القسم الثاني: كلمة (هو) إذا وقعت بعد ثم، وذلك في قوله تعالى:
"ثم هو يوم القيامة من المحضرين" سورة القصص/61.
فقد قرأها الكسائي وأبو جعفر وقالون "ثم هو" بتسكين الهاء وصلاً،
والباقون بضمها. وكلمة (هو) الواقعة بعد (يمل) في قوله تعالى:
"أو لا يستطيع أن يمل هو" سورة البقرة/ 282. فقد قرأها
أبو جعفر (يمل هو) بتسكين الهاء وصلاً، والباقون بضمها
.
فمن قرأ بالسكون وصلاً جعل الكلمتين بمنزلة الكلمة الواحدة،
ومن قرأ بالضم فعلى الأصل، ولكن البدء بها للجميع
يكون بضم الهاء.
* كلمات متفرقة
أولاً- كلمة (مال هذا، مال هؤلاء، فمال الذين)
وردت هذه الكلمة في أربعة مواضع من القرآن الكريم هي:
"قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً"
سورة النساء/ 78.
"ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
إلا أحصاها .. " سورة الكهف/ 49.
"وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ..
" سورة الفرقان/7.
"فمال الذين كفروا قبلك مهطعين" سورة المعارج/ 36.
ورد الخلاف عن بعض القراء في جواز الوقف على (ما)، مع
اتفاقهم جميعاً على جواز الوقف على الكلمة بتمامها (مال).
والخلاف المذكور لأبي عمرو البصري والكسائي، ويعقوب
البصري، ومقتضاه جواز الوقف لهؤلاء القراء الثلاثة على كل
من (ما) واللام.
والصحيح جواز الوقف على (ما) لجميع القراء لأن (ما) كلمة مستقلة،
ولأن كثيراً من الأئمة والمؤلفين لم يذكر فيها عن أحد شيئاً كسائر
الكلمات المفصولات، وأما الوقف على اللام فلأنها منفصلة خطاً
ويترتب على معرفة الوقف على هذه الكلمة معرفة كيف يجوز البدء بها.
أما البدء بـ (مال) من أولها فجائز لجميع القراء باعتبارها كلمة
مستقلة. وأما البدء باللام (لهؤلاء، لهذا، للذين) فلم أجد فيه نصاً
عند أحدٍ من علماء القراءات فيما اطلعت عليه، لكن القاعدة تنص
على أن كل كلمة جاز الوقف عليها، جاز البدء بما بعدها.
ثانياً- كلمة (أياًما) من قوله تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن
أياما تدعو فله الأسماء الحسنى" سورة الإسراء/110.
ذكر ابن الجزري جواز الوقف على (أياً) وعلى (ما) لكونهما
كلمتين انفصلتا رسماً، ورجّح ذلك بعد بحث فقال " وهذا هو الأمر
الأقرب إلى الصواب، وهو الأولى بالأصول، وهو الذي لا يوجد عن
أحد منهم نص بخلافه، وقد تتبعت نصوصهم فلم أجد ما يخالف
هذه القاعدة، ولا سيما في هذا الموضع".
ثم قال في آخر ذلك: " فظهر أن الوقف جائز لجميعهم على كل من
كلمتي (أياً، وما) كسائر الكلمات المفصولات في الرسم، وهذا الذي
نراه ونختاره ونأخذ به تبعا لسائر ائمة القراءة، والله أعلم
.
وإذا ثبت جواز الوقف على كل من (أيا، وما)، ثبت جواز البدء
بكل منهما، مع رعاية أن الوقف والبدء في هذه المواضع ليس
اختياراً، بل هو اختبار أو تعليم.
ثالثا- كلمة (ألا يسجدوا) من قوله تعالى: " ألا يسجدوا لله الذي
يخرج الخبء في السموات والارض" سورة النمل/ 25.
على قراءة الكسائي، وأبي جعفر ورويس حيث قرأوا (ألا)
بالتخفيف ويقفون (ألا يا).
ويبدءون (اسجدوا) (). فتكون هذه الكلمة فعل أمر ثلاثي، ويكون
البدء بضم الهمزة في أوله: (أُسجدوا).
رابعا- كلمة (ويكأن- ويكأنه) من قوله تعالى: " يقولون ويكأن
الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله
علينا لخسف بنا، ويكأنه لا يفلح الكافرون" سورة القصص/82.
روي عن الكسائي أنه يقف على الياء مقطوعة من الكاف، واذا
ابتدأ ابتدأ بالكاف (كأن، كأنه)، وعن أبي عمرو البصري أنه يقف
على الكاف (ويك) مقطوعة من الهمزة، واذا ابتدأ ابتدأ بالهمزة
(أن، أنه) (). اما باقي القراء العشرة فيقفون على الكلمة بكاملها،
وهو الوجه الأولى والمختار لجميع القراء.
خامسا- كلمة (عيون ادخلوها) من قوله تعالى: " إن المتقين في
جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين" سورة الحجر/ 45،46.
في هذه الكلمة قراءتان: الاولى قراءة الجمهور (أُدخُلوها) على أنه
فعل أمر، فيكون البدء بضم همزة الوصل:"أُدخُلوها".
والثانية مروية عن رويس عن يعقوب (وعيونٍ اُدخِلُوها) على أنه
فعل ماض مبني للمفعول () وأسقطت همزة القطع بعد أن نُقلت
حركتها إلى الساكن الذي قبلها وهو التنوين، وذلك على قاعدة النقل
¥