تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:17 ص]ـ

وفيك بارك يا شيخ ...

اللهم علمنا ما يرضيك، وبلغنا ما يرضيك ...

ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 08:49 م]ـ

أخانا الفاضل فيصل المنصور:

زادكم الله من فضله وعلمه

ولكن اسمح لي ببعض عتاب:

وذلك في إشارتك إلى تعليل ابن عاشور رحمه الله لتعريف [السفينة] بقولك [زعم]

وكذا للسامرائي أطال الله بقاءه وأدام نفعه،

فالأولى حين نذكر ابن عاشور أن نعطي الرجل حقه من التقدير، وكذا السامرائي.

واسمح لي أن ألقي بدلوي:

إن تعليلك الأول لتعريف [السفينة] لم يخرج عن تعليل ابن عاشور رحمه الله،

فقد فسرتَ قول ابن عاشور عن [ال] في [السفينة] بأنها للعهد الذهني، بل إنك أكدته،

فإن الرأي الأول الذي ذكرته، إنما هو بيان للعهد الذهني،

وهذا كلامك [أن يقال: إنَّ في قوله تعالى قبلُ: وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا * فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرَبًا [آية 60، 61] ما يُشبِه الذكر للسفينةِ؛ ذلكَ أنَّه ذكرَ أن موسى بلغَ البحرَ. وهذا يجعلُ السامعَ كالمنتظرِ لذكر ما يحملُهم في البحرِ؛ وهو السفينةُ؛ فعلى هذا يكون مرجِعُ «أل» مفهومًا من ذِكْر غيرِهِ؛ فلذلك عرَّفَها]

و" [ال] التي للعهد الذهني أحد أنواع [ال] العهدية والتي تأتي على ثلاث أحوال:

الأول: العهد الذكري من مثل قول الله تعالى: {فأرسلنا إلى فرعون رسولا، فعصى فرعون الرسولا}

الثاني: العهد الحضوري وهي ما يكون مصحوبها حاضرا كقولك: جئت اليوم، أي اليوم الحاضر.

الثالث: العهد الذهني، وهي ما يكون مصحوبها معهودا ذهنا فينصرف الفكر إليه." [الغلايني ج1، ص150]

وإني أميل إلى قول ابن عاشور رحمه الله، وأرى أن [ال] في [السفينة] عهدية،

وقد شملت الأحوال الثلاثة السابقة:

[العهد الذكري] بما ذُكِرَ من البحر،

و [العهد الحضوري] من جوار للبحر ومافيه من سفن،

و [العهد الذهني] بما يُتَوَقَّعُ من المجاورة للبحر.

وجزاكم الله خيرا

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:29 ص]ـ

أخي الحبيب / محمدًا الجبالي

أشكر لك ما تفضلتَ به.

ذكرتَ أني فسَّرتُ قولَ ابن عاشور عن [ال] في [السفينة] بأنها للعهد الذهني، وأني أكدتُّه.

وهذا لم يقع قطُّ. ولو راجعتَ كلامي، لتبيَّن لك.

فإن كان يريدُ بلام (السفينة) العهدَ الذهنيَّ كما قال في موضعها، فإما أن يَّكون قصدُه بالعهدِ الذهنيِّ أن يكونَ بين المتكلِّم والمخاطَب عهدٌ فيه؛ فيكونُ الشيخُ لم يبيِّن في لامِ السفينة كيفَ هذا العهدُ أوَّلاً، ويكونُ هذا المعنى ثانيًا غيرَ صالحٍ إجراؤُه في آية يوسفَ، لأنه لا يمكِن أن تحمَل على العهْد، ويكون قد ناقضَ كلامَه ثالثًا، لأنَّ لامَ الجنس أو الحقيقة غير لامِ العهدِ. وإن كان قصدُه بالعهد الذهنيِّ أن يكونَ المتكلِّم يريدُ بهِ فردًا مبهمًا من أفراد الحقيقة من حيث عهدُه إيَّاه في ذهنِه، فهذا أوَّلاً معنًى لا يصِحّ، لأنَّه حين إذٍ ليس معرفةً حقيقةً، ولا مجازًا، وثانيًا لو قدَّرنا أنَّه معرفةٌ في ذهنِ المتكلِّم، فليس بمعرفةٍ عند المخاطبِ؛ والتعريفُ إنما هو للمخاطبِ، لا للمتكلِّم، كما أنك لا تأتي إلى رجلٍ خالي الذهن، وتقول له: اشتريتُ الكتاب، وقرأتُه، إذا كان لا يدري أيُّ كتابٍ هذا الكتاب. ولا ينفعُك أن يكون معروفًا عندكَ إذا كانَ مجهولاً عندَه. ومثل هذا الضميرُ؛ فإنَّك لا تقول لخالي الذهنِ أيضًا: (جاء إليَّ، فأكرمته) إذا كان لا يعرفُ هذا الذي أضمرتَ عنه. وثالثًا يكون ناقض كلامَه السابقَ؛ إذ جعلَ لام (الذئب) للجنس؛ والجنسُ كما ذكرتُ غيرُ العهدِ. ويكون رابعًا غيرَ مزيلٍ للإشكالِ، ولا كاشفٍ عن وجه البلاغةِ؛ إذ لِمَ لمْ يُعرَّف (الغلام) أيضًا، و (القرية) بهذا القصد؟

وإن كان يريدُ بلام (السفينة) الجنسَ، فهو أولاً لم يبيِّن وجه البلاغة فيهِ، ولا علةَ التفرقة بينه وبين (الغلام)، و (القرية)، وسمَّاه بغير اسمِه ثانيًا، ولا يصِحُّ ثالثًا أن يسمَّى تعريفًا للجنس، لأنَّ المعرَّف إنما هو فرْد من أفرادِه.

أمَّا قولك:

إنَّ تعليلي لتعريف [السفينة] لم يخرج عن تعليل ابن عاشور رحمه الله. فليس بصوابٍ. ولو راجعتَ أيضًا ما ذكرتُ، لتبيَّن لك.

على أن ليس العملُ على تعيين نوع التعريفِ؛ فإن المرء يوشِك أن يصيبَها بالتخرُّصِ، أو المصادفةِ؛ إذ هي أنواعٌ معدودةٌ، وليست ألفَ نوعٍ. وإنما العملُ على تحقيقِ النوعِ، والإبانة عنه، والاعتلال له،، وموافقته للقياسِ، وردِّه للأصولِ، مع السَّلامة من التناقضِ.

ولم أرد بقولي:

أن يقال: إنَّ في قوله تعالى قبلُ: وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا * فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرَبًا [آية 60، 61] ما يُشبِه الذكر للسفينةِ؛ ذلكَ أنَّه ذكرَ أن موسى بلغَ البحرَ. وهذا يجعلُ السامعَ كالمنتظرِ لذكر ما يحملُهم في البحرِ؛ وهو السفينةُ؛ فعلى هذا يكون مرجِعُ «أل» مفهومًا من ذِكْر غيرِهِ؛ فلذلك عرَّفَها.

العهدَ الذهنيَّ كما قلتَ؛ وإنما أردتُّ العهدَ الذكريَّ.

- وددتُّ أخي الكريمَ لو قرأت كلامي جيِّدًا قبلَ الردِّ؛ فإن جميعَ ما أوردتَّ مفصَّلٌ فيه.

- ملحوظة:

(زعمَ) ليسَ فيها معنى سوءٍ في كلامِ المتقدِّمين من العربِ، وممَّن بعدَهم من أهلِ العلمِ. وسيبويه كثيرًا ما يقول: (وزعمَ الخليلُ)؛ وإنما معناها عندهم (رأى). ولم أرِد إلا ما أرادوا.

وجزاك الله خيرًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير