تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجواب:نقول له صدقت فكل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه {لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}. ولكن أن تخالف القراء وما عليه العمل في مصر فلا أظن أن تستقيم هذه القاعدة هذا مع ما سنوضحه بالأدلة، فالعبرة في القرآن بالتواتر والشهرة والاستفاضة، وليس التفرد والشذوذ عن الجماعة وكم من قارئ انفرد بوجه ـ فضلا عن قراءة ـ فلم يكتب لوجه القبول، ثم ماذا يضره لو أقرأ بالشاطبية وهو كتاب معتمد لسائر القراء كما سنوضحه بإذن الله.

قال د/ النحاس:"والنقطة الثانية أو المبدأ الثاني: أن الإمام الشاطبي رحمه الله قال في قصيدته:

وفي يسرها التيسير رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا

أي أن ما جاء في التيسير أراد الشاطبي أن يلخصه في قصيدته. ثم قال:

وألفا فها زادت بنشر فوائد فلفت حياء وجهها أن تفضلا

أي أن الشاطبية تتضمن أوجه التيسير التي حققها الإمام الداني في كتابه. كما أنها تتضمن أوجها زائدة عن التيسير."

الجواب: قال أبو شامة:" فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه أو إشارة إلى تعليل وزيادة أحكام وغير ذلك مما يذكره في مواضعه ومن جملة ذلك جميع، باب مخارج الحروف،" والشاهد من كلام أبي شامة قوله" من زيادة وجوه" وهذه الأوجه الزائدة تلقاها الناس ـ المقصود بالناس أي القراء ـ بالقبول إلا القليل منها كما حررها أهل الفن، وهذا الكلام قاله النحاس ظنا منه أن الشاطبية اقتصرت علي التيسير فقط لقول الشاطبي:

وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ** فأجنت بعون الله منه مؤملا"

وهذا ليس بصحيح حيث جعل القراء كتاب الشاطبي من الأصول التي يرجع إليها مثل التيسير والتذكرة وغيرها، والشاطبي قال بعد البيت السابق " وألفا فها زادت بنشر فوائد** فلفت حياء وجهها أن تفضلا" فأفاد أنه اختار زيادات علي ما في التيسير فعد بزياداته اختيارا للشاطبي.

والسؤال ما الدليل علي الأخذ باختيار الشاطبي؟؟

أقول: لو رجعنا إلي النشر نجده عند ذكر الكتب التي اعتمدها وقد قدم الشاطبية وجعل الشاطبية طريقا منفردا عن التيسير ثم ذكر بعده كتاب التيسير حيث قال ابن الجزري:"باب ذكر إسناد هذه العشر القراءات من هذه الطرق والروايات، وها أنا أقدم أولا كيف روايتي للكتب التي رويت منها هذه القراءات لنا ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل بشرطه (ثم ذكر سنده في الشاطبية قائلا) أخبرني بها الشيخ الإمام العالم شيخ الإقراء أبو محمد عبد الرحمن ... ثم ذكر عدة شيوخ ثم ذكر كتاب التيسير قائلا:حدثني به شيخنا ا. شيخ الإقراء أبو المعالي محمد بن أحمد ... ثم ذكر عدة شيوخ.ثم ذكر بقية الكتب، وتبعه علي ذلك سار العلماء وانظر النويري والمنصوري والروض النضير وتحريات عامر عثمان والزيات وغيرهم كلهم علي العمل باختيار الشاطبي

فإن قال قائل:إن ما ذكرته لا يدل علي التفرقة بينهما وقصاري الأمر أنه زاد أوجها؟

الجواب: ذكرهم الشاطبية والتيسير ثم ذكرهم انفراد الشاطبية دون التيسير دليل علي المغايرة بين الكتابين لا المطابقة. والدليل علي ذلك:قال المتولي عند ذكره لإسناد قالون: فأما ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون فمن التيسير والشاطبية وهداية المهدوي ......

ثم قال: وأما القزاز عن أبي نشيط فمن الشاطبية وتذكرة ..... ولم يذكر التيسير عند ذكره القزاز .. وهذا الطريق الزائد عما في التيسير عمل به العلماء وأقروه.

ثم ذكر سند ورش فقال: وأما النحاس عن الأزرق عن ورش فمن التيسير والشاطبية .... وهو في كل أسانيد القراء ذكر التيسير والشاطبية فدل ذلك أنهم كانوا يقرون اختيار الشاطبي، إن كان الأمر كذلك فمن أين أخذ الشاطبي اختياره؟؟ قال الإمام سلطان مزاحي (ت 1075هـ) في كتاب أجوبة المسائل العشرين:"فإن قلت:من أين يعلم أن مكيا وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية؟ قلت:لأن الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني،وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه ... "صـ23

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير