ولذا سوف أستخدم لفظة "الترقيق" وأقصد ما اصطلح عليه أهل هذا الفن: أقل مراتب التفخيم. أو التفخيم النسبي وسُميت بذلك كما ذكر الشيخ المرصفي سبب التسمية قائلا: وليس المراد من الأمر بالترقيق في قوله: "رقق" الترقيق الحقيقي الآتي بعدُ في حروف الاستفال. إنما هو تفخيم بالنسبة لحروف الاستفال، وسماه أئمتنا التفخيم النسبي، وإليه أميل لأن حروف الاستعلاء لا ترقق مطلقاً. وإن كان التفخيم في تلك الحروف الثلاثة أعني (القاف والغين والخاء) في أدنى منزلة كما مر فهي مفخمة على كل حال بالنسبة للحروف المستفلة المرققه الآتية بعد .... )) ا. هـ
يتبع بإذن الله
ـ[عمر فولي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 02:12 ص]ـ
الاستعلاء:
معناه لغة: الارتفاع والعلو
واصطلاحا: ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلي الحنك الأعلي.
وحروفه: خص ضغط قظ
قال المرعشي: إن المعتبر في الاستعلاء استعلاء أقصي اللسان سواء استعلي معه بقية اللسان أو لا.
وحروف وسط اللسان وهي الجيم والشين والياء لا يستعلي بها إلا وسط اللسان.
والكاف لا يستعلي بها إلا ما بين أقصي اللسان ووسطه، فلم تعدّ هذه الأربع من المستعلية وإن وجد فيها استعلاء اللسان في هذه الأربع ليس مثل استعلائه بالحرف المستعلي.) انظر نهاية القول المفيد ص75
مراتب التفخيم:
وقد ذكر العلماء مراتب التفخيم وقسموه لمذهبين:
1. المذهب الأول جعل مراتب تفخيم حروف الاستعلاء ثلاثة مراتب وهي:-
المرتبة الأولى: إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا، أو ساكنا وما قبله مفتوح
- المرتبة الثانية: إذا كان حرف الاستعلاء مضموما، أو ساكنا وما قبله مضموم
- المرتبة الثالثة: إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا، أو ساكنا وما قبله مكسور
2. والمذهب الثاني جعل هذه المراتب خمسة وهي:-
المرتبة الأولى: إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا وبعده ألف
- المرتبة الثانية: إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا و ليس بعده ألف
- المرتبة الثالثة: إذا كان حرف الاستعلاء مضموما
- المرتبة الرابعة: إذا كان حرف الاستعلاء ساكنا
- المرتبة الخامسة: إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا
وذكر الشيخ محمد يحيي شريف الجزائري ـ حفظه الله ـ مراتب التفخيم بتفصيل أكثر حيث قال:
مذاهب العلماء في مراتب التفخيم:
المذهب الأوّل: ثلاثة مراتب: المفتوح ثمّ المضموم ثمّ المكسور. والساكن يتبع ما قبله فإن كان بعد فتح فمرتبته مع المفتوح وإن كان بعد ضمّ فمرتبته مع المضموم وإن كان بعد كسر فمرتبته مع المكسور. وهو مذهب المتولّي حيث قال:
ثُمَّ المفخّماتُ عنهم آتِيَهْ ....... على مراتبٍ ثلاثٍ وَهِيَهْ
مفتوحُهَا، مضمومُها مكسورُها ....... وتابِعٌ ما قَبْلَهُ ساكِنُهَا
فَمَا أتَى من قَبْلِهِ من حَرَكَهْ ........ فافرِضْهُ مُشْكَلاً بتلك الحركهْ
******
- المذهب الثاني: خمسة مراتب وهي: المفتوح الذي بعده ألف نحو {طال} ثمّ الفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ المكسور أمّا الساكن فحكمه مثل المذهب الأوّل أي تابع لما قبله. وهذا فيه نظر لأنّه إن كان تابع لما قبله فلا يكون مرتبة مستقلّة فيكون عدد المراتب أربعة كالمذهب الأوّل مع زيادة المفتوح الذي بعده ألف. وهو مذهب أخذ به الكثير من المعاصرين كالعلامة المرصفي في هداية القارئ والشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى في الفوائد التجويدية وغيرهم. وهو مذهب العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حيث قال:
أعلاهُ فيه كطائفٌ فصَلّى .... فَقُرْبَةٌ فَلاَ تُزِغْ فظِلاَّ
والمتولّي في السكونِ فَصَّلاَ .... فمثلُ مفتوحٍ ومضمومٍ تَلاَ
ثمّ سكوناً بعدَ كَسْرٍ جَعَلاَ ..................................
**********
المذهب الثالث: خمسة مراتب كالمذهب الثاني إلاّ أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قلبه وهي المرتبة الرابعة مابين المضموم والمكسور وهذا المذهب هو المأخوذ به عند مشايخ الشام وهو مذهب محمود بن سيبويه البدوي في كتابه الوجيز والدكتور يحيي الغوثاني في كتابه علم التجويد وإليه أشار العلامة المتولّي:
وقيل بل مفتوحها مع الألفْ ....... وبعدهُ المفتوحُ من دون الألِفْ
مضمومها، ساكِنُهاَ مكسورُها ....... فهذهِ خَمْسٌ أتاكَ ذِكْرُهَا
¥