تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما موافقة الرسم، فالمراد بها موافقة القراءة لأحد المصاحف العثمانية،ولو احتمالا، والسر في ذلك أن الرسم العثماني استوعب كل ما تواتر نقله من القراءات،لأنه كتب بدون تشكيل ولا تنقيط، وكان مما عزز مكانته في النفوس أنه محل إجماع من الصحابة،ومن الأمثلة التي توضح مدى استيعاب الرسم العثماني للقراءات المتواترة، قوله تعالى (فتبينوا) في النساء و الحجرات، فقد قرأ حمزة والكسائي بثاء مثلثة بعدها باء موحدة، فتاء مثناة فوقية، من التثبت، وقراها الباقون بباء موحدة بعدها ياء مثناة تحتية، فنون موحدة من فوق، من التبين، وقوله تعلى (ليحصنكم من بأسكم) قرأها شعبة بالنون، وقرأها ابن عامر وحفص بالتاء، وقرأها الباقون بالياء، وقوله تعلى (والله يقص الحق) قرأها أبو عمرو وابن عامر وحمرة والكسائي بإسكان القاف، وبعدها ضاد معجمة مكسورة مخففة من القضاء، وقرأها الباقون بضم القاف وإهمال الضاد وضمها وتشديدها، من القصص، هذا ولم تقتصر مرونة الرسم على القراءات المتواترة بل تجاوزتها لتشمل كثيرا من القراءات والشاذة، فمن ذلك قوله تعلي (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يُغنيه) فقد قرأها الأعمش بفتح الراء وإهمال العين ساكنة، وقوله تعلى (وادَّكَّرَ بعد أُمَّةٍ) فقد قرأها الحسن بهمزة مفتوحة بعدها ميم مخففة فهاء منونة، من الأَمَهِ، وهو النسيان ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn13)) ، ولم تقصر هذه المرونة على فرش الحروف، وإنما تجاوزه ليستوعب كثيرا من جزئيات أصول القراءة كالإمالة وهيئة الأداء والوقف ونحوذلك.

والخلاصة أن نفي هذه الأركان يلزم منه نفي تواتر القرآن، لأنها بمثابة المقياس الذي يقاس به التواتر، وتعرف به صحة القراءة، فأقل مايقال عن هذه الآراء والاجتهادات أنها خدمة مجانية للمستشرقين ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn14)) الذين يسعون إلى التشكيك في القرءان والطعن في نقله، ليتسنى لهم التشكيك في دين الله جملة وتفصيلا.

[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref1) أشار الدكتور السالم الجكني في تحقيقه للنشر إلى أن هذا النص من كلام أبي شامة، وأحال عليه في المرشد الوجيز وفي وإبراز المعاني، انظر: تحقيق النشر ص:360،وهو كما قال حفظه الله.

[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref2) انظر الإيضاح الوقف والابتداء 1/ 311.

[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref3) انظر الإبانة عن معاني القراءات ص.40.

[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref4) انظر النشر 1/ 9.

[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref5) انظر صحيح البخاري بشرح ابن حجر 9/ 19. كتاب الجهاد الباب رقم 12 الحديث رقم 808 وكتاب التفسير الحديث رقم 4883

[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref6) كذا في الأصل.

[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref7) انظر: منجد المقرئين ص:207 - 210

[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref8) النسخ في اللغة: الإزالة والنقل والتحويل، يقال نسخت الشمس الظل والريح الأثر، و نسختُ الكتاب،ونسخت النحل أي:نقلت خليتها إلى خلية أخرى، وفي اصطلاح الأصوليين: هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخ عنه، فانظر أي هذه المعاني أراد المؤلف.

[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref9) انظر النشر 1/ 58.

[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref10) انظر النشر 1/ 13 وإتحاف فضلاء البشر، ص.18.

[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref11) انظر تفسير الرازي 3/ 193.

[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref12) يقال: أحير من ضب وأهدى من القطا، والخريت: الماهر بالطرق والمسالك.

[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref13) ووجه قراءة الجماعة أن الأمة بمعنى الزمن،أي تذكر بعد زمن، أوبعد نسيان.

[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref14) زعم المستشرق (جولدسهير) في كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي) أن القراءات ليست عن رواية ونقل، وإنما هي اجتهاد من القراء ليرضوا مقاصدهم واذواقهم، وزعم المستشرق الألماني آثر جفري أن قراءات القرءان تطورت على الأيام وزاد فيها المسلمون شيئا كثيرا، وزعم المستشرق (كازا نوفا) أن الجمع العثماني للقرءان مجرد أسطورة نسجت على عهد الأمويين للإشادة بعثمان الذي تربطهم به علاقة القرابة والرحم، انظر: (الاختيار في القراءات والرسم والضبط) محمد بلوالي ص:.34

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير