تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 09:40 م]ـ

الشيخ يتحدث عن المؤتمر الاسلامي

س: هناك موقف يلفت الانتباه في ما كتبه المفكر مالك بن نبي -رحمه الله- وهو هجومه الحاد أو تحامله الشديد على المؤتمر الإسلامي الذي وقع سنة 1936، وشهد قيادة الإمام المرحوم الشيخ عبد الحميد بن باديس لوفد المؤتمر الإسلامي إلى باريس، واعتبر مالك بن نبي أن الفكرة الإصلاحية سقطت في مستنقع السياسة، وهو ما أشار إليه في الجلسة الافتتاحية الوزير نور الدين بوكروح، فما تعليقكم على ذلك؟

ج- يمكن للإنسان أن يدلي بمناقشة طويلة في هذا الموضوع، ولكنني أكتفي بالقول أن المؤتمر الإسلامي ينبغي أن يفهم في الإطار الذي عقد فيه، لقد كان الإمام عبد الحميد بن باديس يريد أن يحصل من وراء قيادته لوفد المؤتمر الإسلامي، إلى باريس، على أكبر قدر ممكن من المكاسب لصالح الشعب الجزائري، واسترداد بعض ما ضاع من حقوقه من منظور أن الحصول على بعض الحقوق للجزائريين، في إطار المحافظة على قيمنا وشخصيتنا، هو شيء إيجابي على قاعدة “خذ وطالب”، أما إذا تعارضت الحقوق الممنوحة من طرف الفرنسيين مع قيم الشعب الجزائري وأصالته فلا مرحبا بتلك الحقوق ولا بالمؤتمر!

وأشير هنا إلى أن الشيخ ابن باديس ذهب إلى باريس وهو متألم جدا من الظروف التي اضطرت الوفد الجزائري إلى الذهاب إلى أبواب الحكام الفرنسيين من موقع ضعف لاستجداء حقوق الجزائريين، ولكنها كانت -كما قلت سابقا- وسيلة ينبغي عدم التفريط فيها من باب أنه “شر لابد منه”.

ولعل خير من يفسر لنا مغزى هذا المؤتمر وأهدافه هو الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس، نفسه، إذ يقول -عليه رحمة الله- عن مغزى المؤتمر:” أيها الشعب، إنك بعملك العظيم الشريف برهنت على أنك شعبٌ متعشق للحرية، وهائمٌ بها، تلك الحرية التي ما فارقت قلوبنا منذ كنا نحن الحاملين للوائها، وستعرف في المستقبل كيف نعمل لها، وكيف نحيا ونموت لأجلها واعلم أن عملك هذا على جلالته ما هو إلا خطوة ووثبةٌ، ووراءَهُ خطواتٌ ووثبات، وبعدها إما الحياة وإما الممات”.

مؤامرة شيطانية

وإن الآية البينة الدالة على خطورة المؤتمر على الوجود الفرنسي، في الجزائر أن عمدت الإدارة الاستعمارية إلى مكيدة شيطانية، تجسّمت في إقدامها على اغتيال الإمام البريء المرحوم الشيخ محمد كحول، إمام الجامع الكبير في العاصمة. وهو من علماء الدين الرسميين المعروفين بمعارضتهم للحركة الإصلاحية، مركزة اتهامها، في هذه الجريمة، على الإمام المصلح المرحوم الشيخ الطيب العقبي القلب النابض للحركة الإصلاحية بالعاصمة، واتهام العضو المؤيد لجمعية العلماء المحسن المشهور المرحوم الحاج عباس تركي والزج بهما في غيابات السجن”.

وقد بلغ الشيخ عبد الحميد بن باديس ذروة اليأس والسخط على فرنسا وسياستها الاستعمارية الظالمة المجرمة، في النشيد الخالد الذي كتبه ليلة المولد من سنة 1937بعنوان:”شعب الجزائر مسلم” وهو دعوة صريحة إلى الشعب الجزائري للعمل على التحرر من أغلال الاحتلال الفرنسي البغيض.

ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 11:26 م]ـ

الشيخ شيبان يشرح أسباب انسحاب العقبي من جمعية العلماء

هل تشرحون للقراء الأسباب التي كانت وراء انسحاب الشيخ الطيب العقبي – عليه رحمة الله – من قيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؟

ج: الشيخ شيبان: الشيخ الطيب العقبي هو من العلماء الكبار الذين يستحقون الإشادة بعلمهم ومكانتهم وفصاحتهم، وقد كان له تأثير مباشر في الجزائر عامة وفي سكان العاصمة بصفة خاصة.

وإدراكا من الاستعمار الفرنسي الخبيث للمكانة المرموقة للشيخ الطيب العقبي من الناحية العلمية والنضالية، دبر له مكيدة اغتيال المفتي كحول. وقد وقع الاختيار على المفتي كحول لأنه كان من أبرز المناهضين لجمعية العلماء، حيث أرسل برقية إلى الإدارة الفرنسية يطالبها فيها بعدم تسليم الأوقاف إلى المسلمين (كما كانت تطالب بذلك الجمعية) وإبقائها تحت السيطرة الفرنسية.

كانت الغاية من اتهام الشيخ الطيب العقبي في قضية اغتيال المفتي كحول هي إفشال المؤتمر الإسلامي سنة 1936 والذي وحد الأمة الجزائرية وطلائعها الاجتماعية والفكرية والسياسية بزعامة الإمام عبد الحميد بن باديس.

ونظرا لأهمية الشيخ الطيب العقبي في الحركة الإصلاحية وفي قيادة الجمعية تخلى الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس عن كل مشاغله في قسنطينة وحضر إلى العاصمة لمتابعة محاكمة الشيخ العقبي.

ولكن هذه المكيدة الاستعمارية وما نتج عنها من محنة أصابت معنويات الشيخ الطيب العقبي سببت له شيئا من الضعف، فعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في سنة 1939، طلب الشيخ العقبي من قيادة الجمعية أن تبعث برقية باسم جمعية العلماء تعبر عن تأييدها لفرنسا ضد أعدائها الألمان. ولكن امتنع كل العلماء وعلى رأسهم الإمام ابن باديس عن تأييد فرنسا، فقال الشيخ العقبي موجها خطابه لابن باديس: أنت ليس لك أبناء، أما أنا فإني مسؤول عن ثمانية أولاد!

فرد الإمام ابن باديس قائلا: أنا عندي 8 ملايين ابن (يقصد كل أفراد الشعب الجزائري آنذاك)! وبعد هذه الحادثة انفصل الشيخ الطيب العقبي عن بقية إخوانه في قيادة الجمعية وأعاد بعث جريدته "الإصلاح" للتدليل على أنه غادر قيادة جمعية العلماء ولكنه لم يتخل عن نشاطه الإصلاحي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير