تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي ذيل عنوان القبيلة وأنها محلة بين المدينة وينبع، يبدأ بتعداد الوديان في تلك الناحية، ومنها تيتد، ويقول الزمخشري هناك: وتيتد وهو ا لمعروف بأُذِينة، وفيه عرص فيه النخل من صداق رسول الله عليها. [المصدر السابق، ص124].

حافظ أبرو وديار العرب

شهاب الدين عبد الله الخوافي المشهور بحافظ أبرو (ت833هـ) من أبرز المتخصصين بعلم الجغرافيا في العالم الإسلامي، وهو منسوب إلى مدينة خواف في خراسان. وهذا العالم الذي له آثار متعددة منها مصنّف كبير في الجغرافيا باللغة الفارسية، وقد نشر مؤخرًا في ثلاثة مجلدات في طهران.

وقد قدّم في شرحه لجغرافيا العالم أوّلاً توضيحات علمية حول أنواع التقسيمات الموجودة لدى خبراء الجغرافيا، ثم يعطي شرحًا عن البحار والجبال، ويذكر ضمن الجبال بعض جبال مكة. يقول مثلاً عن ذيل جبل حراء: جبل بمكة على جانب أيضًا. الشمال الغربي. وهذا الجبل معروف، ويدعى جبل محمد ويقول عن جبل ثبير: جبل يمكن رؤيته من منى ومزدلفة، وهو قريب من الطريق الذي يذهب إلى خراسان.

ويقول حول جبل أبي قبيس: جبل على شرقي الكعبة، ويقع الصفا عليه. [جغرافياي حافظ أبرو، تصحيح صادق سجادي، طهران، ميراث مكتوب، 1418، ج1، ص183].

وعندما يبدأ البحث عن المناطق الجغرافية للعالم يأتي ببحث ديار العرب أوّلاً، ويقول في توجيه ذلك:

وابتدأنا بديار العرب، فإنّ القِبْلة هناك وهي أُمّ القرى ولا يشاركهم فيها غيرهم، وفي أرض العرب لا بحر ولا نهر كي تعمل عليه السفينة ... وأرض العرب تشبه الجزيرة، وأنّ أكثر ما يحوطها هو البحر ... وفي أرض العرب تعيش في كل ناحية قبيلة. ويقطن نواحي مكة من الجانب الشرقيّ بنو هلال وبنو سعد وبنو هذيل. ومن الجانب الغربي قبائل مضر، وفي مركز مكة والمدينة بنو بكر بن وائل. وبعض هذه القبائل في حدود الطائف. ويقطن في بادية البصرة إلى البحرين واليمامة بنو تميم ... وأكثر أرض العرب شرقها الخليج الفارسي وغربها خليج القلزم. وجنوبها البحر حيث تفرّع منها تلك الخليجات. [جغرافياي حافظ أبرو، ج1، ص199 - 201].

ثم يبدأ بوصف مكة المكرّمة فيقول: ومكة من الإقليم الثاني ... صاحب مكة من الشرفاء، ويكتبون لقبه السلطان، وتحاصرها الجبال من أطراف ثلاثة ومفتوح من طرف واحد، جوّها في غاية الحرارة في الصيف، وأقرب الجبال المرتفعة إليها بوقبيس، وهو جبل كالقبة في الناحية الشرقية من مكة، وعلى رأس جبل بوقبيس ميل ... وبنيت في مكة مبانٍ جيّدة كثيرة، ولكن أكثرها خربت ... وقد جعل المسجد الحرام في مركز مكة، وتقع الكعبة في مركز المسجد الحرام، وجميع المساكن والأسواق تقع حول المسجد. [المصدر السابق، ص201 - 302].

ثم يتحدّث عن وصف المسجد الحرام ويعطي أوصافًا دقيقة لأجزاء مختلفة من أحجامها وقياساتها، ومن المحتمل أنه استعان في ذلك بمصنّفات أخرى في هذا المضمار. [المصدر السابق، ص203 - 204]. وتحدّث في الفصل الذي يليه عن ذِكْر مناسك الحج (ص204 - 207)، ثم تحدّث عن صفة داخل الكعبة (ص207 - 210)، وكتب في هذا الموضع أنه رسم خريطة لمكة (ص211)، ولكن مع الأسف كما نبّه على ذلك المصحح لا يوجد في المخطوطة أثر من ذلك.

وبحثه اللاحق حول المدينة المنوّرة (ص211 - 212)، وكان قد رسم لها خريطة وهي أيضًا معدومة. ومن كلامه حول المدينة: والمدينة بالنسبة إلى مكة طقسها لطيف، وحاكمها من الشرفاء، ويقال له السلطان. [المصدر السابق، ص212].

ثم يتحدّث عن اليمامة والجار وجدة والطائف والحِجر وتبوك، ويعطي شرحًا قصيرًا لكثير من الأماكن المعروفة في ديار العرب (ص212 - 229) وهذه النقاط عبارة عن: بطن مر، الجحفة، الجبلة، الخيبر، ينبع، عرض، عشيرة، جبل رضوى، فرع، مدينة الجندل، ودّان، تيما، تهامة، زبيد، صنعا، صعدة، ظفار، شبام، عدن، نجران، حضرموت، عمان، اليمن، البحرين.

وفي الختام، خصص فصلاً تحت عنوان ذكر مسافات ديار العرب، وتطرّق فيها إلى الفواصل بين المناطق والمدن، خاصة طرق الحج (ص231 - 233).

وإذا ما اقتربنا إلى الزمان الحاضر، نجد هناك مصادر جديدة في أدب الرحالة الإيراني لها أهمية قصوى في معرفة ديار العرب وخاصة الحجاز وطرق الحج.

وفي الواقع، العصر الذهبي في هذا المضمار هو القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين حيث صنّف الحجاج الإيرانيون أكثر من مئة رحلة الحج. وكثير منها تحتوي على معلومات جغرافية قيّمة حول الحرمين الشريفين وكثير من الأمور الأخرى حول القرى والبلدان الواقعة في طريق الحج.

وفي هذا المجال لابد أن نشير، على سبيل المثال، إلى رسالة الوجيزة في تعريف المدينة لميرزا محمد المهندس التي كتبها في سنة 1292هـ. [تصحيح مؤلف هذه السطور المطبوعة ضمن كتاب "بسوي أمّ القرى"، طهران، نشر مشعر، 1373هـ].

**************************************** ** العرب: المقدسي، أبوعبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء الشامي المقدسي (توفي سنة 380هـ/990م، إذن هو شامي من فلسطين وليس من المغرب الإسلامي.

... العرب: كان البلدانيون العرب يطلقون على مناطق كرمان شاه وهمذان وكردستان وكرج رذراور إقليم الجبال، ثم بطل استعمال هذا الاسم، وصار في أيام السلاجقة في القرن (6هـ/12م) يعرف غلطًا بعراق العجم، والسبب -فيما يظهر- أنه عندما جعل السلاجقة مقر حكمهم في همذان وحصل السلطان السلجوقي من الخليفة العباسي على لقب "سلطان العراقيين" أطلقوا على منطقتهم عراق العجم تمييزًا لها عن عراق العرب.

************************

دكتور: رسول جعفريان * قم، إيران.

مجلة العرب

سنة 1427 - عدد محرم وصفر –

بواسطة موقع: حمد الجاسر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير