تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سادساً: إنّ المغاربة قديماً ما وضعوا علامة التقليل في هذه اللامات مع التذكير أنّهم كانوا يقرءون لنافع من طريق التيسير والذي هو أصل منظومة الدرر اللوامع لابن بري وهو الطريق الأكثر شهرة عند المغاربة لنافع. فتجريدهم لهذه العلامة في مصاحفهم مع قراءتهم بتوسط البدل والتقليل في ذوات الياء من التيسير دلّ على صحّة هذا الوجه وقوّته في الأداء من طريق التيسير وكذا من طريق الشاطبيّة بالضرورة خلافاً لمن قال بأنّ هذا الوجه لا يُقرأ به من الشاطبيّة والتيسير.

سابعاً: حتّى وإن سلّمنا أنّ وجه الترقيق مع التقليل ثابت من طريق التيسير على أساس ما ذُكر في جامع البيان ألاّ أنّ وجه الفتح مع التغليظ يبقى المقدّم في الأداءً من طريق التيسير أي من طريق التقليل في ذوات الياء. فلا أدري لماذا مشايخنا المشارقة الذين قرأنا وتتلمذنا عليهم يمنعون ذلك.

المحور الثاني: إنّ الخلاف المنقول في نحو {يصلاها} لا يكون إلاّ على وجه التقليل في ذوات الياء لقول ابن بري في الدرر اللوامع:

والخلف في طال وفي فصالا ..... وفي ذوات الياء إن أمالا

قال المنتوري (ت834): " وفيه تنبيه على أنّ الخلاف لا يعرض في تغليظ اللام من أجل الألف المنقلبة عن الياء، إلاّ على القول بإمالة ذوات الياء بين بين وأمّا على القول بالفتح فلا يعرض في ذلك خلاف، إذ لا مانع من التفخيم (شرح الدرر 2/ 618).

وقال الخرّاز (ت718) في القصد النافع على الدرر اللوامع ص 295: "وقوله – أي ابن بري – (إن أمالا)، يعني أنّه لا يعرض الخلاف في تفخيم اللام من أجل الألف المنقلبة عن الياء إلاّ على القول بالإمالة في ذوات الياء على الجملة، إذ لا تجتمع الإمالة مع التفخيم في حرف واحد"

وقال الجعبري: "ويجوز أن يُقال إنّ الخلاف على قول من يميل ذوات الياء لأنّ اللام جاورها ما يقتضي تغليظها وما يقتضي ترقيقها، لكن التغليظ يكون ههنا أولى من الإمالة، لأنّه شبّه الخلاف الذي هنا بالخلاف الذي سكن للوقف ... " (إبراز المعاني ص 264 دار الكتب العلمية).

وقال الفاسي (ت656) في شرحه على الشاطبيّة (1/ 387): "فلا يخلو القارئ من أن يقرأ لورش ذوات الياء بالفتح أو بالتقليل، فإن كان يقرأ له بالفتح فلا خلاف في تفخيم اللام إذ لا موجب للعدول عنه، وإن كان يقرأ له بالتقليل فلا يتأتّى له الجمع بينه وبين التفخيم لتنافرهما. وإذا لم يأت له ذلك أتى بأحدهما وترك الآخر. فإن فتح فخّم، وإن قلّل رقّق."

المحور الثالث: إمتناع أئمّتنا عن الجمع بين التفخيم والتقليل إن كانا في حرف واحد فقط وليس على الإطلاق. فإن انفصلت الصفتان كلّ في حرف مستقلّ فلا مانع من ذلك بدليل: قول الخرّاز: "إذ لا تجتمع الإمالة مع التفخيم في حرف واحد وقول الفاسي: "وإن كان يقرأ له بالتقليل فلا يتأتّى له الجمع بينه وبين التفخيم لتنافرهما. وإذا لم يأت له ذلك أتى بأحدهما وترك الآخر. فإن فتح فخّم، وإن قلّل رقّق." فقوله: "فإن فتح فخّم، وإن قلّل رقّق" أي إن فتح الألف غلّظ اللام في نحو {يصلاها} وإن قلّل الألف رقّق اللام فيها. وليس المراد من ذلك منع التغليظ والفتح في {يصلاها} مع التقليل في {قضى} بسبب عدم اجتماعهما في حرف واحد، وإنّما منعوا الجمع بين التغليظ والتقليل في آن واحد. بدليل قول ابن الجزري: "إذا غلظت اللام في ذوات الياء نحو (صلى ويصلى) إنما تغلظ مع فتح الألف المنقلبة وإذا أميلت الألف المنقلبة في ذلك إنما تمال مع ترقيق اللام سواء كانت رأس آية أم غيرها إذ الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان وهذا مما لا خلاف فيه." النشر 2/ 116. أقول: أشار إلى عدم إمكان عن الفتح والترقيق، والتقليل والتفخيم في (صلى ويصلى) أي نفس الحرف دون غيره لذا فليس هناك ما يمنع تغليظ {يصلاها} مع التقليل في نحو {قضى} وإنّما المنع يكون عند اجتماع الضدّين في حرف واحد.

المحور الرابع: بيان الأوجه مع توجيهها:

الوجه الأوّل: قصر البدل مع الفتح في ذوات الياء والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} وهذا لا خلاف فيه.

الوجه الثاني: توسط البدل مع التقليل في ذوات الياء والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} وهذا ظاهر عبارة التيسير وهو المقدّم في الأداء.

الوجه الثالث: توسط البدل مع التقليل في ذوات الياء والتقليل مع الترقيق في نحو {يصلاها} وهو الوجه الثاني من التيسير إن سلمنا به على ما في جامع البيان.

الوجه الرابع: طول البدل مع الفتح في ذوات الياء و والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} وهذا لا خلاف فيه كما في الوجه الأول.

الوجه الخامس: طول البدل مع التقليل في ذوات الياء والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} لكون الخلاف يرد على وجه تقليل الذوات

الوجه السادس: طول البدل مع التقليل في ذوات الياء والتقليل مع الترقيق في نحو {يصلاها} لكون الخلاف يرد على وجه تقليل الذوات.

وليس هناك من النصوص فيما يبدو يمنع الوجهين الأخيرين إلاّ إذا اتضحت مصادر الشاطبيّة في طول البدل ففي هذه الحالة ينبغي النظر فيها.

والعلم عند الله تعالى.

أخي عبد الحكيم سأعود إليك في مسألة إمالة {الناس} وستُطرد من الملعب نهائياً. (ابتسامة)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير