تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أبيعمرو، ..... تأمنا تواترت بالإدغام الكبير (المحض) عند أبي جعفر، ولا حاجة إلى الروم والإشمام عند غيره ..... الهمزتان من كلمة: تحقيق الثانية لابن عامر والكوفيون وروح، وترك ألف الإدخال قبل الفتح والكسر لورش والمكي و ابن ذكوان والكوفيين ويعقوب، ولهشام في وجه وترك ألف الإدخال قبل الضم لورش والمكي وابن ذكوان والكوفيين ويعقوب، ووافقهم قالون وهشام وأبو عمرو في وجه عنهم ..... الهمز المفرد الساكن حققه: المكي وهشام وحفص وحمزة ويعقوب ووافقهم غيرهم في بعض الكلمات ..... لام بل وهل إظهاره لأهل الحرمين وابن ذكوان وعاصم وخلف ويعقوب ... )) هـ

فيجاب عنه بما يلي:

أما قوله (( ... كيف فات على أئمة القراءات والمصنفين أن القرءان متواتر جملة وتفصيلا حرفا حرفا وكلمة كلمة دون الحاجة إلى تعدد الروايات والقراءات ودون ضرورة التمسك بالروايات ظنا منهم أن القرءان لا يصح حفظه ولا تواتره دونها) هـ

فيجاب عنه بأن الأئمة والمصنفين لم يجعلوا تعدد الروايات شرطا لتواتر القرءان، وإنما تمسكوا بما تواتر من القراءات، لأنها كيفيات تؤدي بها ألفاظ القرءان، فاذا تواترت تلك الكيفيات فهي قرءان، ثم إن الأئمة حين نصوا على تواتر القراءات لم يكونوا يقصدون كل القراءات، لعلمهم أن من القراءات ماهو شاذ،ولكنهم كانوا يقصدون القراءات السبع والعشر برواياتها المشهورة التي انحصرت في هذه الأزمنة في طرق الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير وطيبة النشر.

واماقوله ((تأمنا تواترت بالإدغام الكبير (المحض) عند أبي جعفر، ولا حاجة الى الروم والاشمام عند غيره)) فيجاب عنه بأنه لافرق بين الإدغام المحض والروم والإشمام، لأن الكل لهجات، ولأن أبا جعفر يبدل الهمزة ألفا، والابدال صنو الروم والإشمام والإدغام المحض، وقد تقدم أن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق القرءوء بها، ولذلك لم يعول في الطيبة على ما انفرد به ابن مهران عن قالون من الإدغام المحض في هذا الحرف، ومعلوم أن مذهبه تحقيق الهمز،،وقد تقدم أيضا اتفاق القراء على ادغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء إدغاما محضا، واتفاقأكثرهم على إدغامهما بغنة في حروف (ينمو).

واما قوله (( .. الهمزتان من كلمة:تحقيق الثانية لابن عامر والكوفيون وروح، وترك ألف الإدخال قبل الفتح والكسر الخ .. )) فيجاب عنه، بان الأمر ليس على الاطلاقه، لاتفاق العشرة على ترك التحقيق في الهمزة الثانية في (آلذكرين) معا و (وآلله) معا و (والآن) معا، حيث قرأ الجميع في هذه المواضع الستة بوجهين، أحدهما: التسهيل وثانيهما الإبدال، ولاتفاق الكل أيضا على إبدال الهمزة الساكنة بعد همزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو (أوتوا) و (وءادم) و (إيلافهم) وهو كثير في القرءان، وإليه الإشارة بقول الشاطبي

وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم=إذا سكنت عزمٌ كآدم أوهلا

وما يقال في (آلذكرين) وبابه يقال في (ماليه هلك) في سورة الحاقة، فقد اتفق القراء على قراءتها بوجهين: أحدهما: السكت، ويعبر عنه بالإظهار، وثانيها:الإدغام، ولم يقرأ فيها بغير ذلك.

واما قوله (لام بل وهل اظهاره لأهل الحرمين و ابن ذكوان وعاصم وخلف ويعقوب) فيجاب عنه بأن ذلك ليس على إطلاقه، لاتفاق الكل على الإدغام في (هل لكم مما ملكت) و (بل ربكم) و (بل لاتكرمون) ولاتفاقهم على الإدغام في (إذ ظلموا) و (قداجيبت دعوتكما) و (فآمنت طائفة) و (قل ربي) واتفاقهم على ادغام أول المثلين الساكن، سواء كان في كلمة أو في كلمتين نحو (كانت تأتيهم) و (أينما يوجهه) وهو كثير في القرآن، أضف إلي ذلك أن هذا المسلك يترتب عليه إبعاد كثير من القراءات المتواترة التي عرض لها المؤلف أثناء سرده لحروف الخلاف، والتي كان يقول فيها (ولا حاجة إلى .. ) ولا يخفى أيضا ما فيه من التلفيق والتركيب بين الأوجه، وهو أمر عابه المؤلف على القراء، واعتبره من تناقضاتهم، وهذا كله يدلك على أن تواتر القرءان دون الحاجة الى اللهجات أمر غير ممكن.

والخلاصة: أن هذه اللهجات جزء من كيان اللغة التي نزل بها القرءان، فالذي يريد أن يفصلها عن أصلها، كالذي يريد أن يفني المحيط الأطلسي غرفا، أو يفني رمل عالجعدا، ومن أوضح الأمثلة على ذلك أن لغة أكثر العرب تحديد الفعل مع التثنية والجمع،إلا ما ورد في لهجة حكاها البصريون عن طيء، ونسبها بعضهم الى أزد شنوءة، من إثبات ضميري الجمع والتثنية مع الفعل، وهي لهجة غيرها أولى منها عند النحاة ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn1))، ومع ذلك تواترت بها القراءة عند الائمة العشرة في قوله تعلى (فعموا وصموا كثير منهم) في سورة المائدة،،وقوله (وأسروا النجوي الذين ظلموا) في سورة الأنبياء،أما تجريد الفعل، الذي هو لغة جمهور العرب، فلم يقرأ به في هاتين الآيتين الكريمتين.

[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref1) اشتهرت هذه اللهجة في كتب النحو بلغة (أكلوني البراغيث)، وفيها كلام مشهور في كتب التفسير، وإليها الإشارة بقول ابن مالك

وجرد الفعل إذا ما اسندا = لاثنين أو جمع،كفاز الشهدا

وقد يقال سعدا وسعدوا = والفعل للظاهر بعد سند

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير