ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 12:34 ص]ـ
يقول ابن كثير: فهاتان الروايتان عن كل من ابن مسعود وابن عباس،
وقد أنكرت ذلك عائشة على من فسرها بذلك،
وانتصر لها ابن جرير،
ووجه المشهور عن الجمهور، وزيف القول الآخر بالكلية، وردَّهُ وأبَاه، ولم يقبله ولا ارتضاه، والله أعلم
أى انتصر للرواية عن ابن مسعود وابن عباس بأن التفسير الصحيح - فى رأيه -
هو أن القوم ظنوا ان الرسل قد كذبوا عليهم
وقد أكون مخطئاً وقد يكون الطبري صائباً فيما ذهب إليه إذا كان الأمر على النحو التالى:
يقول الطبري أن تأويله هذا سليم لأنه يتفق مع الآية السابقة عليها وهى:
{{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
{{أَفَلَمْ يَسِيرُوا ... }} أى المشركين فى عهد النبي (ص) كما فى تفسير الطبري نفسه
{{فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ .. }} من مشركى الأمم السابقة عليهم
{{وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ}} (109) أى ألا تعقلون يا من أرسل الله لكم محمداً؟!
يقول الطبري ما يدل على أن كلمة (ظنوا) و الضمير (هم) فى الآية التى بعدها
تعود على قوم كل من هؤلاء الرسل ,
وهى الآية: {{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ... }} أى الذين أرسلوا إلى تلك الأمم السابقة على هؤلاء المشركين
المعاصرين للنبي (ص)
{{وَظَنُّوا ... }} أى تلك الأمم السابقة الكافرة ..
والرابط هنا هو أن الله كان يخاطب هؤلاء المشركين فى الآية السابقة و يذكر لهم الأمم السابقة الكافرة
فاستهل هذه الآية بالحديث عن الرسل الذين أرسلهم إلى تلك الأمم , و بهذا إستقام المعنى
{{أَنَّهُمْ .. }} أى تلك الأمم , {{قَدْ كُذِبُوا .. }} ظنوا أن الأنبياء خدعوهم
جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}} جاء لهؤلاء الرسل
ولكن يتبقى إشكالا:
هل فى اللغة العربية و فى القرآن نفسه تلك الطريقة فى وضع الضمائر التى تعود على أمور مختلفة
(فى نفس العبارة او السياق) بهذا القرب أو البعد بينها و بين تلك الأمور التى تشير إليها؟!
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 02:05 ص]ـ
ولكن يتبقى إشكالا:
هل فى اللغة العربية و فى القرآن نفسه تلك الطريقة فى وضع الضمائر التى تعود على أمور مختلفة
(فى نفس العبارة او السياق) بهذا القرب أو البعد بينها و بين تلك الأمور التى تشير إليها؟!
يعنى مثلا فى تلك الآية 110:
{{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ}} ما أقصده هنا:
أليس الأقرب للعربية أن يكون (الظن) من الرسل و الضمير (هم) عائد على الرسل لأن كل هذا أتى
بعدكلمة (الرسل) مباشرة ولا تباعد - فى مواضعها بالنص - بين تلك الكلمات و بين كلمة (الرسل)
بعكس الحال مع كلمة (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
التى ذكرت فى الآية السابقة عليها , (او مع الأمم السابقة التى ورد ذكرهم فيها)
وهى (أى مسألة الأمم السابقة) النقطة التى بنى الطبري تفسيره هذا عليها؟!!
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 02:43 ص]ـ
... ,
1
قال ابن كثير فى تفسيره:
وفي قوله: {كُذِبُوا} قراءتان،
إحداهما بالتشديد: "قد كُذِّبُوا"، وكذلك كانت عائشة، رضي الله عنها، تقرؤها .......
2
وقال ابن جُرَيْج أخبرني ابن أبى مُلَيْكة: أن ابن عباس قرأها: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} خفيفة -
قال عبد الله هو ابن مُلَيْكة: ثم قال لي ابن عباس:
كانوا بشرًا [أى فهم معذورون إذا شكّوا او كذبوا وعد الله]
وتلا ابن عباس: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]،
[لاحظوا أن أن الرسول هنا و الذين معه إستبطأوا النصر ولكن لم يشكوا فى صدق الله او وعده بالنصر
مما يرد هذا التأويل أو الإستدلال]
3
ورد أيضاً فى ابن كثير:
[[عن ابن عباس في قوله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} قال:
لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَّبوهم، ...............
........................
الخلاصة و تصويب بعض ما سبق بالمقال:
¥