يقول ابن الجزري – رحمه الله:– فى تعليقه على هذا الكلام: (هذا إدغام ناقص فهو بمنزلة حرف الإطباق (أحطت) والدليل وجود التشديد إذ التشديد يمنع الإخفاء والإدغام عند من أذهب الغنة كامل أ. هـ النشر في القراءات العشر
2 ــ إذا وقع حرف الإدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمي إظهارا مطلقا: لعدم تقيده بحلقي أو شفوي أو قمري وذلك في أربعة ألفاظ في القران الكريم (دنيا – بنيان – قنوان – صنوان)
تذكرة: معني قنوان: عذوق النخل والعذق عنقود النخل , صنوان: نخلتان أو نخلات يكون أصلها واحد ويقال عم الرجل صنو أبيه.
وعلة الإظهار هنا
لئلا تلتبس بالمضاعف إذا أدغمت والمحافظة علي المعني ـــ أيضا ـــ ووضوحه توجيه مقبول.
المضاعف: ما تكرر أحد أصوله فمثلا (صوان) غير (صنوان) فإذا أدغمتا النون في (صنوان) صارت (صوان) فتختلط هذه بالكلمة التي فيها حرف مكرر مثل (صوان) فالواو هنا مكررة فمن أجل هذا اللبس منع الإدغام
يقول الشاطبى:
وعندهما للكل أظهر بكلمة ... مخافة أشباه المضعف أثقلا
وقد يسال سائل: هلا أدغمت فيها بغنة ليحصل الفرق؟
والجواب: بأنها لما كانت فارقة فرقا خفيا لم يدركه العامة فمنع الإدغام حذرا من اللبس.
توجيه بعض الكلمات القرآنية
كلمة (يس والقران) وكذلك (ن والقلم) من طريق الشاطبية الإظهار فقط وعلة ذلك يقول أبو شامة:
(وجه إظهار يس و ن أن حروف الهجاء في فواتح السور وغيرها حقها أن يوقف عليها مبينا لفظها لأنها ألفاظ مقطعة وغير منظمة ولا مركبة ولذلك بنيت ولم تعرب)) أ. هـ
مع العلم بان كلمة (يس والقران) و (ن والقلم) من طريق ذرعان عن روضة ابن المعدل
(قصر المنفصل) إدغام وليس إظهارا.
وعلة الإدغام: إتباع أصل الحكم دون النظر إلي كونها مقطعة أم مركبة.
يقول النويري:
(" يس " و" نون " الإظهار الأصل و حق حرف التهجي إن يوقف عليه لعدم التركيب فان وصل فبنيه الوقف). شرح الطيبة
أما (طسم) فحفص يقرأها بإدغام (سين في ميم) مع أنها في كلمة واحدة
والعلة في ذلك:قرب المخرج وكثرة الحروف
ويقول ابن خالويه:
(وقرأ (طسم) بإخفاء النون عند الميم وحجتهم في ذلك أن همزة الوصل قد وصلت ولم تقطع في قوله: (آلم الله) آل عمران فلما سقطت همزة الوصل وهي لا تسقط إلا في الدرج مع هذه الحروف فكذلك لا تتبين النون عند الميم) قلت: (وكلمة إخفاء تعنى عنده إدغام)
وقيل: للتخفيف والتقارب.
وقيل: مراعاة للاتصال اللفظي ليتأتى معه التخفيف بالإدغام والعبرة بالرواية.
الإدغام من غير غنة حرفان: اللام والراء
فإذا وقع حرف منهما بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام بغير غنة.
وجه حذف الغنة
يقول ابن الجزري في ذهاب الغنة في الإدغام: (لأن حق الإدغام أن يذهب لفظ الحرف الأول) أ. هـ
و يقول الملا على: (وجه الإدغام في اللام والراء تلاصق المخرج عند الجمهور واتحادهما عند جمع ونفى الغنة مبالغة في التخفيف). أ. هـ المنح الفكرية
أمثلة: (من لدنه – من رسول)
وجه إدغام النون فى اللام والراء
يقول السخاوي: (والموجب للإدغام في اللام والراء طلب الخفة وساغ ذلك لقرب المخرج والموجب لإذهاب الغنة أن الغنة هاهنا فيها كلفة علي اللسان.
وينقلب التنوين أو النون من جنس اللام والراء قلبا محضا , وذلك حقيقة الإدغام وإظهار الغنة في العربية جائز).
وعلل السخاوي حذف الغنة في اللام والراء وقيل: إنما أذهبت الغنة هاهنا للقرب فكان الراء واللام لقربهما من التنوين والنون قد صارا كالأمثال التي ينوب بعضها عن بعض وحين بعدا من الواو والياء والميم احتيج إلي بقاء الغنة لتدل علي الحرف المدغم.أ. هـ فتح الوصيد شرح القصيد
تذييل
بعض أهل العلم – جزاهم الله خيرا – يقولون بان (من راق) مستثني من هذا الحكم لوجود السكت المانع من الإدغام.
ويخالف هذا القول السابق الشيخ محمد مكي نصر صاحب نهاية القول المفيد إذ يقول http://montada.gawthany.com/vb/images/smilies/frown.gif فإن قلت: أليس يستثنى من الإجماع المذكور قوله (من راق) فإن حفصا لا يدغم النون في الراء هنا بل يسكت على (من) ثم يقول (راق).
¥