تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(10) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1 - 369) وابن عساكر في تاريخه (39 - 480) وابن شبة في تاريخ المدينة (6605)

وجاء مثله عن الحسن البصري أخرجه ابن عساكر (39 - 491) وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (7 - 157).

(11) أخرجه ابن عساكر (39 - 440) وهو في مقتل الشهيد عثمان للجاحظ (149) والبداية والنهاية (7 - 152).

(12) البداية والنهاية (7 - 152).

(13) أخرجه الطبري في تاريخه (2 - 676) وابن عساكر (39 - 440) وهو في مقتل الشهيد عثمان للجاحظ (149).

(14) البداية والنهاية (7 - 152).

(15) انظر: مصنف ابن أبي شيبة (7 - 520) برقم (37690) وتاريخ الطبري (2 - 671) وفضائل الصحابه للإمام أحمد (1 - 472) ومقتل الشهيد عثمان (232).

16 - البداية والنهاية (7 - 145).

17 - البداية والنهاية (7 - 149) وانظر: تاريخ الطبري (2 - 655) وتاريخ خليفة (169) وفضائل الصحابة للإمام أحمد (1 - 471) والنجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة (1 - 81).

الجزء الثاني

في المحن والبلايا، والفتن والرزايا؛ معرفة عزّ الربوبية وقهرها، وذلة العبودية وكسرها الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون صلى الله عليه وسلم لله156صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم البقرة: 156}،اعترفوا بأنهم ملكه وعبيده، وأنهم راجعون إلى حكمه وتدبيره، وقضائه وتقديره، لا مفر لهم منه، ولا محيد لهم عنه (1).

والمؤمن يبتلى بالشر كما يبتلى بالخير، وتصيبه الضراء كما تصيبه السراء؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فعليه السخط، وإذا انقشعت سحابة المحن، وسكنت عاصفة الفتن كان في الناس مأجور وموزور، وسالم وموتور، وأعظم الوَتْر الوتر في الدين، ثم الوتر في النفس، ثم في الأهل والمال.

وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ُوِترَ في نفسه، وَوُتِرَ به أهله بعد شدة شديدة، ومحنة عظيمة، وبلوى كبيرة؛ أخبره عنها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يفارق أصحابه رضي الله عنهم، فوقع الأمر كما أخبر بعد أكثر من ربع قرن من إخباره عليه الصلاة والسلام (2).

روى أبو موسى الأشعرى رضي الله عنه:"أن عثمان رضي الله عنه أستأذن بالدخول على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام لأبي موسى: أئذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، قال أبو موسى: فجئته فقلت له: أدخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك" رواه الشيخان، وفي رواية: قال أبو موسى:" فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان، قال:"ففتحت وبشرته بالجنة، قال: وقلت الذي قال، فقال: اللهم صبراً أو الله المستعان" وفي رواية أخرى:"أن عثمان رضي الله عنه حمد الله تعالى ثم قال: الله المستعان" (3).

وهذه البلوى التي أخبره بها النبي صلى الله عليه وسلم أصابته في آخر حياته رضي الله عنه، وهو شيخ قد بلغ من الكبر عتيا، وتحمل من أمور الأمة ما تحمل؛ فقابل بلواه بثبات عجيب، وصبرجميل، فلم يتزحزح عن إيمانه، ولا جزع من مصابه، فرضي الله عنه وأرضاه، وجعل دار الخلد مأواه.

بداية الفتنة:

كانت بداية هذه البلوى العظيمة لهذا الخليفة الراشد بفتنة منكرة، أطلت برأسها في آخر خلافته، أشعل نارها المنافقون، وجعلوا حطبها الجهلة والرعاع من نزاع القبائل، وسفلة الأطراف والأراذل، قد امتلأت بالفتنة قلوبهم، وتواصوا بالشر فيما بينهم، فتراسلوا وتكاتبوا يسبون أميرالمؤمنين، ويملؤون صدور العامة عليه وعلى ولاته؛ جرّاء سياسات انتقدوها، وأفعال نقموها؛ كان الحق فيها مع عثمان رضي الله عنه، ولكنهم قوم يستعجلون، وأوباش إلى الفتنة يسارعون (4).

فاستفحل أمرهم، واستطار شرهم، فما عادت تكفيهم المراسلات والمكاتبات، ولا أشبعت قلوبهم المفتونة الأقوال والمشاتمات، فانتقلوا إلى التجمعات والخروج المسلح؛ فسار المفتونون، يقودهم المنافقون، ساروا من مصر إلى المدينة النبوية، عاصمة الخلافة، وموطن الخليفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير