قال السخاوي: " .... الإخفاء حالة بين الإدغام والإظهار ويكون تارة إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب على حسب بعد الحرف من النون والتنوين وقربه منه .... ثم عد السخاوي مراتب الإخفاء خمس مراتب:
المرتبة الأولي: الإدغام اقرب (الطاء – الزاي – الصاد – السين – التاء –
الدال)
المرتبة الثانية: أظهر من ذلك قليلا (الظاء – الثاء)
المرتبة الثالثة: أظهر من ذلك قليلا (الضاد – الذال)
المرتبة الرابع: أظهر من ذلك قليلا (الجيم – الشين)
المرتبة الخامسة: أظهر من جميع ذلك (القاف – الكاف – الفاء)
ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض.أ. هـ فتح الوصيد للسخاوى
مراتب الإخفاء عند كثير من أهل العلم
كلما قرب من حروف الإخفاء كان الإخفاء أزيد مما بعد عنه يعني
1 – اعلي عند الطاء والدال والتاء يعني قريبا من الإدغام
2 – ادني عند القاف والكاف يعني قريبا من الإظهار
3 ــ وسط عند باقي الحروف
وعدها ابن الجزري ثلاث مراتب، والشاهد أن الغنة تأثرت ببعد المخرج وقربه ألا تتأثر بتفخيم الحرف وترقيقه؟!! انظر " القول المبين" للشيخ سامح سالم ـ حفظه الله ـ
قال د/ حميتو:"
وإخفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف ليس على حد السواء، بل يختلف على قدر القرب والبعد منها، فإخفاؤهما عند الجيم والشين أقوى منه عند القاف والكاف،
قال الداني:
"إن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن، فصارا لا مدغمين ولا مظهرين، إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه" ().
وقد نبه غير واحد من علماء القراءة والتجويد على وجوب التفريق بين حالتي إظهار النون والتنوين وإخفائهما وبنوا أن حالة الإخفاء تذهب النون معها من اللفظ وتبقى غنتها ظاهرة من الخياشيم، قال مكي:
"والعلة في إخفاء النون الساكنة والتنوين عندما ذكرنا: إن النون قد صار لها مخرجان مخرج لها ومخرج لغنتها، فاتسعت في المخرج، فأحاطت عند اتساعها بحروف الفم فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها.
وقال سيبويه بعد أن ذكر ما تدغم فيه النون: "وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيا مخرجه من الخياشيم، وذلك أنها من حروف الفم، وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف، فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرج من غير الفم- يعني من الخياشيم- كان أخف عليهم أن لا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة، وكان العلم بها أنها نون من ذلك الموضع كالعلم بها وهي من الفم، لأنه ليس حرف يخرج من ذلك الموضع غيرها فاختاروا الخفة إذ لم يكن لبس"
قال مكي:
"هذه علة سيبويه في إخفاء النون الساكنة عند حروف الفم فأفهمها قال:
وتبين أن النون الخفية هي الغنة، والنون المدغمة والمظهرة هي غير الغنة، والغنة تابعة لها، فإذا قلت "عنك" و"منك" فمخرج هذه النون من الخياشيم لا غير، لأنها غير مخفاة والغنة ظاهرة.
وإذا قلت "منه" و"عنه" فمخرج هذه النون من طرف اللسان، ومعها غنة تخرج من الخياشيم، لأنها غير مخفاة والغنة ظاهرة. وإذا قلت "من ربهم" فأدغمت صار مخرج النون من مخرج الراء لا غير، لأنك أبدلت منها في حال الإدغام راء. وكذلك إذا قلت "من لدنه" فأدغمت صار مخرج النون من مخرج اللام، لأنك أبدلت منها في حال الإدغام لاما. وإذا قلت "من يومن" فأدغمت فمخرج النون من مخرج الياء، لأنك أبدلت منها في حال الإدغام ياء غير أنك تبقي الغنة التي في النون من مخرجها على ما كانت عليه قبل الإدغام، وكذلك التنوين مثل النون في كل ما ذكرنا، وعلى هذا فقس كل ما جاءك من هذا النوع " ا. هـ" ().
والخلاف في ذلك الظاهر فيه أنه لفظي، والحق أن الأمر بخلاف ذلك، فالغنة تكون قريبة من الإظهار عند القاف والكاف وقريبة من الإدغام عند الطاء والدال والتاء ووسطي عند باقي أحرف الإخفاء وتختلف في السمع، قال السمنودي في منظومته لآلئ البيان:
.................................................. .. أَخْفِيَنْهُمَا
وَقَارَبَ الإظْهَارَ عِنْدَ أَوَّلَيْ """ (كَمْ قَرَّ) وَالإدْغَامَ (دَوْمًا تِلْوُ طَيْ)
¥