كثيرا فوجدته يقبل النقاش في حقيقة الأسانيد، وأصول الروايات، فمثلا حينما ناقشته في أمور تتعلق بغزوة بدر وحنين، وأبنت له بعض الأحاديث الضعيفة، اهتبلها فرصة فسجل ذلك، ثم عاودني بالاتصال وقال: ماقلته حق، فلمست من هذا أنه لا يعيش لنفسه.

وصية للرجل المغيب:

ويطرح الشيخ اللحيدان هذا السؤال المقلق: لماذا كان هذا الرجل مغيبا؟.

ويجيب: ولعل السبب في هذا حسب تحليلي الاستقرائي لشخصيته هو أنه رجل عزوف عن الضوء. ويرجع مسؤولية ذلك إلى وسائل الإعلام التي يجب أن تبحث عن مثل هذا الرجل الذي كتب كتابات تخطى فيها سنين كثيرة، ولم يمكن أن يقارن به أحمد أحمين فيما كتبه عن ''حياة محمد'' ولا توفيق الحكيم فيما كتبه كذلك عن حياة محمد، ولا ما كتبه عبد الرحمن بدوي- وهو أحد العقلانيين المتأخرين-ولا كذلك ماكتبه أحمد الشرباصي.

ويضيف: وبحكم عضويتي لاتحاد المؤرخين العرب فإني أوصي أن يجعل له الاتحاد دراسة مستقلة لا عما كتب، ولكن عن حيثيات كتاباته، ويفرده بالطرح المتناهي المقترن بين التحليل والاستقراء والاستنتاج البعدي.

وكم أتمنى من كليات العلوم الاجتماعية في جدة ومكة أن تبرز- لا لهذا الرجل- ولكن أعمال هذا الرجل الذي درس التاريخ واقعا عمليا.

أديب فذ:

** الأديب الكاتب محمد أبو بكر حميد مهتم جدا بالرجل وقد جمع منذ فترة ما يتعلق به من كتبه ومقالاته ودراساته، وهو يتناول الجانب الأدبي لدى الراحل محمد أحمد باشميل فيقول: ترك العلامة الأديب المؤرخ الشاعر الشيخ محمد أحمد باشميل تراثا أدبيا وفكريا كبيرا ومتنوعا، وهي تركة اسلامية لا تقع أمانتها فقط على عاتق أبنائه البررة (أحمد وعبداللطيف وعبدالعزيز) وحدهم بل تقع على عاتق كل مسلم يشعر بمسؤولية الكلمة وأهميتها ورسالتها في عصر الاعلام الفضائي الذي أصبحت فيه الكلمة المسموعة تقدم لنا من كل اتجاه في اطباق متعددة ظاهرها المتعة وباطنها العذاب.

يضيف: قبل أيام من وفاته - رحمه الله - كنت احدث صديقا عنه، فقلت ما الذي كان سيفعله مؤلف كتب (صراع مع الباطل) و (لهيب الصراحة) و (لا يا فتاة الحجاز) لو كان واعيا بما يقدم لأولادنا وبناتنا بل ورجالنا ونسائنا من عري وفسق وحض على الرذيلة يهدف الى هدم الاسرة المسلمة وتفكيك المجتمع المسلم الذي عاش باشميل حياته الواعية كلها الى تنبيهه وتحذيره والدعوة لجمع شمله تحت راية التوحيد الخالص الذي ينبذ كل مظاهر الشرك والفسوق والضلال؟!.

ويقول: لم يكن محمد أحمد باشميل داعية فحسب كما يظن الكثير من الناس، بل كان أيضا أديبا وفنانا وشاعرا اختلف عن غيره من الأدباء والفنانين والشعراء بأن سخر مواهبه المتعددة لخدمة رسالته في الحياة بصفته مسلما أولا وقبل كل شيء، ومن خلال الخطابة والاذاعة ونظم الشعر وكتابة المقالة ودراسة التاريخ وخوض المعارك الفكرية كان محمد احمد باشميل - رحمه الله - ذلك المسلم الغيور على دينه من أن يمس، وأمته من أن يداس لها طرف، وحرمات مجتمعه من أن تنتهك، وسفة نبيه صلى الله عليه وسلم من يعبث لها العابثون أو يضيف اليها المبتدعون.

ويضيف: ولهذا سيجد الدارس لحياة باشميل والباحث في نتاجه ان الاسلام كان الدافع لكل ما كتب، وكان موضوعه، ومحور دفاعه، ومنطلق هجومه، كان الاسلام فلسفة حياة محمد أحمد باشميل، وكان أساس كل صغيرة وكبيرة في هذه الحياة، وفي الاسلام أحب باشميل أناس وكره أناس وغضب من أناس وصالح .. وغيرهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير