تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيجاب عنه بأن كلام ابن الجزري وارد في سياق خاص، وهو أنه كان يتحدث عن قراء الأمصار من الصحابة والتابعين وغيرهم، ثم قال ( .. ثم إن هؤلاء المذكورين كثروا و تفرقوا في البلاد وانتشروا، وخلفهم أمم بعد أمم،عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم، فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية .. ) ثم عقب على ذلك بقوله (فقام جهابذة علماء الأمة وصناديد الائمة، فبالغوا في الاجتهاد، وبينوا الحق المراد، وجمعوا الحروف والقراءات،وعزوا الوجوه والروايات، وميزوا بين المشهور والشاذ، والصحيح والفاذ، بأصول أصلوها، وأركان فصلوها، ونحن نشير إليها ونعول كما عولوا عليها) ثم ذكر الأركان الثلاثة وأفاض في الحديث عنها بما ينبغي الوقوف عليه.

وأما قوله ((وخلص بعد ذلك ابن الجزري الى أن هذا كان السبب في تأصيل أصول وأركان القراءات التي هي صحة السند وموافقة وجه من النحو والرسم، واعتبار خلو القراءة من أحد هذه الأركان الثلاثة عند أئمة التدوين منذ القرن الثالث دليلا قويا لوصفها بالشذوذ، أي: عن أداء المصاحف العثمانية)) هـ.

فيجاب عنه بأنه كلام وارد في سياق الحديث عن نشأة علم القراءات، ومراحل تطوره، أما الأركان الثلاثة، فسيأتي الحديث عنها.

وأما قوله: ((قلت وإنما كانت هذه الأركان ميزانا وضعه المصنفون الأوائل الذين كانوا يجمعون ما وصل إليهم من القراءات، ولقد كانت هذه الأركان لحفظ القراءات والروايات وضابطا لقبول انشطارها وتعدده)) هـ.

فيجاب عنه بأن تنويه القراء بهذه الاركان واشتهارها في كتبهم، لا يعني أنهم وضعوها من عند أنفسهم، بل هي محل إجماع ممن سبقهم، كما سيأتي بيانه، وأول من ذكرها –فيما رأيت- أبو عبيد:القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ، فيما نقل عنه ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn2))، ثم اشتهرت بعد ذلك في كتب القراء والمصنفين، فقد ذكرها ابن جرير الطبري ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn3)) المتوفى سنة:310 هـ،ومكي بن أبي طالب الموفى سنة 437هـ،والمهدوي المتوفى سنة 330 هـ،والداني المتوفى سنة 444هـ، وأبو شامة 665هـ، والكواشي 680هـ، وإليها أشارابن الجزري في الطيبة بقوله:

وكل ما وافق وجها نحوي = وكان للرسم احتمالا يحوي

وصح إسنادا هو القرآن = فهذه الثلاثة الأركان

وحيثما يختل ركن أثبتي = شذوذ، لو أنه في السبعة

وقال في النشر في معرض حديثه عنها ( .. هذا هو الصحيح عن الأئمة المحققين من السلف والخلف) ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn4)) ، وهو كما قال –رحمه الله تعالى- فإن هذه الأركان تستند إلى أساس متين، فأما موافقة القراءة للرسم فمحل إجماع من الصحابة، وأما موافقة القراءة لوجه من أوجه اللغة، فأمر أوضح من أن يستدل عليه، وأما صحة السند فأمرها مشهور معروف يكفي من الاستدلال عليه الإشارة إلى قصة خزيمة ابن ثابت الذي شهد على آية لم توجد عند غيره فقبل الصحابة شهادته،لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين في قصة معروفة، فأثبت الصحابة الآية بذلك ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn5).)

وأما قوله (( .. إذ كانوا يكتفون بصحة السند إلى أحد أئمة المصنفين وأئمة القراءات،)) هـ.

فيجاب عنه، بأنهم إنما فعلوا ذلك، لأن صحة أسانيد الأئمة والمصنفين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، محل إجماع، لاتفاق أهل الأمصار على قراءة أولئك الأئمة، واشتهارهم بالعدالة وانتصابهم للإقراء.

وأما قوله ((ولا يستطيع أحد رفع كل خلاف من قبيل اللهجات في القراءات الى النبي (ص) ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn6)) إلا أن يكون جاهلا يهرف بما لايعرف، أما القرآن فهو متواتر حرفا حرفا وفي كل كلمة منه وحتى في تفردات القراء والرواة مثل تفرد حفص في تحريك همزة دأبا وفي تنوين من كل في هود والفلاح وتفرد ابن عامر الشامي في قراءته آية الأنعام وكذلك زين ونحوه اذ جميع تفردات القراء في الفرش وفي ماليس من قبيل اللهجات هي تفردات لهم من طرقنا فقط إذ وافقهم كثير من معاصريهم ومن قبلهم في قراءتها كذلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير