تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 ـ وجود الإمارة المشعشعية في منطقة الأهوار (محافظتي العمارة والكوت في العراق حالياً) و (شمال الأهواز في إيران) المحاذية لإقليم لورستان الكردي، وقيام العديد من الدعاة العرب التابعين لهذه الإمارة بالدعاية للمذهب الشيعي بين أفراد القبائل الكردية، واستغلال مأساة أهل البيت للدعوة إلى التشيّع، وكيف أن هذه التراجيديا المصطنعة قد أثّرت في وجدان الكردي الذي عانى الظلم لقرون عديدة فوجد فيها عزاءً له من الجانب النفسي والديني، لا سيما أن المنطقة الكردية كانت قريبة من المراقد الشيعية، فضلاًً عن ذلك أن كتاب (بحار الأنوار) للعالم الشيعي (المجلسي الصفوي) كان له تأثير واضح في بناء ذهنية جديدة عند الفرس والكرد والعرب الذين تشيّعوا؛ حيث يحوي العديد من الأحاديث الموضوعة التي تؤكد على أن الحج إلى ما يسمى بِـ (العتبات المقدسة الشيعية) في النجف، وكربلاء، والوران أفضل بعشرات المرات من الحج إلى الديار المقدسة في الحجاز! كما أن زيارة قبر الحسين ابن علي ـ رضي الله عنهما ـ يعادل سبعين إلى مئة مرة من الحج إلى مكة المكرمة! فلا عجب أن كان لكل تلك الأمور تأثير كبير في دخول الكرد البسطاء ـ آنذاك ـ في التشيّع، فضلاًً عن سماعهم بالجانب البطولي في سيرة أئمة أهل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ وتحديداً الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وسيفه البتّار (ذو الفقار).

ونستطيع أن نلخِّص الموضوع برمّته في أن دعاة الشيعة كانوا من الذكاء بحيث استطاعوا تحويل مأساة أهل البيت إلى تراجيديا قفزت فوق التاريخ الحقيقي والواقعي إلى ما يسمى بالميثولوجيا ـ ما فوق الطبيعة البشرية ـ التي استنبطوها إلى حدٍّ كبير من مأساة عيسى المسيح ـ عليه السلام ـ، وكيف أن المدعوَّ بولس الرسول (شاؤول)؛ مبتكر فكرة ألوهية المسيح، حوَّل المسيح التاريخي إلى أسطوري! فكان الأمر بالنسبة لدهاقنة الشيعة على الشاكلة نفسها؛ حيث تحول الحسين (التاريخي) إلى الحسين (الميثولوجي)! صاحب المعجزات والكرامات الخارقة، والعصمة من الخطأ؛ بل الخطيئة! والتي تُعدّ في نظر العديد من الباحثين، ومنهم الفيلسوف الفرنسي (كوربان)، استمراراً للنبوة الروحية، والتي تخالف في الكثير من مضامينها فكرة ختم النبوة والتوحيد الخالص؛ التي ترفض التقديس غير الموضوعي للرسل والأنبياء، فضلاً عن شخصية الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ سيد شباب أهل الجنة.


(*) مدير مركز الدراسات الكردية، جامعة دهوك.

(1) لم أعثر على ترجمة له في كتب التراجم والطبقات المتوفرة لديّ.

(2) الكوران: أحد الأقسام الأربعة التي يتكون منها الشعب الكردي حسب رواية الشرفنامة، انظر: (البدليسي: الشرفنامة، 20). بينما خرج أحد الباحثين الكرد من كلمة كوران بمعنيين، الأول: بمعنى الفلاح أو المزارع، والثاني: اسم لعشيرة تعيش في القسم الشرقي من زهاو على الجانب الإيراني المحاذي للحدود العراقية الشرقية.

(3) يذكر المقدسي أن الناس اختلفوا في مكان دفن الخليفة علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ على عدة أقوال. انظر: (المقدسي: المطهر بن طاهر: كتاب البدء والتاريخ، بيروت، دار صادر، عن نسخة مصورة صادرة عن باريس سنة 1899م، ج5، ص 233).

(4) الفاروقي، أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق: تاريخ الفاروقي، تحقيق: بدوي عبد اللطيف، بيروت، 1974م، ص 139 ـ 140.

(5) خواندمير، غياث الدين بن هام الدين الحسني: تاريخ حبيب السير في أخبار أفراد بشر (باللغة الفارسية)، تهران جابخانة، حيدري 1333 شمسي 1955م، 2/ 439. مجمل التواريخ والقصص، 401.

(1) هذا الادّعاء صحيح في الوقت الحاضر، فَجُلُّ سكان هذا الإقليم الإيراني من الشيعة الإثني عشرية والغلاة، ومنهم العلي إلهية الذين يعدون علياً ابن أبي طالب إلهاً لهم، مثلهم في ذلك مثل النصيرية (العلوية) والإسماعيلية والبهرة والآغاخانية، أما في القرنين الرابع والخامس الهجريين فكانوا من أهل السُّنّة بمذاهبهم المختلفة.

(2) النقشبندي: الكرد في الدينور، 168، هامش (1).

(3) معجم البلدان: 4/ 397، 398.

(4) مسالك الممالك: 119، ابن حوقل: كتاب صورة الأرض.

(5) آثار البلاد، 283. وآبه: بلدة تقع قرب ساوة شرق مدينة همدان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير