تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما التوسط فأمره أشهر من أن يكون قياسا، فقد نص عليه كثير من الأئمة،وهوا لذي في التيسير وجامع البيان وغيرهما من كتب الداني، وبه أخذ ابن بري في الدرر اللوامع، وهو الذي عليه عمل عامة أهل المغرب مع صحة نقله واتصال الأداء به،فقد تواترت على نقله أجيال لاتحصى وأمم لاتستقصى من أهل افريقية والمغرب،وعليه العمل في تلك الأمصار من أمد بعيد.

ومما يلحق بهذا الباب، مد اللين وتوسيطه، فهو أيضا مما صحت به الرواية عن ورش نصا وأداء،قال مكي [[ ... ويقال لهذا المعترض إن كنت نفيت مد (سيىء) و (سوء) نظرا، فقد أريناك وجه النظر ونص سيبويه، وإن كنت نفيته رواية،فعليك بكتب المتقدمين من أصحاب ورش فانك تجد مدهما منصوصا، في كل كتاب لأصحاب ورش،علي أننا لسنا ننكر علي من ترك مده، برواية نقلها، إذ قد وقع في بعض الكتب ترك مده عن ورش، ولا كننا نفضل مده،لأن عليه الجماعة من الأمصار، وعليه نص أكثر الكتب من كتب المتقدمين، وإنما ننكر علي من روي رواية ما، ثم أخذ يعيب ويعترض علي كل من خالف روايته، فليس هذا حق العلم ولا وجه الإنصاف، فعليك بما رويت ونقلت، فلزمه وذب عنه، واحبس لسانك عن الطعن علي ما لم ترو، فليس كل العلم وصل إليك، ولا كل الروايات ضبطها حفظك، ولا أتاك عن نبي ولا صاحب أن القرآن نزل بروايتك، ونص علي قراءتك.]] ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn15)).

واماقوله ((ومنه كثير من الإدغام الكثير لأبي عمرو)) فيجاب عنه بأنه تعميم لايصلح في مقام البحث والاستدلال، والحق الذي لامرية فيه أن ذلك ليس عن قياس، وإنما هو عن رواية ونقل، فقد عقدا لإمام الداني في كتابه:الإدغام الكبير بابا ذكر أسماء من روي عنه الإدغام الكبير من الصحابة التابعين، ثم أسند بعض وجوه الإدغام الكبير عن الأئمة السبعة من طرق كثيرة، ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn16))، وأسنده في جامع البيان عن جماعة من رواة أبي عمرو، ونص علي كثير من مسائله، وقال ابن الجزري [[…والإدغام الكبير اشتهر به أبو عمرو وليس بمنفرد به بل قد ورد عن الحسن البصري، وابن محيصن، والأعمش، وطلحة ابن مصرف، وعيسى ابن عمر ... ويعقوب وغيرهم .. ]] ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn17)) وقال النويري في شرحه على طيبة النشر [[ ... وكل من القراء قرأ به اتفاقا في مثل (ولا الضالين) و (صواف)،أو اختلافا في مثل (مكني) و (تأمننا) ... ]] ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn18))، فهذا وغيره يدلك على أن هذا الباب جار على أصول الرواية وقواعد النقل، وقد تقدمت أمثلة منه ادعي فيها القياس، وقد بينا هنالك أن الأمر ليس كذلك.

وأماقوله ((ومنه إمالة الدوري عن الكسائي (البارئ)، في الحشر قياسا على حرفي البقرة قاسه ابن مجاهد)) هـ، فقد تقدم الكلام عليه قبل.

وأما قوله ((ومنه ما حواه بابا الوقف على الهمز وعلى هاء التأنيث)) هـ، فيجاب عنه بما يلي:

أما الوقف على الهمز، فهو مما ثبتت به القراءة، وصحت به الرواية، ونقله الأئمة الثقات ودونوه في كتبهم، فإطلاق القياس فيه ليس بسديد، وقد اشتهر ذلك عن حمزة، مع أنه غير منفرد به، فقد وافقه هشام في الوقف علي الهمز المتطرف، ووافقه سلام الطويل وغيره في الباب كله، كما نقل الإمام أبو القاسم الهذلي في الكامل ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn19))، وقد ذكر الداني في جامع البيان أسماء الرواة الذين نقلوا هذا الباب، وأطال القول في ذالك بما ينبغي الوقوف عليه، ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn20))، ثم إن كثيرا من أوجه الوقف علي الهمز مقروء بها في الوصل لورش والسوسي وأبي جعفر وغيرهم، وهو من أوضح الأدلة على أن ذلك إنما كان عن رواية ونقل، قال ابن الجزري بعد أن ذكر أشياء لها تعلق بالوقف علي الهمز [[ ... والقصد أن تخفيف الهمز ليس بمنكر ولا غريب، فما أحد من القراء إلا وقد ورد عنه تخفيف الهمز إما عموما وإما خصوصا ... وقد أفرد له علماء العربية أنواعا تخصه، فقسموا تخفيفه إلى واجب وجائز، وكل ذلك أو غالبه وردت به القراءة، وصحت به الرواية، إذ من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير