يقول النويري الإدغام في الميم التجانس في الغنة والجهر والانفتاح وفي الواو والياء التجانس في الغنة والجهر.
وذهب فريق أخر: (التماثل للنون والتقارب للحروف (يرملو) لأن حد التجانس لا يتفق هنا.
وممن ذهب للتقارب بين الميم والنون صاحب كتاب لطائف حيث قال: فإن قلت النون من
طر ف اللسان وفوق الثنايا والميم من بين الشفتين وبينهما مخارج فلم ساغ الإدغام مع التباعد والجواب بأنه قد يحصل للمتباعد وجه يسوغ إدغامه فالوجه الذي قرب بين النون والميم ونحوهما الغنة التي اشتركا فيها فصارا بذلك متقاربين أ. هـ نقلا عن نهاية القول المفيد
تتمة
ذهب فريق من أهل العلم إلى تعريف التجانس بأنه ما اتفق مخرجا واختلف صفة أو العكس بمعنى ما اتفق صفة واختلف مخرجا.
وعلي هذا المذهب يصير حكم النون مع الميم من قبيل التجانس لأنهما متفقان صفة لا مخرجا فتنبه.
الغنة فى النون الساكنة والتنوين
يقول الضباع: (واتفق العلماء علي إن الغنة مع الياء والواو غنة المدغم (النون الساكنة) ومع النون غنة المدغم فيه (النون الثانية) واختلفوا مع الميم والصحيح أنها غنة المدغم لأن غنة النون أظهر من غنة الميم.) أ. هـ منحة ذي الجلال (شرح تحفة الأطفال) للضباع
تعليقات1 ــ المدغم: يعنى الحرف الأول والمدغم فيه: يعنى الحرف الثاني
2 ــ اعلم ــ بارك الله فيك ـــ أن أهل العلم مختلفون في غنة النون مع النون فليس الكلام على إطلاقه فلعل الشيخ الضباع أراد بالاتفاق الأغلب أو أن هذا القول هو المعمول به. ولتعلم أن الشيخ الضباع تابع هنا لأكثر أهل العلم.
وذهب بعض أهل العلم كالإمام مكي في الرعاية إلى أن الغنة هي غنة المدغم ــ النون الأولى ــ.
3ـ قول الشيخ الضباع: (واختلفوا مع الميم والصحيح أنها غنة المدغم لأن غنة النون أظهر من غنة الميم) أ. هـ كلامه ــ رحمه الله.
اعلم أن هذا القول ليس بالمشهور بل القول بأن الغنة غنة الميم لا غنة النون لأن النون الأولى قلبت ميما هو الأشهر والمعمول به وسيأتي زيادة بيان في باب أنواع الإدغام من حيث الكمال والنقصان.
لماذا أدغمت النون في الياء؟
يقول السخاوي: (الموجب لإدغامهما في الياء أن النون فيها من المد قريب مما في الياء لان هواء الفم يتسع بالغنة كاتساعه بالمد
والياء قريبة من الراء ولا يخرج من طرف اللسان أقرب إليها منها وكذلك اللام لأن الياء أقرب الحروف إليهما فكما أدغما فيهما وكذلك فيما قرب منهما وهي أيضا أخت الواو في المد واللين وكل واحدة منهما تدغم في الأخرى بعد القلب ولأن المد الذي في الواو بمنزلة الغنة التي في الميم والنون ويدغم في الميم للاشتراك في الغنة والنون للمماثلة.أ. هـ فتح الوصيد شرح القصيد للسخاوى
وعلل السخاوي بقاء الغنة قائلا:
(وأما الغنة فإنما بقيت لأن النون لها مخرجان نطق اللسان وصوت يخرج من الخياشيم فكرهوا مع إدغام التنوين ذهاب الغنة من الخياشيم مع إذهابهم النون والتنوين من اللسان فيكونون لإذهابهم حرفين كأنهما قد أدغموا حرفين في حرف فابقوا الغنة خشية الإخلال بهما).أ. هـ فتح الوصيد
ويقول محمد مكي نصر: (وحجة الأكثرين في بقاء الغنة عند الياء والواو ما في بقائهما من الدلالة على الحرف المدغم) أ. هـ نهاية القول المفيد في التجويد
فائدة:ذكر السخاوي ((وإذا أدغمت النون في النون تحولت إلي المدغم فيها لان النون المتحركة تخرج من الفم وذلك يمنع بقاء النون الساكنة خارجه من الخيشوم لما يؤدي إليه من اختلاف المخرجين)).
يقول الضباع
ومن أبقي الغنة في الواو والياء حجته ما في بقاء الغنة من الدلالة علي الحرف المدغم ويقوي ذلك أنهم مجمعون علي بقاء صوت الإطباق إذا أدغمت في التاء نحو بسطت فبقاء الإطباق مع إدغام الطاء شبيه ببقاء الغنة مع إدغام النون.
تنبيهات
1 ــ ذهب إلي تسمية هذا الحكم – أعني الإدغام بغنة في (ينمو) – بالإخفاء بعض أهل العلم يقول السخاوي – رحمه الله –: لماذا لم نقل في الواو والياء إخفاء لأن الغنة تمنع الإدغام , وأبو عمرو الداني يقول من أبقي الغنة لم يكن ذلك إدغاما صحيحا في مذهبه لأن حقيقة الإدغام ذهاب الحرف والصفة ويحول الحرف لأخر أ. هـ
¥