تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إحداهما بالتشديد: "قد كُذِّبُوا"، وكذلك كانت عائشة، رضي الله عنها، تقرؤها،

قال البخاري: [وذكر سنده إلى] أخبرني عروة بن الزبيرعن عائشة

قالت له وهو يسألها عن قول الله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ}

قال: قلت: أكُذِبوا أم كُذِّبوا؟

فقالت عائشة: كُذِّبوا.

[الى قوله .. ]

فقلت لها: وظنوا أنهم قد كُذِبوا؟

قالت معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها. [لاحظوا يا كرام أنها فسرت معنى كُذِبوا على أن الرسل

ظنوا أن الله قد خدعهم. وهذا مطابق لمعنى الكلمة تماماً]

قلت: فما هذه الآية؟

قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر،

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ} ممّن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذَّبوهم،

جاءهم نصر الله عند ذلك

2

وقال ابن جُرَيْج أخبرني ابن أبى مُلَيْكة: أن ابن عباس قرأها: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} خفيفة -

قال عبد الله هو ابن مُلَيْكة: ثم قال لي ابن عباس: كانوا بشرًا [أى فهم معذورون إذا شكوا او كذبوا وعد الله]

وتلا ابن عباس: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]،

[لاحظوا أن أن الرسول هنا و الذين معه إستبطأوا النصر ولكن لم يشكوا فى صدق الله او وعده بالنصر

مما يرد هذا التأويل أو الإستدلال]

قال ابن جريج: وقال لي ابن أبي مليكة: وأخبرني عروة عن عائشة: أنها خالفت ذلك وأبته،

وقالت: ما وعد الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من شيء إلا قد علم أنه سيكون حتى مات،

ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أنَّ من معهم من المؤمنين قد كذَّبوهم.

وروي عن القاسم بن محمد عن عائشة مثله.

3

ورد أيضاً فى ابن كثير:

[[عن ابن عباس في قوله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} قال:

لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَّبوهم،

وهكذا روي من غير وجه عن سعيد بن جبير أنه فسرها كذلك، وكذا فسرها مجاهد بن جَبْر،

وغير واحد من السلف]] .... اه

و العجب منهم - اذا صح هذا عنهم - و ممن ذهب لهذا الرأى!

إذ أنه مخالف تماماً لسياق تلك الآية و التى قبلها , أما التى قبلها فليس فيها ذكر لأمم هؤلاء الأنبياء.

أما هذه الآية:

{{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ .. }} لا ذكر لقومهم ولا إشارة , {{وَظَنُّوا ... }} أى الرسل

{{أَنَّهُمْ ... }} كيف يكون الضمير عائد على غير الرسل ولا ذكر لغيرهم إلى الآن بالسياق كله

{{قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}} فمن ينصر الله إلا أنبيائه و من معهم

{{فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}} بداية ذكر غيرهم معهم , {{وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}} (110)

و هذا واضح من صورة الضمائر و تركيبها بالآية من أولها الى آخرها

إذن فما ذهب إليه أصحاب هذا التفسير قد خالفوا سياق الآيات دون دليل

و مخالفة ظاهر السياق دون أدلة قوية او نص صحيح (من قرآن او سنة) قطعي الثبوت و الدلالة

مذهب مرجوح باطل

وأما ابن مسعود روى عنه ابن جرير هذا التفسير:

وظن قومهم حين أبطأ الأمر أنهم قد كَذَبوا، بالتخفيف ,,, و ذلك التفسير مردود لنفس ما ذكر عن سابقه

يقول ابن كثير: فهاتان الروايتان عن كل من ابن مسعود وابن عباس،

وقد أنكرت ذلك عائشة على من فسرها بذلك، وانتصر لها ابن جرير،

ووجه المشهور عن الجمهور، وزيف القول الآخر بالكلية، وردَّهُ وأبَاه، ولم يقبله ولا ارتضاه، والله أعلم

إذن فتلك القراءة (كُذِبُوا) لا يمكن قبول التفسيرات الضعيفة لها فى رقم 3

*****************************

كيف يمكن الجمع بين القراءتين وفق المنهج الذى ذكرناه وهو أن كلا المعنيين فى كلا القراءتين مقبول

و أن الآية حمالة أوجه فى تفسير معناها , ولذلك إختلفت القراءة أو تنوعت.؟!!!! ..

أ) كيف نطبق هذا هنا و المعنى الذى روي عن ابن عباس و غيره مع تلك القراءة (كُذِبُوا) معنى عجيب

لدرجة أنه إستفذ أم المؤمنين فأنكرت تلك القراءة برمتها؟؟

ب) هل يوجد لهذه القراءة تفسير آخر أو مخرج لغوي يجبرنا على قبولها غير كل ما سبق؟!

ج) قراءة (كُذِبُوا) (و أنا أعلم أنها قراءة المصحف العثمانى)

هل هى قراءة معتمدة لدى باقى الصحابة و العلماء؟

هل هى من القراءات المتواترة؟

هل يمكن الجزم بأن الروايات التى تحكى تلك القراءة روايات صحيحة؟

هل جمعها و درس أسانيدها و طرقها أحد الباحثين الحاذقين أو العلماء قديما او حديثا و تأكد خلوها من العلل؟

أسئلة هامة لا مفر من إجابتها

حقاً فى كل يوم تتجلى لنا أهمية علوم الحديث و احتياجنا اليها حتى فى علوم القرآن ,او اى علم يعتمد على الرواية

و ما أدراك ما الرواية قدتصل بك الى الدراية او تصل بك الى الغواية

فأين ابن تيمية او الذهبي او المعلمي الآن؟!!!!!!!!!!!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير