تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذا المؤلف المجهول لكتاب "حدود العالم" الذي ألّف كتابه بالفارسية في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، فإنه قد خصّص فصلاً في وسط الكتاب لديار العرب ويقول عن مكة: (مكة مدينة كبيرة وعامرة ونفوسها كبيرة وعلى سفح الجبل وتحوطها الجبال والكعبة وهي من أشرف المدن لأنّ بها مولد النبي عليه الصلاة والسلام) ["حدود العالم"، تحقيق، منوجهر ستوده، طهران، 1340، ص165].

وكذلك مؤلف كتاب "مجمل التواريخ والقصص" الذي ألّفه حوالي سنة 520 هـ بعد أن عدّ جزيرة العرب من الإقليم الثاني بعد مشاركة الأقاليم السبعة، بدأ البحث عن مكة، وقال: (كانت مكة أول بناء في العالم، وهي من أعظم المدن وأعلاها رتبة، ولا يكون فيها الطاعون، وأكثر العجائب في الإسلام في البيت المقدس). ["مجمل التواريخ والقصص"، تصحيح سيف الدين نجم آبادي، زيغفريد وبر، آلمان، 2000م، ص371 - 374].

أبو سعد الخركوشي ومدينتا مكة والمدينة في القرن الخامس

لأبي سعد الخركوشي المتوفَّى سنة 206 ه كتاب شرف النبي أو شرف المصطفى والمنسوب إلى محلة خركوش بمدينة نيشابور كان من العلماء الكبار لأهل السنّة بخراسان في القرن الرابع، وهذا الكتاب باللغة العربية وقد طبع في الآونة الأخيرة مع تعليقات كثيرة في ستة مجلدات. [للوقوف على ترجمته انظر: يادكار طاهر، مجموعة مقالات الدكتور أحمد طاهري عراقي، طهران، مركز النشر الجامعي، 1423، ص30 - 57].

هذا الكتاب ترجمه إلى الفارسية نجم الدين محمود الراوندي في القرن السادس الهجري. وهذا الكتاب على الرغم من أنه كتاب سيرة نبوية ومؤلف على طريقة كتب دلائل النبوة، ولكن فيه شرحًا دقيقًا عن مكة والمسجد الحرام والكعبة وأماكن مقدسة أخرى. وقد طبع هذا الكتاب " مع تصحيحات مؤخرًا تحت عنوان "مناحل الشفا ومناهل الصفا بتحقيق كتاب شرف المصطفى وتعليقات وافرة للسيد أبي عاصم نبيل هاشم الغمري آل باعلوي، في ستة مجلدات نشرتها دار البشائر عام 1424هـ، وما يتعلق بمكة والمدينة يقع في المجلد الثاني، ص199 - 483.

والترجمة الفارسية القديمة لهذا الكتاب ذكر فيها ما يتعلق بمكة والمدينة من باب إلى مسجد قبا) ص369 - 477 35 (ذِكْر فضيلة مكة) ص369 إلى باب 50 (وصول النبي) مع حذف العناوين الفرعية.

ولكن مع الأسف لا المصحح الفارسيّ كان بحوزته النسخة العربية، ولا المصحح العربيّ التفت إلى النسخة الفارسية، حتى يشيرا إلى التفاوت بين النصين.

وبغضّ النظر عن الأحاديث الواردة في هذا الباب، هنالك توضيحات تاريخية وجغرافية ملفتة للنظر حول الحرمين، حيث إنّ كثيرًا منها مواضيع مهمّة ودقيقة حول الأماكن المقدّسة، وفي الأغلب هو تلخيص أو نفس مطالب كتاب "أخبار مكة" لأبي الوليد الأزرقي. يقول في ذيل الإشارة إلى مقام إبراهيم:

(قال أبو سعد عبد الملك بن محمد، صاحب الكتاب، أعانه الله على طباعته: سألت الزمازمة حتى أتوا إليّ بماء زمزم، ثم سألت بني شيبة أن يكشفوا لي عن المقام، فكشفوا في البيت، وسكبوا الماء موضع مغموسًا فيه،، ثم شربت تبرّكًا بذلك، ورأيت أثر قدمَي إبراهيم وأصابع إحدى رجليه عند عقب الأخرى. وكان في ذلك الوقت المقام في البيت، وهذا دأبهم في الموسم، يخفون المقام في مصعد السطح في البيت، وذلك أنه حمل المقام مرة، فلما ردّ الله تعالى عليهم ذلك احتاطوا في ذلك الحفظ ["شرف المصطفى ج2، ص243 - 244]

واحتمال كون المؤلف اشتبه بين المقام والحجر الأسود وارد، حيث يبدو أنّ مقصوده الإشارة إلى الحادثة التي حصلت للحجر الأسود بواسطة القرامطة.

ناصر خسرو والحجاز

ومن الآثار الغنية بالمعلومات حول الحج والحجاز، خاصة الحرمين الشريفين، رحلة ناصر خسرو القبادياني، العالم الإيراني الكبير في القرن الخامس، الذي سافر إلى الحج في جمادى الثانية من سنة 437 (مارس 1046) وأدّى الأعمال في سنة 438، ثم سافر ثلاث سفرات أخرى إلى مكة في أعوام 439 و440 و442. ففي السفرات الثلاث الأول كان يأتي عن طريق البحر الأحمر إلى مرفأ الجار، ثم يذهب من هناك إلى المدينة، ومن ثم إلى مكة. وفي السفر الرابع أتى عن طريق النيل إلى أسوان ومن هناك إلى البحر الأحمر، ومن ثم ذهب إلى مكة عن طريق جدة. ["تاريخ الأدب الجغرافي عند العرب"، ص285]. وفي سفره هذا ذهب إلى الطائف والأحساء، فشاهد سيطرة القرامطة على البلاد، ثم ذهب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير