ثَالِثًا: إِنَّ بَعْضَ الْمَسَائِلِ كَانَتْ تَحْتَاجُ لِمَزِيدِ بَيَانٍ حَتَّى يَتَضِحَ مُرَادُهُ وَلَا يَلْتَبِسَ بِغَيْرِهِ
كَمَا جَاءَ ذَلِك فِي الْبَيْتَيْنِ: (84)، وَ (85)
.................................. ******* ................. إِنَّ مَا:
الَانْعَامَ، وَالْمَفْتُوحَ: يَدْعُونَ مَعَا ****** وَخُلْفُ الَانْفَالِ، وَنَحْلٍ وَقَعَا
حَيْثُ جَاءَتْ (إِنَّمَا) فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعٍ، كُلُّهَا مَوْصُولَةٌ إِلَّا مَوْضِعًا وَاحِدًا، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ} (الأنعام: 134). فَكَانَ عَلَى النَّاظِمِ أَنْ يُقَيِّدَهَا بِهِ لِيُخْرِجَ مَا عَدَاهُ انظر «الْمُقْنِعُ» (53)، وَ «عَقِيلَةُ أَتْرَابِ الْقَصَائِدِ» بَيْت: (249)، وَتَحْقِيقُ الْمُقَدِّمَةِ لِلشَّيْخِ أَيْمَنِ سُوَيْدٍ.
وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ (أَنَّمَا)، جَاءَتْ فِي الْأَنْفَالِ فِي مَوْضِعَيْنِ آية (28) , (41)، وَالْمَوْضِعُ الْمَقْصُودُ مِنْهُمَا هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ} (الأنفال: 41) مِنْ (أَنَّمَا) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَالْمَوْضِعُ الْمَقْصُودُ مِنْ سُورَةِ النَّحْلِ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ} (النحل: 95) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مِنْ (إِنَّمَا)، فَذِكْرُ النَّاظِمِ لَهُمَا مَعًا مُلَبِّسٌ، وَمُوهِمٌ بِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَكَذَلِكَ أَبْهَمَ بِكَلِمَةِ (إِنَّمَا) لِأَنَّ (إِنَّمَا) جَاءَتْ فِي النَّحْلِ فِي تِسْعَةِ مَوَاضِعٍ غَيْر الْمَوْضِعِ الْمُرَادِ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا كَمَا جَاءَ فِي الْبَيْتِ (96) ( ... عِمْرَانَ لَعْنَتَ: بِهَا، وَالنُّورِ)
فَعِبَارَةُ النَّاظِمِ قَاصِرَةٌ عَنِ الْمُرَادِ بِمَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، حَيْثُ أَطْلَقَهَا وَلَمْ يُقَيِّدْ بِمَا يُفْهَمُ مَا الْمَقْصُودُ مِنْهَا حَيْثُ وَرَدَتْ كَلِمَةُ: (لَعْنَتْ) فِي مَوْضِعَيْنِ فِي آلِ عِمْرَانَ
وَالْمَبْسُوطَةُ مِنْهُمَا هِيَ الْأَوْلَى، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عمران:61)، فَلَيْسَ الْمُرَادُ عُمُومَ مَا فِيهَا.
انظر «عَقِيلَةُ أَتْرَابِ الْقَصَائِدِ» بَيْت: (270)، وَ «السَّلْسَبِيلُ الشَّافِي» بَيْت: (238)، وَتَحْقِيقُ الْمُقَدِّمَةِ لِلشَّيْخِ أَيْمَنِ سُوَيْدٍ.
ثَانِيًا: مَنْظُومَةُ تُحْفَةِ الْأَطْفَالِ:
أُكَرِّرُ وَأَقُولُ كَمَا أَسْلَفْتُ: لَيْسَ مَعْنَى أَنَّ الْمَنْظُومَةَ عَلَيْهَا مُلَاحَظَاتٍ أَوْ مُؤَاخَذَاتٍ أَنَّي أُقَلِّلُ مِنْ شَأْنِهَا أَوْ مِنْ شَأْنِ مُؤَلِّفِهَا، بَلْ يَكْفِيهِ فَخْرًا أَنَّهُ مَا ذُكِرَتْ كَلِمَةُ تَجْوِيدٍ إِلَّا وَانْصَرَفَتِ الْأَذَهَانُ إِلَى مَنَظُومَتِهِ، وَأُجْمِلُ الْمَآخِذَ فِيمَا يَلِي:
أَوَّلًا: مَا جَاءَ فِي مُقَدِّمَةِ الْمَنْظُومَةِ:
وَذَلِكَ عِنْدَ قَوْلِهِ: ... عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِيِّ (ذِي الْكَمَالِ)، وَقَدْ وَضَّحَ النَّاظِمُ مُرَادَهُ مِنْ الْكَمَالِ فِي كِتَابِهِ: «فَتْحِ الْأَقْفَالِ بِشَرْحِ تُحْفَةِ الْأَطْفَالِ» حَيْثُ قَالَ: « ... نَاقِلًا لَهُ عَنْ شَيْخِنَا الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ الْحَبْرِ الْفَهَّامَةِ سَيِّدِي وَأُسْتَاذِي الشَّيْخِ نُورِ الدِّينِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ حَمَدِ بنِ عُمْرَ نَاجِي بنِ فُنَيْشٍ الْمِيهِيِّ -أَدَامَ اللهُ النَّفْعَ بِعُلُومِهِ- (ذِي الْكَمَالِ): أَيِ التَّمَامِ فِي الذَّاتِ، وَالصِّفَاتِ، وَسَائِرِ الْأَحْوَالِ الظَّاهِرَةِ، وَالْبَاطِنَةِ فِيمَا يَرْجِعُ لِلْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ!!! فَوَصْفُهُ لِشَيْخِهِ بِذِي الْكَمَالِ فِيهِ مِنَ الْغُلُوِ وَالْإِطْرَاءِ الَّذِي نَهَى عَنْهُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (1)
ثَانِيًا: مَا جَاءَ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ، وَالتَّنْوِينِ:
¥