تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حكم من الله تبارك وتعالى عليهم بما سيصدر منهم من إيمان يستلزم الجنة، أو كفر يقتضي النار. والعياذ بالله تعالى منها. انتهى.

وقد جاء ما يفسر هذا الحديث من حديث هشام بن حكيم، رضي الله عنه، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتبدأ الأعمال، أم قد قضي القضاء؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم، ثم أشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفيه" ثم قال: "هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار". قال في مجمع الزوائد: رواه البزار والطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو ضعيف ويحسن حديثه بكثرة الشواهد, وإسناد الطبراني حسن. انتهى كلام الهيثمي, وقال الألباني: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات, وقد صرح فيه بقية بالتحديث. انتهى. وفسره أيضا حديث عمر بن الخطاب في المسند وغيره (ولكن اختلف العلماء في تصحيحه) وهو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ... " الآية فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق آدم, ثم مسح ظهره بيمينه, واستخرج منه ذرية, فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون. فقال رجل: يا رسول الله, ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار.

وأما الآيات التي في معنى قوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" والتي تدل على أن الرؤوف الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء, بل قد سبقت رحمته غضبه, لا يعذب الناس إلا بسبب ذنوبهم, وهي – أعني الآيات – كثيرة جدا, لكن سأنبه إلى بعضها:

قال تعالى: "واتقوا النار التي أعدت للكافرين"

وقال سبحانه: "ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور".

وقال سبحانه: "ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون".

وقال سبحانه: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون".

وقال سبحانه: "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون, لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون, وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين".

وقال سبحانه: "لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق, ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد".

وقال سبحانه: "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق, ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد". ونظيرها من الآيات التي فيها أن الله ليس بظلام للعبيد, فهو جل وعلا ليس بظلام للعبيد, لأنه ما عذب من عذب إلا بسبب ما قدمته يداه من مقارفة الذنوب.

وقال تعالى: "فأنذرتكم نارا تلظى, لا يصلاها إلا الأشقى".

وقال تعالى: "تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير, قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير, وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير" قال شيخ الإسلام: فقد أخبر سبحانه وتعالى بصيغة العموم أنه كلما ألقي فوج سألهم الخزنة: هل جاءهم نذير؟ فيعترفون بأنهم قد جاءهم نذير فلم يبق فوج يدخل النار إلا وقد جاءهم نذير فمن لم يأته نذير لم يدخل النار. انتهى.

إشكال على ما سبق وجوابه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير