فتأمل أثر التدبر في وجل الصحابة، وتأمل بركة تسليمهم لأمر الله!
تدبر آخر البقرة (3)
قال الزجاج: لما ذكر الله في سورة البقرة أحكاما كثيرة، وقصصا، ختمها بقوله: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} تعظيما لنبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه، وتأكيدا لجميع ذلك المذكور من قبل، وأنهم آمنوا بأخباره وعملوا بأحكامه.
دبر آخر البقرة (4)
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} ثم قال: {وقالوا سمعنا وأطعنا} دل أن الإيمان الصحيح يقود إلى العمل، فهو ليس مجرد معرفة قلبية، وتصورات ذهنية.
دبر آخر البقرة (5)
{وقالوا سمعنا وأطعنا} هذه الأمة أمة اتباع، فإذا آتاها الله العقل الدال على صدق رسوله وصحة كتابه: فإنها لا تعارض أفراد الأدلة بعقولها، بل هي تسمع لها وتطيع. [ينظر: فتاوى ابن باز]
تدبر آخر البقرة (6)
من ارتباط أول سورة البقرة بآخرها مدح الله تعالى في أولها للمتقين الذي يؤمنون بالغيب، ثم فصل صفتهم في آخرها بأنهم الرسول ومن معه إذ آمنوا بالغيب من مثل أركان الإيمان، وسمعوا وأطاعوا.
وذكر في أولها أنهم بالآخرة هم يوقنون، وفي آخرها قالوا: {وإليك المصير}
تدبر آخر البقرة (7)
قوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} يستدل بها بعضهم على الترخص، مع أنها تدل على العزيمة أيضا، فيقال: إن الله تعالى لم يكلف نفسا فوق وسعها، فمعناه أن كل ما كان في وسعه فهو داخل في التكليف. [ينظر: فتاوى ابن عثيمين]
تدبر آخر البقرة (8)
{لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} فرق بين "الكسب" و"الاكتساب"، فالكسب هو ما حصله الإنسان من عمله المباشر وغيره، فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا، وأما الاكتساب فهو ما باشره فحسب، فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إلا واحدة، وذلك من فضل الله ورحمته. [ينظر: محاسن التأويل]
تدبر آخر البقرة (9)
{واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: (قد فعلت).
وانظر إلى ترتبها: فالعفو طلب إسقاط العقوبة، ثم تدرج منه إلى المغفرة، وهي طلب الستر (وقد تسقط العقوبة ولا يستر الذنب)، ثم تدرج منه إلى الرحمة، وهي كلمة جامعة لأنواع من الخير والإحسان، فالحمد لله الذي لا أعظم من رحمته.
تدبر آخر البقرة (10)
{أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.
يا لها من كلمة تبعث في نفس المؤمن القوة والسعي في الأخذ بالأسباب في دفاع الكفار الذين ما فتئوا يحاربون المسلمين في عقائدهم وأخلاقهم وأموالهم وديارهم، فمهما عظمت جنودهم فالله مولانا ولا مولى لهم!
تدبر آخر البقرة (11)
الإحاطة بمقصود سورة البقرة كنز، وهو مضمن في الكنزين العظيمين في آخرها، فالسورة كلها في (الوحي وموقف الناس منه) وأول الآيتين الأخيرتين: في الأصول الخمسة التي تتابع عليها وحي السماء، وموقف أهل الإيمان منها، وأما آخرهما: فهي في الوحي المحمدي وما خصنا الكريم به. [د, عصام العويد]
تدبر آخر آل عمران (1)
في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام بكى حتى بل لحيته وبل الأرض! وقال: لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها! {إن في خلق السماوات والأرض…} الآيات من آخر آل عمران. [ابن حبان]
تدبر آخر آل عمران (2)
{ويتفكرون في خلق السموات والأرض} (آل عمران:191).
تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع (يتفكرون) التي تدل على الاستمرار، فالتفكر ديدنهم، وليس أمرا عارضا.
قال أبو الدرداء: فكرة ساعة خير من قيام ليلة!
وكلام السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير، فكم هو نصيبنا منها؟
تدبر آخر آل عمران (3)
والله لن تنور هذه القلوب إلا بالتفكر، عبادة الأنبياء والأولياء في كل زمن.
يقول عامر بن عبد قيس: سمعت غير واحد من الصحابة يقولون: "إن نور الإيمان في التفكر".
ومع أنها وسيلتنا الأعظم لمعرفة الرب إلا أن إعراضنا عنها عجب، وهذا مصداق خبر الله حين خص فقال: {لآيات لأولي الألباب}. [د. عصام العويد]
تدبر آخر آل عمران (4)
قارن: كيف ذم الله تعالى من لا يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته: {وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} (يوسف:105) ومدح عباده المؤمنين: {لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض} قائلين: {ربنا ما خلقت هذا باطلا}. [ابن كثير]
¥